وأنا كمواطن فلسطيني ليس بينه وبين السلاح ألفة أوعلاقة خاصة الا من خلال شرف
المقاومة ورفع الظلم أشعر بالخجل والاسف الشديدعلى ماوصلنا اليه من حالة يفرض
فيها السلاح كلمته ويستحمر القانون عن عمد ومع سبق الاصرار والترصد..!! بغض
النظر عن وجاهة هذه الحجة أوتلك.
لقد بات معظم الشعب الفلسطيني يتساءل :الدور على مين..؟
وهو يتذكر مثلامحاولة الاغتيال المحلية الناجحة لهشام مكي امبراطور التلفزيون
الفلسطيني السابق ومحاولات الاغتيال الفاشلة لموسى عرفات وياسر عبد ربوووه
ونبيل عمر..الخ..الخ
ان حالة الفلتان الامني وتصفية الحسابات التي نعيشها الان لن تكون بأي حال في
مصلحة الشعب الفلسطيني الذي يمر باحرج مرحلة في مسيرته
ولكي يكون كلامي واضحا بلا مواربة فاني كأي فلسطيني شريف مع ملاحقة ومعاقبة أي
فاسد أو متسلط افترى على ابناء شعبه وفرض بجبروته ونفوذه احتلالا فوق احتلال
ولكن من خلال باب القانون الذي يتساوى امامه الجميع وليس من خلال شباك السلاح
الارعن والمغرور..!!
قد يقول قائل ان الحالة الفلسطينية الراهنة المنشغلة بمغانم الانسحاب الهزيل
لاتستطيع الارتقاء شكلا ومضمونا الى درجة المحاسبة والقصاص خصوصا ان لكل فاسد
فاسد أكثر منه فسادا ينصره ويحميه ولكل مفتر مفتر أكبر منه يرعاه ويعطيه..!!
والسؤال الذي يفرض نفسه
اليس من الاجدر والاليق بنا أن نحتكم الى القانون ونحن الذين عايشنا القهر
والظلم عقودا وان نكون قدوة للشعوب التي تقدر تجربتنا..؟!!
اليست هذه الطريقة الحكيمة والوحيدة التي تعيد لسلطتنا القضائية هيبتها
واحترامها بعد ان عبث بها العابثون..؟!!
ربما يكون صحيحا ماينسب الى هذا الفاسد أو ذاك ولكنه ليس مبررا على الاطلاق ان
تأخذ جهة ما على عاتقها تنفيذ القانون بيديها وتنصب من نفسها قاضيا وجلادا في
ليل غزة البهيم ..!!
بل وأكثر من ذلك فقد تشيع الجنازة ..وتؤبن الفقيد وتعتبره شهيدا أمام شعب يعرف
كل شيء..ويصمت .
اني لم أحزن على اغتيال رجل له ماض لايخفى على أحد من نفس جلدته –رغم المسميات
-بقدر ماشعرت بالاحباط والاسف على ماوصلنا اليه من هشاشة أمنية وصراعات
مافياوية تعيد الى الذاكرة أسوأ اللحظات في تاريخ شعبنا حيث انتشرت ظاهرة الخطف
والتعذيب بمجرد الاشتباه أو الوشايةوالعرض على محاكم الميليشيات ولم تكن تستغرق
المحاكمة وتنفيذ الحكم سوى دقيقتين على الاكثر..!!
ان مايزرعه مقاولو السلاح اليوم..قد نحصده حنظلا في المستقبل القريب لانه يعطي
ببساطة ذريعة مجانية للعدو قبل الصديق في الابقاء على مفاتيح سجننا الكبير بيد
شلومو ويعطي للعالم برهانا ساطعا على اننا وبرغم عقود المعاناة والصبر لم نصل
بعد الى سن الحلم والبلوغ .