تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

مناظير بقلم زهير السراج

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/17/2005 6:12 م

[email protected]

* صدر قبل يومين القانون الجديد للجنسية السودانية لعام 2005م، الذي جعل اكتساب الجنسية السودانية، حقاً لأبناء وبنات الأم الحاصلة على الجنسية السودانية بالميلاد، متى ما طلبوا ذلك، بدون التقيد بوجود أو عدم وجود الأب، كما كان في قانون 1994م الذي لم يكن يعترف بدور الأم في منح الجنسية، إلا في حالة قيامها مقام الوالد. أي ان ابناء وبنات الام السودانية بالميلاد، المتزوجة من أجنبي، موجوداً كان أم غير موجود، يستطيعون الحصول الآن على الجنسية السودانية بالميلاد، كون أمهم سودانية بالميلاد!!
* وذهب القانون إلى أبعد من ذلك، بان اعترف بحق الزوجة الاجنبية للمواطن السوداني بالحصول على الجنسية السودانية بالتجنس، وذلك بعد الاقامة في السودان مدة اكثر من عامين، وأعطى رئيس الجمهورية سلطة اعفائها من هذا الشرط!!
* ولا شك ان القانون الجديد خطوة مهمة ومتقدمة في طريق الاعتراف بحقوق المرأة، وتعزيز دورها في المجتمع، والمساواة بينها وبين الرجل السوداني، ومن أبسط هذه الحقوق أن يكون لأبنائها وبناتها حق الحصول على الجنسية السودانية بالميلاد.. بغض النظر عن وجود أو عدم وجود زوجها.
* وكان هذا الشرط التعسفي الذي ألغاه قانون 2005م.. مشكلة كبيرة واجهت الكثير من الأمهات السودانيات في السابق، في الحصول لأبنائهن وبناتهن على الجنسية السودانية، أو حصول الابناء والبنات من أم سودانية على الجنسية.. في حالة وجود الأب الذي كان وجوده عقبة كأداء للحصول على هذا الحق.. لدرجة ان البعض كان يلجأ لأساليب غير أخلاقية وغير قانونية.. مثل استخراج شهادة وفاة مزورة للأب مقابل مبلغ ضخم من المال، وقد كانت هذه تجارة سائدة في بعض الاقاليم المتاخمة للمناطق الحدودية والطرفية التي تكثر فيها حالات زواج السودانيات من أجانب.
* والذين كانوا يعجزون عن استخراج شهادة الوفاة للأب.. لم يكن أمامهم سوى خيارين أحلاهما مر.. البقاء بدون جنسية.. أو البقاء بدون أب للحصول على الجنسية!!
* وهنالك خيار ثالث لم يكن متاحاً لمعظمهم.. بسبب ضعف الامكانات أو عدم وجود المستندات الكافية.. وهو الهجرة الى وطن الأب للحصول على الجنسية من ذلك الوطن.
* اذكر ان أُماً سودانية جاءتني قبل بضعة أعوام، وحكت تجربتها المؤلمة للحصول على الجنسية السودانية لأبنائها وبناتها من زوج تشادي يقيم ويعمل في السودان، حاول الحصول على الجنسية السودانية ولكنه فشل، ولم يكن للأم أو الابناء رغبة في الحصول على الجنسية التشادية، أو السفر والاقامة بتشاد، خاصة أن الأب كان على خلاف حاد مع أهله هناك، ولم يكن يستطيع العودة.. وإلا فقد حياته!!
* وحاولت الأم الحصول لأبنائها على الجنسية عبر استخراج شهادة وفاة مزورة لزوجها، وتعرضت بسبب ذلك لمتاعب قانونية جمة، ولم تنج من السجن إلا بأعجوبة، لتقدير القاضي للاسباب التي دفعتها لذلك، فحكم عليها بالسجن مع عدم النفاد.. بالاضافة الى الغرامة المالية.. وظل الابناء والبنات بلا جنسية، لا تشادية ولا سودانية، وحرم اثنان (ولد وبنت) من الجلوس لامتحان الشهادة السودانية.. فجاءتني الأم تشكو وتبكي بحرقة.. من قانون الجنسية الظالم.. الذي أضاع مستقبل ابنيها.. وكادت تدخل بسببه السجن! وطلبت مني ان انقل قصتها للمسؤولين، فكتبت مقالاً بصحيفة «الأيام» الغراء عندما كنت اكتب عامودي بها، وطالبتُ بمعالجة هذه المشكلة.. والآن بعد اكثر من ثلاثة اعوام يصدر القانون الجديد.. ليمنح الجنسية لأبناء وبنات الأم السودانية بالميلاد بدون التقيد بوجود الأب!!
* انها خطوة مهمة في طريق تعزيز وتمكين المرأة.. لابد أن تجد الاشادة والثناء.. ولكن يجب ان يتقدم القانون خطوة اخرى، ويمنح هذا الحق لأبناء وبنات الأم السودانية بالتجنس.. فليس هنالك ما يبرر حرمانهم من هذا الحق.. بعد حصول أمهم على الجنسية السودانية وتمتعها بكافة الحقوق التي يتمتع بها حاملو هذه الجنسية!!

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved