أستبشرالشعب السـوداني خيرا عند التوقيع علي اتفاقية السلام التي وضعت حدا للحرب المدمرة التي اتت علي كل اخضر ويابس وحققت اشراك الحركة الشعبية في السلطة وكذلك اعطاء الجنوب الي جانب
ذلك نصيبه في الثروة. الاتفاقبة وضعت النقيضين في ســفينة واحدة. فطرف يريد بناء سودان جديد والطرف الاخر يريد سودان الشريعة, طرف يريد فصل الدين عن الدولة, والطرف الاخر يريد عكس ذلك, طرفا يريد حل مشاكل الشرق والغرب علي اسس اتفاقية السلام, والطرف الا خر يريد الزوقان منها, طرف يسعي ليسود التآخي والمحبة والاحترام المتبادل بين شعبنا والطرف الاخر رسخ جذور العجرفة والتعالي والكراهية.
طرف يمثل المسحوقين والمعدمين, والطرف يمثل الراسمالية الطفيلية الاسلامية التي اذاقت شعبنا صنوف العذاب.
فالي اين سيسير هذا القارب وبه رئيسان؟

ان الحركة قد حققت هذه المكتسبات بعد نضال جبار وتضحيات ضخمة استمرت لعشرات السنين, ولم تكن منحة من السلطات وليست نتيجة مفاوضات في غرف مغلقة. فقد ارغمت سلطات الانقاذ للتنازل والتوقيع علي تلك الاتفاقية التي وان لم تلب تطلعات شعبنا في كنس النظام ومعاقبة المجرمين وسفاكي الدماء الا انها تعتبر ايجابية.

ولتحقيق مكاسب سياسية فلابد من النضال والاستعداد لتقديم التضحيات والالتصاق بالجماهير, فالاتصالات الفوقية التي تتم في الغرف المغلقة لن تؤدي الي نتائج, كما تدل الاحدات الجاريةعلي ذلك.

صحيح ان الاوضاع العالمية والمحلية لا تشجع لشن حروب طويلة الامد. ولكن هناك طرق اخري للنضال . فقد فتحت اتفاقية السلام نوعا من الحرية, يجب ان تستغل تماما لتصعيد العمل الجماهيري, فلابد من مخاطبة الجماهير من خلال ليالي سياسية, وتنظيم المواكب,,تحريك الشارع وزلزلة الكيان باكلمه.مثل هذا التوجه سيدخل الرعب في قلوبهم, عند ذلك سيحضرون مترجفين يستجدون المصالحة, فان لم يكن اليوم فغدا.وقد برهن الحضور الجماهيري الضخم للندوات التي عقدها الحزب الشيوعي لشغف شعبنا لمثل هذا التوجه.
تلك الجماهير التي استقبلت الراحل قرنق, والتي تقدر بعدة ملايين كانت تعبر عن تطلعاتها في خلق سودان جديد وعن سخطها للاوضاع الراهنة. كانت عبارة عن استفتاء تلقائي.
فحــركوا الشــارع بدل الهــروب للكوندات القاهرة. هناك سيكون مصيركم النسيان. الموقف يتطلب وجودكم لاشعال فتيل العمل الجماهيري.

السنامي خلفكم .. والانقاذ أمامكم, فنازلوها جماهيريا, وهي تفقد الجماهير وترعبها. وكل مؤامراتها تتم في الخفاء.سٍلطوا عليها الاضواء ,اكنسوها بالمواكب الهادرة.
شعبنا خبير بمثل هذه المواكب.. شعب اكتوبر.. شعب ابريل..شعبنا حقق كبري انتصاراته بالطرق السلمية.. وعلي راس هذه الاستقلال التام عام .56.

عندما تتبني قيادة التجمع مطالب الجماهير العاجلة المتمثلة في رفع المعاناة, وتوفير الخبز والماء والدواء ومجانيـة التعليم, وخفض الاسعار عن السلع الاستهلاكية, وتوفير المواصلات, وملاحقة المجرمين, وتوفير الديموقراطية, وحل مشكلة الشرق والغرب ستكون الجماهير علي استعداد لكنس هذا الظلام.

فأشعلوها جماهيريا, ولابد من التضحيات.

ان الازمة السياسية السودانية في تفاقم مستمر واتفاقية السلام لم تضع لها حلا, حزب الامة وكذلك الشيوعي والمؤتمر الشعبي وقوي المجتمع المدني, وفوق ذلك تلك الجماهير الضخمة التي استقبلت قرنق تقف اليوم موقف المعارض.
ذلك النفر الذي قيل انه يمثل الشمال ما هو عصابة اقلية استولت علي السلطة بانقلاب لعين.
ان الاتفاقية تلبي تطلعات هذه العصابة لحكم السودان لفترات طويلة وتمنحها القانونية لاذلال شعبنا.

ان الافتراض بان هذا النفر يمثل كل شمال السودان هو افتراض خاطئ واي اتفاقية مبنية علي هذا الاساس فهي مبنية علي اساس خاطئ سيكون مصيرها الانهيار , ان لم يكن اليوم فغدا.