سزدنا في الفصل الاول نبذة تفصيلية عن حجم النفط وحقوله والشركات
العاملة به واختتمته بان عملية النفط في السودان تدار بواسطة وزارتي
الطاقة والمالية وفي ان الحركة الشعبية تمد يديها طالبة احدي العروستين
وقد مضي اكثر من اسبوع علي سردي للفصل الاول وما زلنا نقول يادار
ما دخلك شر
اخشي ان يزكرني هذا الصراع بقصة استمعناها في المرحلة الابتدائية
وهي قصة الرجلان الذان تنازعا علي زجاجة السمنة فاهتزت المنضدة
فسقطت الزجاجة علي الارض فانكسرت وسال السمن
فيمكن بدلا من ان نقتسم الكعكتين الي اثنين يمكن ان نقسمها علي اربعة
اي تقسم وزاررة الطاقة مابين الحكومة والحركة الشعبية لتتم ادارتها
معا وبالطبع علي نفس المنوال توزع وزارة المالية طالما ان اتفاقية نيفاشا
نصت علي اقتسام السلطة والثروة فان هاتين الوزارتين هما السلطة
والثروة
خذ مثلا ان انفردت الحركة بوزارة الطاقة يمكن ان تثار الشكوك بان الحركة
تنفق معظم اموال البترول علي تنمية الجنوب وعلي النسق يمكن ان تتهم
الحركة الحكومة علي عدم اعطائها حصتها الحقيقية من عائدات النفط
وسيظل النفط هو المحك الحقيقي لاستمرار ا النزاع في الفترة الانتقالية
نعم وزارة الطاقة هي السودان فهي خزينة الدولة في هذه الظروف ووزارة
المالية هي الوعاء الذي ينصب عليه النفط السوداني لتغطية نفقات الدولة
من الفصل الاول حتي الفصل الثالث فصل التنمية وتشييد البنية التحتية
للدولة فكم من مشاريع عملاقة في طريقها الي النور
اما الاقتراح الاخر بسحب البترول من وزارة الطاقة وتشكيل بما يعرف
بمفوضية البترول وبالطبع تدار هذه المفوضية بواسطة الحكومة والحركة
والتنظيمات السياسية الاخري المشاركة في الفترة الانتقالية والحركات
المسلحة الاخري التي ستشارك ان توصلت الي صيغة سلام مع الحكومة
والفصائل الجنوبية الاخري لربما يكون هذا الخيار الاخير هو الارجح
ان ما حدث من فارق زمني ما بين مشاكوش في يوليو الفين واثنين ونيفاشا
في فبراير هذا العام هي ثلاثة سنوات من المفاوضات بشان السلطة والثروة
والمناطق الثلاثة ابيي وجنوب النيل الازرق وجبال النوبة ويتكرر الفارق الزمني
مرة اخري ما بين نيفاشا ولحظة تشكيل حكومة الفترة الانتقالية لا ندري
كم من الزمان يفصل بين الحدثين
لقد تعسرت ولادة الحكومة الانتقالية فالشعب السوداني يجلس امام غرفة
عمليات اخصائي النساء والتوليد في انتظار عملية قيصرية مستعجلة
تجري علي وزارة الطاقة نامل ان لايطول الانتظار ويكون المولود هو
السلام الحقيقي للسودان

د سعيد زكريا سعيد ماليزيا