تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

تقرير خبراء مفوضية ترسيم حدود أبيى : بقلم جبريل حسن أحمد

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/15/2005 3:06 م


مكثت المفوضية ستة أيام وسط المسيرية والدينكا واستمعت لشهادات 104 شخصاً في عشرة مدن هي أبيى وقلى وباوول والدمبلويا ولاو وأم بلايل والشقى ولوكجي وأقوك والمجلد هذه المدة القصيرة والأماكن الكثيرة التي زارتها المفوضية لا تمكن الخبراء من الوصول إلى الحقائق والخروج بقرار مبنى على دراسة معمقة متأنية نابعة من الواقع المعاش في المنطقة وتاريخها وهذا واضح من تقسيم الخبراء لمنطقة مسكونة وللآلاف بل الملايين من السودانيين حقوق فيها بخطوط مستقيمة دون مراعاة لهذه الحقوق ، كما أن إقرار الخبراء من البداية بأنه لا توجد خريطة تبين المنطقة التي كان يقطنها دينكا نوك في عام 1905 وبعدم وجود وثائق كافية وبشح المعلومات فتح لهم المجال وجعلهم يتصرفون كما يحلو لهم دون قيود وطبقوا آرائهم الخاصة التي ربما تكون مبنية على الدين والعرق والخلفيات التاريخية لديهم مثل تجارة الرقيق وتسلط العرب على الزنوج فاستبعدوا جانب من أهل المنطقة واعتبروهم غير موجودين واعتبروا كل ما قدمه الجانب الآخر تفصيلي وحقيقة لا يمكن الطعن فيها فأخذوا باقتراح الحركة الشعبية بأن الحد يجب أن يمر بخط مستقيم على طول خط العرض 10 درجات و35 دقيقة شمالاً ذكر الخبراء في تقريرهم أن دبليوجي بروان سجل في مذكراته عندما كان مقيماً في دار فور في عام 1794-1795 بأن المسيرية موجودين في البركة بالقرب من المجلد والدينكا على مسيرة خمسة أيام إلى الجنوب الشرقي أي على بعد 180 ميلاً تقريباً ، وبهذا يمكننا أن نحدد موقع الدينكا في ذلك الوقت وفي اعتقادي هذا غير مهم لأن السودان اليوم وطن للجميع ولكن في حالة تقسيم السودان فإن الأمر مختلف ، كما ذكر الخبراء أن المفتشين الذين كانوا يسافرون في جنوب كردفان في 1901 و 1902 أفادوا أن كيلك جزء من منطقة العرب المسيرية وهذا يعني أن المسيرية موجودون في المنطقة لقرون . ذكر الخبراء في تقريرهم بأنه كان هنالك نزاع بين دينكا ملوال من مديرية بحر الغزال وعرب الرزيقات من دار فور وقد أعطت الحكومة الاستعمارية الرزيقات حداً جنوبياً يقع 12 ميلاً جنوب بحر العرب وأنه لم يصدر مثل هذا القرار بالنسبة للمسيرية حيث لم يطالب المسيرية بأي منطقة جنوب بحر العرب.
تساؤل الخبراء هذا يوضح لنا أننا وثقنا في جهة لا يمكن الوثوق بها وأنها تكن لنا الشر كيف يطالب المسيرية بأرض هم شركاء فيها مع الآخرين ولا يوجد بينهم شيء غير المحبة والاحترام والمنطقة تابعة للمديرية التي ينتمون إليها .
ذكر الخبراء أن ما ذكره دبليوجي بروان بأن المسيرية في عام 1794-1795 موجودين في البركة يثبت بنفس القوة أن الدينكا كانوا مستوطنين في الرقبة الزرقاء في ذات التاريخ طبعاً هذا لم يشر إليه دبليوجي بروان ولكن هذا اجتهاد من اجتهادات الخبراء الذين حددوا موقفهم منذ البداية من المسيرية وحقوقهم في الأرض المشتركة مع الدينكا وغيرهم كسودانيين .

