وجه الشبه بين الجيش الأمريكي في العراق والجيش الحكومي في دارفور
منذ بدء خلافة ألإنسان على الأرض وحتى يومنا هذا لم تغرب الشمس وإلا وعلى الأرض فرعون أو فراعنة متألهون(بإسثتناء ساعة الطوفان ونوح عليه السلام وأتباعه بعد الطوفان) . الله أعلم- فقوم هود أخذتهم العزة بالإثم لما رأوا قوتهم وجبروتهم - بعد أن زادهم الله بسطة في الجسم- فقالوا من أشد منا قوة فرد الله عليهم ( أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة) ونمرود عندما دعي إلى الإسلام تكبر وتجبر وقال ردا على سيدنا إبراهيم عليه السلام حينما قال له إن الله يحي ويميت قال (أنا أحي وأميت) ولكن سيدنا إبراهيم أوتي الحجة من الله فقال له إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين) . ثم فرعون موسى عليه السلام بعد أرغم الناس على تأليهه وعبادته وجاءه موسى بالحجة الدامغة ببطلان دعايته قال لسيدنا موسى ( لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين ) . وعندما واجهه رجل من آله يكتم إيمانه قال فرعون (لا أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد) . فاستمرت ظاهرة الفراعنة والمتألهين في الأرض إلى يومنا هذا سواء كانت أفراداً أم أنظمة تتخذ من الفرعونية مسلكا ومنهجا .
فأمريكا اليوم هي بلا شك فرعون زمانها وبلا منازع وتأله أمريكا باد للعيان وطاعتها طوعا أو كرها أمرا بات من المسلم به , فكم من نظام دكتاتوري مستبد طاغ سرق كرامة شعبه إذلالاً واستبدادا قام بحضرة جبارة العالم راكعا ساجدا مسبحا بحمد أمريكا ومبتهلا قائلا وعجلت إليك أمريكا لترضى .
بيد أن أمريكا كسبت هذه الأبهة بعد جهد مضن ومعارك عالمية كبرى خاضتها وخرجت وحليفاتها منتصرة تجر الذيل تيها بنصرها وحق لها أن تفخر . فقد أجهدت أبناءها فكرا وعملا في كافة مجالات الحياة وتخصصاتها وفي شتى ضروب العلم في السياسة تنظيما وتخطيطا وتدريبا ومنحا للحريات التي هي سر نجاحها وانتصاراتها في كل المحافل في الوقت الذي يضن خصومها على شعوبهم بالحرية هي أكرمت الإنسان وكانت النتائج الباهرة في كل شعب الحياة وكذا في سائر مناشط الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية , حاملين جينات شعب الله المختار معتقدا. فقد انتصرت أمريكا وحليفاتها في الحرب العالمية الثانية وكونت بعد الحرب العالمية هيئة الأمم المتحدة بديلا لعصبة الأمم , فخططت وبرمجت وهي تقود حربا باردة لسبع عقود من الزمان ضد المعسكر الشرقي الذي كان ينازع المعسكر الغربي السيادة على العالم . أمريكا بهذين الانتصارين في أشرس حروب الدنيا لم تعد تخشى شيئا فأعلنت سيادتها على البسيطة وتألهت أمرت العالم بالانقياد لها طوعا أو كرها , فوجهت العالم حيثما شاءت وكيفما شاءت مستغلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن كآلية نافذة لإحكام قبضتها على الدنيا. تارة باستخدام سلاح المقاطعة الاقتصادية وتارة المقاطعة الدبلوماسية وتارة العسكرية كما هو ماثل في العراق كأحدث استعمار في الألفية الثالثة . أن دوافع أمريكا معلوم لدى العوام من الناس , فدكتاتورية صدام لم تكن السبب المقنع لاحتلال العراق بعد أن سقطت كل الحجج الأخرى كأسلحة الدمار الشامل وغيرها من الأمور التي صارت بمثابة سخرية العالم كله لكذب زعيم دولة عظمى , ولكن أمريكا تريد أن تقول للعالم أنا ربكم الأعلى ولا راد لما أقضى , إضافة لاستعراض العضلات والعجرفة والصولجان والعنفوان ولتأدب الذين يريدون مشاركتها الكبرياء والخيلاء , فضلاً عن أنها – أي أمريكا – تريد أن تؤمن لشعبها وأبناءها الدفء المجاني حتى آخر أيام الدنيا طالما أن الشعب الأمريكي دفع الضريبة بسخاء فلابد من رد الجميل فسارعت إلى وضع جيوشها حول مصادر الطاقة إضافة المهمة الرئيسية وهي توفير الحماية لأبتها إسرائيل التي تنجب شعب الله المختار من الشغب والهوس العربي .إن صح التعبير- لأمريكا الحق في أن تغتر وتعربد وتفتري وتعز من تشاء وتذل من تشاء . كيف لا وهي تمتلك من الأسباب ما يجعل تكبرها عند الله أقل بغضا – أبغض المتكبرين وبغضي للفقير المتكبر أشد-
فسنن الكون تؤيد ماذهبت إليها أمريكا وهي فعل المتكبرين في ألأرض . فما ذكرناه في صدر المقال يشفع لأمريكا ومثيلاتها من أهل الملل والنحل . ولكن ماذا عن أهل الإيمان أو مدعيه الذين لهم من الله حجة وبرهان ما لا ليس لأمريكا, لا يتقون الله في العباد ولا يرعون في مؤمن إلا ولا ذمة . فجيش أمريكا جيش مستعمر جاءت لتحتل وتسرق بترول العراق لتوفر لدافعي الضريبة الأمريكيين بلايين البراميل من الطاقة مجانا كمخزون إستراتيجي وبالتالي لها مبررها .
أما جيوش نظام الخرطوم في دارفور فقد قتلت دافع الضريبة وحرقت زرعه ونسفت بيته وانتهك عرضه وأباح حرمة ماله وأهدر دمه . نعم مسكين مواطن دارفور فقد قتل بالسلاح الذي دفع ثمنه ضريبة للدفاع عنه . عجبت لأمر هذا الجيش وقادته – فهم كالذي يقتل راحلته ليحمل متاعه على ظهره – أيهم أنفع لشعبه الجيش الذي يموت هو ليوفر الطاقة – الدفء- لشعبه من البرد – أي كالأب الحنون الذي يجهد نفسه ليريح ابنه – أم جيش يقتل ويشرد مواطنه ويحرق بيته .
عمر البشير أعترف بإعلان المبادئ بينه وبين ثوار دارفور أن للثوار حق وأنهم يمثلون شعبا عانى ظلم 50 عاما والبشير يتحمل وزر 16 عاما منها . فالثوار لم يبدءوا بالظلم بل الحكومة الغاشمة هي بدأت الظلم - والبادئ أظلم - وكون الثوار وبعد 50 عاما ردوا على الظلم لا يعطي الحكومة الحق في الرد بهذه الوحشية والبربرية التي لا نظير لها في عالمنا اليوم .
أمريكا دخلت العراق بجيوشها كمحتل وسارق ,قتلت وشردت ودمرت واغتصبت الجنسين الرجال والنساء في السجون وفتكت بالمجتمع العراقي ولكن كل هذا في سبيل رفاهية دافع الضريبة الأمريكي الذي مكن دولته من تكوين جيش لا يقهر . أما الجيش السوداني في دارفور هو الأخر فعل ما لم تفعلها أمريكا في العراق وإسرائيل في فلسطين (وهو وجه الشبه الوحيد بين الجيشين) ولكن في سبيل من ياترى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
آدم عبد الرحمن الصبي
المملكة العربية السعودية - الرياض
__________________________________________________