تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

دارفور‚‚ بلاد العرب والسودان قديماً وحديثاً بقلم: أبو بكر القاضي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/18/2005 10:07 ص

أبو بكر القاضي: دارفور‚‚ بلاد العرب والسودان قديماً وحديثاً
في مستهل حديثنا عن جولة مفاوضات أبوجا بين متمردي دارفور والحكومة السودانية التي بدأت يوم الخميس الماضي 15/9/2005 والتي ينتظر ان تكون الجولة الحاسمة لملف دارفور مما يشكل خطوة هامة نحو السلام الشامل في السودان على امل ان يكتمل السلام بايجاد منبر عادل لملف الشرق سنستهل هذا الموضوع بخلفية هامة عن دارفور‚‚ الجغرافيا‚‚ والتاريخ‚‚ كوطن للعرب والسودان‚ في الاسبوع الاول من شهر سبتمبر الجاري زار الدوحة - قطر - الاستاذ أحمد ابراهيم دريج الرمز التاريخي لدارفور بدعوة من رابطة دارفور الكبرى في قطر وأول ما لفت نظره في الدوحة هو أمران الأول هو تمسك ابناء دارفور بوحدة الاقليم «دارفور الكبرى» الثاني تجاوز الثقافة الكريهة «عرب وزرقة» أكثر من ذلك فقد ضمت رابطة دارفور الكبرى أبناء دارفور خارج الاقليم الذين سكنوا الجزيرة أبا وسنار والغضارف وكسلا وغيرها فقد أدركت نخبة دارفور بالدوحة أن ثقافة «عرب وزرقة» هي من صنع جهاز الأمن الحكومي‚‚ وأن أوهام قريش واحد وقريش 2 ودولة الزغاوة الكبرى من صناعة جهاز الأمن الحكومي بالمركز الهدف منها تمزيق النسيج الاجتماعي في دارفور مع سبق الاصرار ومن منظور سياسة «فرق تسد» نعم لقد انبسطت اسارير الزعيم دريج في الدوحة عندما رأى بعين رأسه وحدة أبناء دارفور الكبرى التي استردها أبناء دارفور كلمح البصر لان رب العزة يقول «وإن الله لا يهدي كيد الخائبين» ولان مشروع تمزيق النسيج الاجتماعي كان سياسة شيطانية مركزية لم تكن قاصرة على دارفور وحدها وانما استمرت سياسة تسليح قبائل دون أخرى في مواقع مختلفة على جبهة الجنوب وجبال النوبة إن الهدف من هذه السياسة هو ضرب المهمشين بالمهمشين وتضليلهم تارة باسم الاسلام والجهاد وأخرى باسم العروبة وتوظيفهم ضد مصلحتهم في معارك تخص المركز الاستعلائي الذي تسبب في تهميش هذه المناطق‚ عندما اقول دارفور بلاد العرب والسودان كأني انوه بأن تقديم «العرب» على السودان ليس تقديم تفضيل وانما جرى تأخير السودان حسب مقتضيات السجعة في عنوان كتاب «تشحيذ الاذهان بسيرة بلاد العرب والسودان» تأليف: محمد بن عمر التونسي الذي زار دارفور عام 1803 وكان السلطان وقتذاك هو محمد الفضل الذي كان حدثا وقد خلف اباه عبدالرحمن الرشيد وعالمنا محمد بن عمر التونسي المولود عام 1789م لأم مصرية وسلسلة ذهبية من العلماء لنسبة من جهة الاب من اصل تونسي عاشوا بين تونس ومصر الازهر ومكة قبلة الصلاة والحج وبين السودان الحضاري في سنار ودار فور ووداي‚ هذا الكتاب الذي حققه كل من د‚ خليل محمود عساكر ود‚ مصطفى محمد مسعد وراجعه محمد مصطفى زيادة وصدر عام 1965 عن الدار المصرية للتأليف والترجمة ويعتبر