( صلاح شكوكو )

السيد الدكتور / حسن المصري
عميد كليـة التربية الرياضــية
ومقــدم برنامـج رؤى رياضـــية

تحية طيبة

لا نشك مطقا في أن العلم هو السبيل الأوحد للتقدم والتطور والنماء .. في شتى مجالات الحياة .. بل أننا نطالب بالمؤسسية والعلمية للخورج مما نحن فيه من تخبط وتوهان في المجال الرياضي الذي تجلس أنت في أحد صروح العلم ذات الصلة به .

ولا شك أننا في السودان في حاجة ماسة الى كليات أخرى نظيرة لتضخ المعرفة في شريان العمل الرياضي لدينا خاصة وأننا قد أقعدتنا سؤ الممارسة بسبب المفاهيم البالية التي نعتنقها .. حيث كان يعول عليكم في إحداث أثر فاعل ولو في حيزكم المكاني .

ورغم ما ظللنا ننتظره منكم وأنتم تتجاوزون العقد الثالث فإن الواقع لا يشهد لكم إلا ببعض دراسات نظرية .. هي في حقيقة الأمر مجرد بحوث للتخرج لم تلامس تراب الواقع .. ولم تتجاوز أرففكم حيث تقبع في ركن قصي في مكتبات كليتكم الساكنة .. التي يلج اليها الطلاب بواقع الحال وحسب تسلسل الرغبات عند التقدم للجامعات والمعاهد العليا .

والغريب أن كليتكم هذه لم تستطيع أن تخرج لنا مدربا واحدا نشير اليه بالبنان .. إذ توقف دورها في تخرج بعض معلمي التربية الرياضية والجمباز .. وهذا ربما كان السبب وراء عدم رغبة المسؤولين في إشاعة مثل هذه الكلية في مكان آخر .

ورغم هذا الإخفاق الواضح في هذه المؤسسة التي كنا نعول عليها كثيرا .. نراك قد أصبحت إعلاميا من خلال تقديم برنامج تلفزيوني .. تناوب عليه الكثيرون حتى إنتهى اليك .. وانت بين هذا وذاك تحاول أن تقول فقط .. وتحرم حتى ضيوفك من الحديث ..

لو كنت ضيفا في البرنامج لقبلنا منك كل آراءك التهكمية بإعتبارك ضيف وهذا من حقك بأن تعبر عن رأيك بالطريق التي تروقك .. لكن أهل التلفزيون أرادوا أن يرموا الكرة في ملعبك بأن سلموك زمام البرنامج الذي كان ينبغي لك ألا تستضيف فيه أحد .. أتدري لماذا لآنك تصادر كل حديث وتتحدث أكثر من ضيوفك .

كان في مقدورك أن تكون لوحدك تسأل نفسك وتجيب .. بذات النبرة الإنفعالية التي تحاول فيها إخفاء النبرة المصرية حتى مل الناس ماتقول .. نحن الذين ينبغى لنا أن نسألك وأنت تتربع في قمة هذه الكلية .. لنقول لك ماذا أعددتم لنا لتطوير الرياضة .

لقد أدرك كل السودانيون حتى الذين لا صلة لهم بالرياضة أن الإمكانيات والتأهيل ودعم الدولة هما السبيل الأوحد لإخراج الرياضة مما هي فيه .. ولست وحدك الذي يقول هذا لكنك كلما قيل لك رأي خالفته وكأنك تقول أنا الوحيد الذى يفهم وغيرك لا يفقهون .

إن العمل الإعلامي خاصة البرامج الحوارية تتطلب من المحاور ( مقدم البرنامج ) أن يطرح أسئلته على ضيوفه بطريقة يبدو فيها وكأنه جاهل بالأمر برمته وقد يكون متخصصا فيما يسأل .. ثم يترك الفرصة لضيوفه للحديث .

ورغم هذه الأسئلة التي يطرحها المقدم فإنه يقبض مفاتيح الحوار ويطرح بين الفنية والأخرى أسئلة توجيهية في شكل محاور يحول بها دفة الحديث من موضوع الى آخر لإخراج الحوار من دائرة الرتابة والتكرار والملل .. ولا بأس من قفشات هنا وهناك يلطف بها الجو .

إن أبسط أساليب الحوارات هي أن تبدأ بالعبارات الإستهلالية الهادئة حتى تتوغل في صلب الموضوع لتبحر فيه بسلالة ولطف حتى يبلغ الحوار ذروته وقمته ثم يبدأ الحوار إنخفاضة التدرجي بذات السلاسة والروية مؤمنا على ماجاء فيه من خلال إشارات لطيفة يختم بها الحوار ويترك للمشاهد الكريم ( الفطن ) فرصة المشاركة التواصلية الفكرية .

لكنك ياسيادة العميد تتعامل معنا وكأننا طلابا عندك بالكلية .. تصادر فينا حتى منحة التفاعل والتواصل وتطلق علينا رصاصاتك التي تقول فيها أنا الوحيد الذي يفهم مايدور .. أما أنتم فكونوا متفرجين .

تقول ذلك يا أستاذ ويدعمك في ذلك كرسي العميد الوثير الذي تجلس عليه والذي يبدو قد خلط عندك الأوراق .. فإختلطت أنت بها عندنا .. وكان الله في عوننا إن واصلت ذلك .. لكنك لا أعتقد أنك ستواصل لأنك قلت كل ماتريد أن تقول ولن يتبقى لديك ما تقول .

ملحوطة :-

إذا أردت أن تكون مقنعا عندنا فــ ( الزم الجابره ) وروق العب .. وأنزل من برجك العاجي .. وتحدث الينا بإعتبارنا نملك عقول تعي وتدرك .. وعليك إحترام هذا المشاهد الذي يملك ملكة التقييم والتقديم والإخراج .. بل يدرك بفطنته تلك الإشارات التي تأتيكم من خلف الكميرات ..

وإذا لم تستطيع أن تذوب هذه اللكنة المصرية المصحوبة بهذا القدر الكبير من التعالي فأنا أشك كثيرا في أن تجــــد رؤاك هذه مجـــالا في عالـــــم القـــبول ..

ولك صادق ودي وتقديري

أخوك /
صلاح محـمد عبدالدائم ( شكوكو )
[email protected]