من أين أتى الخبراء بالمعلومة بأن على الجلة كان يقوم بغارات ضد الدينكا مع أن كل كتابات أبناء الدينكا في السابق تشير إلى العلاقات الطيبة بين أجدادهم وعائلة على الجلة وما غرض الخبراء من ذكر مثل هذه الأشياء هل هم جاؤوا ليفتحوا الجراج ويبذروا الفتنة بين السودانيين وإذا كان الدينكا هم الأقوى والأغنى من المسيرية وأنهم هم الذين قاموا بمساعدة المسيرية حسب رأي الخبراء فكيف يقوم على الجلة بغارات ضدهم مع أنه محتاج إليهم.
أهل السودان أعرف بالسودان من مستر تيبس وهندرسون وبيترسون ومن الخبراء جميعاً وكنا نظن أن الخبراء سوف يقضون جل وقتهم في منطقة النزاع ويستمعون لآراء السكان جيداً ويدعونهم للتعايش والتآخي ولكن الخبراء قضوا ستة أيام وهم في حركة دائمة وخرجوا من المنطقة بنفس آرائهم التي جاؤا بها عن المسلمين والعرب وهل يعرف الخبراء أن 99% من القرى والمدن في السودان حديثة التكوين مثلاً : مدينة بابنوسة تأسست في عام 1952 - لقاوه في عام 1935 - المحفورة 1965 - نيالا 1920 - الجنينة 1917 ، حتى الخرطوم مدينة حديثة وكذلك أم درمان .
قال الخبراء أنه في عام 1905 بسبب شكاوى الدينكا من غارات المسيرية الحُمر ، قررت السلطات البريطانية ضم دينكا نوك وجزء من دينكا توج إلى مديرية كردفان من أين أتى الخبراء بهذا مع علمنا ونحن أهل المنطقة بأن الضم تم بموافقة الدينكا واستمر بموافقتهم وأن العلاقات كانت جيدة بين المواطنين في المنطقة وما علاقة اتخاذ بعض دينكا نوك للزي العربي واستيعابهم لسمات ثقافية شمالية معينة بترسيم الحدود أن هؤلاء الخبراء سوس ينخر في وحدة السودان وأنهم يسعون لتفكيك السودان ونحن نائمون وإذا كان المسئولين السودانيين يرون غير ذلك فعليهم بزيارة أطبائهم .
حاجج الخبراء بأنه لا توجد للمسيرية أماكن استيطان دائمة ولا توجد لهم إنشاءات مستديمة ورأى الخبراء بأن حقوق المسيرية ثانوية في المنطقة . كيف تكون حقوق شخص في منطقة ثانوية وهو يعيش فيها منذ مئات السنين ، يعرف كل مخابئها ويزرع ويرعى فيها ويتمتع فيها بكل الحقوق وليعلم الخبراء أن الاستقرار المستديم والإنشاءات حديثة في كل السودان وأن أغلب سكان السودان لعهد قريب رعاة يتجولون في مناطق معينة ومحددة تعتبر دياراً لهم معترف بهم في كل الدوائر الأهلية والحكومية .
ذكر الخبراء أنهم لم يتمكنوا من زيارة ناما ووضعوها بأنها أرض طينية داخل القوز وأنه لم يستطع أي طرف إثبات مطالبته بحقوق سيطرة عليها الواقع أن ناما يسكنها المسيرية الحُمر وبها مدرسة لا يقل عمرها عن خمسين عاماً وقد زرتها قبل أربعون عاماً تقريباً ووجدت بها المسيرية ولم أجد بها الدينكا علماً أن الدينكا موجودون في لقاوة ولا يستطيع أحد أن يقول أنهم غير مواطنين .
كل شيء في تقرير الخبراء ينفح بما في داخل الخبراء ، يقولون أن العرب كانوا فقراء والدينكا أغنياء ودينج الور قائد وناظر الدينكا قديماً أروب رجل مرموق وعلى الجلة يسترق الدينكا وكل ما قاله العرب كذب وهم الذين يعرفون الحقائق ويتصدون للعرب وحكومة السودان بدلاً عن الحركة والدينكا مثال ذلك .
قال الرائد ولكينسون أثناء رحلته في عام 1902 أن المسيرية الحُمر يعيشون بجوار بحر العرب وأن قرى الدينكا نوك على بعد 15 ميلاً جنوب بحر العرب ، هذه حقائق ذكرها الرائد المذكور ولكن هذه الحقائق الواضحة والبسيطة لم تعجب الخبراء .
فقالوا لنا إذا قام المرء بعمل رسم بياني في خريطة حديثة للأميال التي أوردها ولكينسون بعناية لكل مرحلة من الرحلة ، فيصبح من الواضح أن النهر الذي أسماه بحر العرب كان في واقع الأمر الرقبة الزرقاء .
هل يعتقد الخبراء أننا في السودان جهلاء لا نفهم في الخرائط ، نقول للخبراء الآتـــي :-
1 - ولكينسون لم يكن وحيداً بـل معه حمله فيها خبراء والمسيرية والدينكا موجــودون في المنطقة يمكن
الاستفادة منهم لمعرفة اسم النهر .
2 - اسم النهر أهـم من الأميـال التي ذكرها ولكينسون إذا سـافرت من الأبيض إلى النهود ووجدت
سكانها الحُمر وذكرت أن المسافة بين الأبيض والنهود خمسة وعشرين كيلومتر لا يمكن أن يقال لي أن
المدينة التي زرتها هي أم صميمة .
3 - ما هي الوسيلة التي قاس بها ولكينسون المسافة هل بالمتر أم استعمل Total Station .
لماذا نعمل الرسم البياني في خريطة حديثة وليست في خرائط ذلك الوقت :
يقول الخبراء لم يقم أي من الموظفين البريطانيين على الاطلاق بزيارة دينكا نوك في موسم الأمطار وبالتالي لم يلاحظوا استعمال دينكا نوك لمناطق استيطانهم في أقصى الشمال وأنه من الواضح على مدى عدة سنوات قبل الإداريين المتعاقبين استمرارية الاستيطان والاستعمال لو لم يلاحظوه بأنفسهم . الموظفين البريطانيين وجدوا المسيرية ولكن وجهة نظر الخبراء أن المناطق الموجودين فيها هي مناطق استيطان الدينكا نوك المستمر رغم أن الموظفين البريطانيين لم يجدوهم فيها هذه القلوطية يخبرنا العم سام بأنها ملزمة لنا .
في عام 1965 اتفق المسيرية ونوك على العيش معاً في المنطقة ولكن الخبراء قالوا لنا أن نوك اثبتوا حقوق استقرار دائم على طول الرقبة الزرقاء واستمتع المسيرية بحقوق ثانوية متساوية في استعمال الأراضي على أساس موسمي كيف يكون هذا مع أن المسيرية هم اللذين وافقوا على العيش معاً في المنطقة .
مستر مايكل تبيسن الذي ذكر اسمه كثيراً في تقرير الخبراء كان مفتشاً في ريفي المسيرية وقد زارنا في المنطقة الواقعة شرق مدينة لقاوة فرأى مجموعة من بنات تلشي يحملن مواعين مليئة بالنبش ( الخيار ) فأراد التحدث معهن فظنَّن أن الخواجة يسأل عن الشيء الذي يحملنه فقالت له احداهن تيبس بدلاً عن تبش حيث أن تلشي ينطقون الشين سين ففرح مستر مايكل تبيس فرحاً شديداً ظاناً أنه معروف حتى وسط بنات تلشي والحاصل أن مستر مايكل تيبس لم يستطع أن يفرق بين اسمه والتبش وهو حاكم المنطقة .
جبريل حسن أحمد

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved