ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
الحزب الاتحادي الديمقراطي يفاوض ويوقع‚‚ ويشارك!.بقلم محمد عوض / جريدة الوطن – الدوحة / قطر
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 9/19/2005 1:04 م
«الحزب الاتحادي الديمقراطي يفاوض ويوقع‚‚ ويشارك! محمد عوض / جريدة الوطن – الدوحة / قطر آخر مفارقات السياسة السودانية توقيع «الحزب الاتحادي الديمقراطي» بقيادة محمد عثمان المرغني اتفاقا مع حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم للمشاركة في الحكومة المتعثرة منذ ما يقارب الشهر بسبب التنازع حول وزارة الطاقة بين طرفي اتفاق السلام‚ والمفارقة تكمن في أن اتفاق الحزب الاتحادي تم توقيعه بينما «التجمع الوطني الديمقراطي» الذي يقوده الميرغني يبحث في تحديد موقفه من المشاركة من عدمه وترافق مع تصريحات من مسؤولين من الاتحادي الديمقراطي حول وحدة التجمع بقيادة الميرغني‚ وأن حزبهم ملتزم بموقف التجمع‚ اتفاق الحزب الاتحادي مع الحزب الحاكم وقعه مغمورون على الأقل سياسيا في الحزب لا يعرف لهم الحزب تاريخا نضاليا وهم من مجموعة الـ Yes Man الذين ظلوا طوال فترة حكم «الانقاذ» بعيدين عن الساحة‚ إما خوفا أو طمعا حيث ظل الذين رأيتهم في التلفاز وهم يوقعون ويرتشفون الشاي طيلة الفترة السوداء من حكم الانقاذ يمارسون حياتهم العادية لم يدخلوا سجونا ولم يتم استدعاؤهم أمنيا‚ ولما هدأ غبار المعركة عادوا لأخذ الغنائم كعادتهم دوما‚ في تصوري ان المشاركة في ما يسمى حكومة الوحدة الوطنية ضرورة وطنية قبل ان تكون حاجة حزبية لتجاوز المنعرج الذي يمر به السودان ومحاولة خلق مناخ جديد يعيد البلاد إلى مربع الاستقرار والتنمية ولكن ينبغي ان تكون المشاركة بهدف تحقيق المتطلبات الوطنية وليس الكسب الحزبي الرخيص لأن المشاركة إذا لم تتم بقناعة وباحساس عال من المسؤولية فاننا سنعود إلى المربع الأول وضياع دولة لم تنشأ صدفة ولم تستمر بعفوية وانها كانت ثمرة نضالات ممتدة عبر التاريخ‚ الحزب الاتحادي الديمقراطي بدأ المرحلة الجديدة بخطأ وتلك مصيبة لانها ستنتهي بنا إلى كارثة وهذا ما نخشاه فتوقيعه الاتفاق لم يكن شفافا ان لم يكن عملا لا اخلاقيا‚ حيث كان يفترض الانتظار حتى يعلن التجمع الوطني موقفه ومن ثم تحديد خياراته وتوقيع اتفاق المشاركة في الحكومة‚ أما ان تتم المسألة بهذه الطريقة فتلك مصيبة تكشف لنا عن العقلية التي تدير هذه الاحزاب واستمرار حالة الفصل بين السياسة والاخلاق وهي ذات الأدواء التي كادت ان تفقدنا وطنا ولكنها اورثتنا وضعا اقل ما يوصف به أنه مأساوي في كل مناحيه‚ اشكالية العمل السياسي في السودان والتي لم تتم معالجتها منذ فجر الاستقلال هي غياب البعد الوطني في العمل العام ورهن شؤون العباد لقيادات رخوة تستقوي بالكرسي وتسعى إليه بكل السبل والوسائل مما افقد هذا الكرسي بريقه واقتران الاستوزار بالافساد وتحقيق المطامع والمطامع الشخصية وتلك اشكالية تكرست في الفترة الأخيرة‚ وواضح انها مستمرة حتى بعد تحقيق السلام وتلك كارثة لانها ستؤدي إلى الطوفان‚
للمزيد من االمقالات