ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
صافية وكتفية قريتان في قرية... نموذج للتعايش والوحدة (3) بقلم حمزة عثمان عمر
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 9/18/2005 10:11 ص
صافية وكتفية قريتان في قرية واحدة تتمايزان في أشياء وتجتمعان في معظم الأشياء فلكل قرية اسمها وشخصيتها والمجلس أو اللجنة التي تديرها وتتفقان بعد ذلك في كل شيء فلا فواصل بينهما والذي لا يعرفهما يحسبهما قرية واحدة وهن كذلك ، ولشدة محبة أهل القريتين في التواصل فيما بينهم جعلوا مدارس صافية داخل كتفية ومدارس كتفية داخل صافية ثم توحدت الارادات بعد ذلك وأصبحت الأسماء مشتركة وللقريتين نادي واحد هو نادي صافية وكتفية اشهر وأجمل أندية ولاية الجزيرة إلي عهدٍ قريب، وفي وقت سبق كانت البيارة واحدة وكذا ( الطاحونة) والآن المركز الصحي ، ففي وقت التشرزم والتفرق والتفتت نحن في ريفنا نتوحد ونزداد كل يوم توحدا بعون الله وبركات الصالحين( الفكي بلولة) و (شاويش ) (وحرمين ) واستمرت مسيرة البناء والتوحد والتعاضد لأكثر من نصف قرن من الزمان، و قدمنا النموذج الجيد والحقيقي لقري بناها أهلها لم يجلسوا أمام أبواب السلاطين ولم يتسولوهم ولم يطلبوا من احد عون أو مساعدة إلا من أنفسهم ومجتمعهم، ولقد بدأت المسيرة في أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات لبناء المدارس عندما تبرعوا بجوالات القمح والذرة وأرباح قفة القطن وأقاموا الحفلات الخيرية وقدم بلبل السودان الصداح الفنان الكبير سيد خليفة أجمل حفلاته و أغانيه في أواخر الخمسينيات في صافية وكتفية وعندما سأله المذيع قبل وفاته عليه الرحمة عن أجمل حفلة يتذكرها قال في صافية وكتفية، وفي السبعينيات والثمانينيات تحولت البيوت المبنية من الجالوص والطوب الأخضر إلي الطوب الأحمر بفعل جهد الأبناء والمغتربين، فبقدر ما ابتلينا بهذا المشروع الكبير( مشروع الجزيرة ) وبقدر ما جره علينا من أمراض واستقرار إجباري بالقرب من حوا شاتنا ( نحن أبناء الحواشات ) كما قال بذلك الزعيم والسياسي السوداني الشريف حسين الهندي عليه الرحمة ، وبقدر ما تعبنا وأرهقنا في بناء السودان الذي يتنكر لنا الآن بقدر كل ذلك فقد قدم لنا هذا المشروع اكبر خدمة في استثمار الإنسان الذي تم بفعل الاستقرار وبناء المدارس والتعليم. وقالوا إن السيد عبد الرحمن طلب من الحلاوين قبل المشروع الانتقال والسكني في امدرمان ليشدوا من أزره ويساندوه ولكنهم فضلوا البقاء في أهلهم وأرضهم وزراعتهم المطرية مع أبقارهم وأغنامهم، وجاء من بعده أقوام يطلبون العون ولا يقدمونه، ويطلبون أصوات الناخبين ولا يساعدونهم في حلحلة مشاكلهم وبرغم ذلك ذهبت إليهم الأصوات لا لأشخاصهم ولكن للعقيدة الجهادية الراسخة في نفوس هؤلاء الشجعان الغياري والنشامي أبناء وأحفاد وأهل ورفقاء الشهيد المجاهد عبد القادر إمام ود حبوبة هؤلاء الريفيين العاطفيين المبدئيين الاماجد الذين تظللهم الذكري العطرة للمهدي الإمام ومحبة في أهل بيته و حكمة الإمام الابن السيد عبد الرحمن المهدي، ولما كان الحلاوين مبدئيون متمردون بطبعهم تبع نفر غير قليل من شبابهم الشريف حسين الهندي إبان الديمقراطية الأولي عندما رفع شعار (البلد نحن عبيدة البلد نحن خدامه ) ردا علي شعار أنصار حزب الأمة ( البلد بلدنا ونحن أسياده )ثم جاء الشيوعيون ووجدوا نصيبهم كذلك وفي فترة تالية لاحقة جاء الأخوان المسلمون وتبعهم من تبعهم اليوم وقد انبلج صبحنا الجديد وتحررنا من تبعية الطائفة وهتافية الشعارات فلن نعطي صوتنا ولن ندعم ولن ناذر إلا من يحقق لنا المصلحة ويقدم لنا برنامج مسنود بالضمانات في كيف سيخدم الجزيرة المشروع والولاية ؟وما هو برنامجه لمكافحة الملاريا والبلهارسيا والسل الرئوي ؟، وما هو برنامجه لتوظيف اكبر تجمع للخريجين في السودان، وما هو برنامجه لتقديم الخدمات الضرورية لقري لا تزال بدون خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات وهذا بمثابة دعوى للأحزاب للتنافس علي أصوات أهالي الجزيرة الخضراء فقد انفض سامر الطائفية والأحزاب الهتافية، وانفتح الباب أمام أصحاب البرامج الناجحة والقدرة علي الفعل والإنجاز ( والحشاش يملأ شبكته) كما يقولون والتحية لأهالي صافية وكتفية الذين حققوا ويحققون يوميا شعارات التعاون والتعايش و الوحدة في التعليم والمأكل والملبس والمشرب وفي نفير البناء والأعمار والتطور ويضربون المثل والقدوة في التعايش الشفيف واللطيف.