اهم مصدر للتعريف بأحوال اقليم دارفور والمقصود ببلاد العرب والسودان عند التونسي هو دارفور هذا الاقليم الذي يسكنه العرب بجانب السكان الاصليين وفي مقدمتهم شعب الفور الذي اخذ الاقليم اسمه منه في العصور الوسطى في دارفور وتحديدا حوالي القرن الثاني عشر الميلادي اقام الداجو سلطنة في هذه البلاد والداجو كما ورد في تصدير كتاب التشحيذ جاءوا من الشمال وقد حدد ابن سعيد وابو الفدا وابن خلدون مواضعهم خلال القرنين الثاني عشر والرابع عشر غربي الواحات المصرية بين النوبة والكانم ثم بعد الداجو آلت السلطة الى قبيلة التنجر «التنجور» في القرن الخامس عشر الميلادي غير ان سلطانهم لم يدم طويلا ونتيجة لاختلاط الفور بالعرب ظهرت طبقه الكنجارة ومن هذه الطبقة ظهرت اسرة كيرا التي تزعمت حكم دار فور من حوالي منتصف القرن السابع عشر الميلادي حتى نهاية حكم علي دينار سنة 1916‚ واول سلاطين هذا البيت هو «دالي» ثم «كورو» ثم سليمان سولونج وهو الذي اصبح الاسلام دين الدولة الرسمي في عهده حيث تولى عرش سلطنة دارفور سنة 1640م‚ الاهتمام الدولي بدار فور بدأ منذ عهد قديم فقد زار الرحالة الانجليزي براون دارفور ومكث ثلاث سنوات من سنة 1793 حتى 1796م‚ وبعد رحلة براون جاء محمد بن عمر التونسي سنة 1803م‚ ثم اعقبه الرحالة هنري بارت في المدة من 1849 - 1855 في رحلة طويلة من طرابلس الغرب إلى بحيرة تشاد وزار تميكتو وباجرمي‚ وبالرغم من ان بارت لم يصل دارفور إلا أنه استطاع اثناء اقامته في برنو ان يجمع معلومات عن دارفور‚ وفي سنة 1874 وصل الرحالة الألماني نافتيجال إلى دارفور عبر باجرمي ووداى واستطاع ان يجمع معلومات كثيرة عن دارفور‚ لقد ساهم هؤلاء الرحالة كلهم باستثناء محمد بن عمر التونسي - من رجال المخابرات الغربية من تدوين تاريخ دارفور خلال فترة الاربعمائة سنة الأخيرة‚ يعنينا في هذه العجالة أولا ان نعرف القارئ بتاريخ وتراث دارفور‚‚ ويعنينا بصورة خاصة ان نبرز التمازج والتعايش بين العرب والسودانيين من اهل دارفور الاصليين كما يعكسه تاريخهم المشترك الذي اشار اليه ابن عمر التونسي في كتاب التشحيذ‚ والتعايش والتمازج يتجليان في تكوين شعب الفور نفسه الذي هو نتاج اختلاط العرب بالفور كما اسلفنا اعلاه‚ والهدف الثاني الذي قصدناه هو ابرازه ان دارفور كانت محط انظار واهتمام العالم الغربي منذ زمن بعيد‚ وقد كان محمد علي باشا يخطط لضم دارفور منذ زمن بعيد بعد ان اكمل ضم السلطنة الزرقاء وكردفان‚ ولهذا السبب احتضن الامير ابومدين بن السلطان عبدالرحمن الرشيد‚ وقد كتب دكتور بيرون حوالي 26 صفحة في كتابه بالفرنسية «رحلة الى دارفور» عن مشروع الحملة المصرية على دارفور سنة 1843م وكان يفترض ان تنصّب الامير ابومدين سلطانا على دارفور ـ لطفا ملحق رقم 1 في كتاب التشحيذ‚ تجدر الاشارة الى ان كتاب تشحيذ الاذهان وان لم يكن نتاجا لزيارة رحالة ممول من المخابرات الغربية الا ان ابن عمر التونسي قد كتب مذكراته عن رحلته