ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
ليس دفاعاً عن وزير الخارجية بقلم: عبد العظيم حسين– وزارة الخـارجية
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 9/17/2005 6:53 م
أن تختلف مع غيرك في طريقة التفكير أو في أسلوب العمل أو حتى في تقييم الأمور من منظورك الخاص، شئ طبيعي وليس فيه ما هو مشين أو مستغرب .. ولكن الشئ المشين والمستغرب وغير الطبيعي هو أن يكون الاختلاف في الرأي أو الخلاف في الرؤى، مدخلاً للنيل من الآخرين واشانة سمعتهم ووصمهم بما ليس فيهم ومحاولة الاساءة اليهم، وهو سلوك ليس له ما يبرره وتعد بكل المقاييس سلوكاً غير حضاري. فلا غرابة في أن يختلف الانسان مع شخص ما وأن ينتقده، حتى وإن كان ذلك الشخص ممن يحتلون مواقع رسمية وقيادية .. ولكن الامانة تقتضي دائماً أن يكون النقد من أجل الاصلاح والترشيد لا من أجل الاساءة والتشهير لاسباب قد تكون شخصية ولا علاقة لها بالمصلحة العامة. ما قادني الى هذا الحديث هو ما أطلعت عليه كما أطلع عليه غيري، من مقالات على موقع "سودانيز أون لاين" على الشبكة الدولية للمعلومات بقلم سيدة تدعي أمل البشاري والتي لا يشك أحد في انها مجرد اسم يتخفى وراءه رجل لم يجرؤ على مهر مقالاته باسمه، بل فضّل أن يتدثر بثوب سيدة ليتهجم على شخص السيد/ وزير الخارجية باسلوب فج فيه الكثير من الاسفاف وخال من أي موضوعية أو منطق، متوهماً أنه بذلك يكشف الستار للآخرين عما هو خاف عليهم من الأمور الخطيرة مثل الفساد والمحسوبية الذين يدعي أنهما مستشريان في وزارة الخارجية والسفارات .. وهو حديث لم ينطل على فطنة القارئ خصوصاً العاملون في الوزارة بمختلف فئاتهم، لأن غالبيتهمً عايشوا في أزمنة سابقة وعلى صفحات "الشماسة". مثل هذه الأحاديث المستهجنة والتي دأبت الصحيفة على نشرها لاطلاق الاتهامات جزافاً بغرض الاساءة والتشهير على بعض قيادات الوزارة آنذاك وهي ذات الطريقة المتبعة في هذه المقالات، والتي لا تخدم قضية ولا ترد حقاً، بل هي وسيلة لا يلجأ اليها الا أصحاب الغرض الذين يتوهمون أنهم بمثل هذه المقالات يستطيعون النيل من الآخرين وتأليب الناس عليهم .. عموماً مثل هذه الاحاديث المستهجنة ربما كانت بمثابة الضريبة التي يدفعها كل من يتحمل مسئولية موقع قيادي عام .. فمهما نأي بنفسه عن الشبهات سيجد من يسعى الى تلطيخ سمعته والاساءة اليه بمثل هذه الاحاديث .. فالغرض مرض والايعاز بالله. ليس هذا دفاعاً عن السيد/ وزير الخارجية فهو أقدر مني للدفاع عن نفسه وليس في حاجة لي أو لغيري للدفاع عنه .. كما ليس لي معه أي علاقة خاصة أو صلة قربى، ولكن قناعتي الشخصية أنه انسان مهما اختلف معه الآخرون أو اتفقوا ومهما حاول (كاتب) المقالات – ولا أقول كاتبة المقالات ـ النيل منه، فهو موضع التقدير والتجلة في أوساط الشعب السوداني على نطاق واسع بمن فيهم حتى أولئك الذين يختلفون معه سياسياً وفكرياً، وذلك لما لنجاحاته الكبيرة في قيادة الدبلوماسية السودانية طيلة السنوات المنصرمة. وما حققه من انجازات منذ توليه حقيبة وزارة الخارجية وحتى اليوم شاخصة لا تخطئها العين، بالرغم من تشكيك البعض في مقدرته لتحمل مسئولية هذا الموقع، تارة بدعوى صغر سنه وتارة أخرى بدعوى قلة خبراته وتجاربه السياسية، الا إنه مضى في أداء المهمه بثقته في نفسه وثقة القيادة السياسية فيه والتي لم يساورها الشك لحظة في أهليته ومقدرته لهذا الموقع. فكان عند حسن الظن به حيث تقدم الصفوف غير آبه برأي المتشككين وتصدى للمسئولية الجسيمة بكل ثقة في وقت كانت فيه علاقات السودان الخارجية عربياً وأفريقياً ودولياً في أسوأ حالاتها، وطوق محكم من العزلة الدولية مضروب عليه. ورغم جسامة المسئولية وضخامتها الا أن الدكتور مصطفى عثمان لم يعرف اليأس طريقاً الى نفسه، فعزم العقد وصمم على أن يفك طوق العزلة عن السودان ويغير الصورة المشوهة له عالمياً واعادته كما كان عضواً فاعلا ومؤثراً في المجتمع الدولي. فقاد سفينة الدبلوماسية السودانية وسط امواج متلاطمة في بحر لجي لترميم العلائق مع الاقربين في العالمين العربي والافريقي أولا، ومع غيرهم في كل أرجاء المعمورة من دول ومنظمات دولية ثانيا، دفعاً للهجمات التي تعرضت البلاد متمثلة في الحصار السياسي والعقوبات الدبلوماسية والاقتصادية وغيرها . كما استطاعت الدبلوماسية السودانية في عهده وفي احدى معاركها مع بعض القوى الكبري داخل منظمات حقوق الانسان، من الحاق الهزيمة بتلك القوى بفضل جهودها الكبيرة وديناميكية قيادتها التي لم تعرف المستحيل ولم تؤمن بأنصاف الحلول. لا أريد أن أقصم ظهر الرجل، فانجازاته التي حققها في مجال الدبلوماسية طوال فترة بقائه في هذه الوزارة لا ينكرها الا مكابر هي التي ستتحدث عنه في مقبل الايام، وان سلمنا جدلا أن كانت له هفوات أو حتى أخطاء هنا أو هناك فهي من طبيعة البشر يصيب ويخطئ، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .. فمن لا يعمل لا يخطئ .. وستبقى العبرة دوماً في ما أنجزه وحققه من نجاحات في هذا المجال. والله نسأل أن يوفق الجيمع لما فيه الخير. عبد العظيم حسين وزارة الخـارجية
للمزيد من االمقالات