لدارفور بتشجيع من د‚ بيرون الفرنسي‚ وكتب ابن عمر مذكراته باللغة العربية‚ وترجمها للفرنسية د‚ بيرون ونشر الكتاب في باريس عام 1851 ويرجح ان يكون اصل النسخة العربية بطرف بيرون‚ وقد اصبحت النسخة الفرنسية هي الاصل‚ وشاهدنا ان الاهتمام الغربي بدارفور ليس جديدا‚ وليس مستغربا ان تصل قضية دارفور الى مجلس الامن في زمن وجيز‚ وليس غريبا ان يزور دارفور خلال عامين عدد هائل من وزراء خارجية دول غربية وأميركا والسكرتير العام للأمم المتحدة لعدة مرات كما أن الاهتمام الافريقي بدارفور واهتمام تشاد ونيجريا بدارفور أمر طبيعي لأن اقليم دارفور جزء بل حلقة هامة من حضارات الممالك الاسلامية في بلاد السودان بالمفهوم التاريخي والجغرافي وليس بالمفهوم الضيق الذي اختزلته النخبة النيلية التي يعني السودان عندها فقط سودان وادي النيل‚ مغزى مشاركة الحركة الشعبية لأول مرة في مفاوضات أبوجا؟ طالبت حركات دارفور العدل والمساواة وحركة التحرير بمشاركة الحركة الشعبية في مفاوضات أبوجا‚‚ ليس بصفتها حركة شعبية فحسب وإنما بصفتها شريك في حكومة الوحدة الوطنية الناتجه عن تطبيق اتفاقيات سلام محور نيفاشا وللاجابة عن السؤال ما مغزى مشاركة الحركة الشعبية في هذه المفاوضات نقول إننا في دارفور نتطلع الى أن شكل الحركة الشعبية إضافة نوعية للوفد الحكومي ونقولها بصراحة إننا بوجود ممثلي الحركة الشعبية كشركاء بالحكومة نشعر بأننا نفاوض حكومة تختلف عن حكومة المؤتمر الوطني بمعنى أننا في دارفور نشعر بأن الفريق الذي يفاوضنا كطرف حكومي يحمل في طياته تعاطفا حقيقيا في وجدانه مع قضايانا ومطالبنا العادلة لانه بالامس القريب كان يفاوض الحكومة المركزية لينتزع منها حقوقه لذلك لا تتصور ابدا ان تتقمص الحركة الشعبية عقلية الحكومة المركزية بين عشية وضحاها وتتحول الى قوة قاهرة مستعلية تجحد الآخرين حقوقهم‚ ان تحالف المهمشين في الجنوب وجبال النوبة والنيل الازرق ودارفور والشرق هو الامل الوحيد في تحقيق مشروع السودان الجديد والتكامل الاقتصادي السوداني وتكريس مبدأ قبول الآخر وتثبيت مشروع السودانوية اي اتخاذ السودان الوطن كمرجعية للقاسم المشترك بين السودانيين‚ ان الحركة الشعبية التي ادركت معنى النزوح واللجوء هي اكثر استعدادا لتفهم حجم معاناة اهلنا في دارفور الذين تسببت الحكومة المركزية في معاناتهم وحرمت المنظمات العالمية من توصيل الغذاء والدواء لهم حين عجزت عن تدبير وقود الطائرات‚ ويلزمني في هذا المقام ان اشيد بالتنسيق الذي جرى في اسمرا بين حركتي العدل والمساواة وحركة التحرير جناح عبد الواحد محمد نور بشأن المفاوضات حول ملفي السلطة والثروة بصورة خاصة ان اي تفاهم بين ابناء دارفور هو لمصلحة الانسان البسيط القابع في مخيمات الكرتون والجوالات الذي يتطلع للعودة الى قريته المحروقة واي سوء تفاهم هو لمصلحة الحكومة المركزية‚ فلنوحد جهودنا من اجل انسان دارفور‚



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved