![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
تعرضت الابنة سارة عيسى خلال الفترة الماضية لسيل عارم من الاتهامات والافتراءات الواضح أنه تم التخطيط لها مسبقا من عدد من السادة أعضاء هذا المنبر وانتهى الأمر بأحدهم الى توجيه تهمة مباشرة لسارة . بناء على مقال كتبته , وقبل الاستطراد في الكتابة أود التنويه الى أني لست من أهل القانون والمحاماة. ولم أنل شرف أن أكون من أهل الصحافة والكتابة , أكتب وأنا أدعو الله ألا يسخر أحد القراء من ركاكة الأسلوب ودمامة الكلام . ولكني على الأقل أظن بأني أمتلك من العقل النذر اليسير والشيء القليل الذي يجعلني أميز الخبيث من الطيب والصالح من الطالح والفاتح من الكالح والعميان من الأعور.
اخواني وأخواتي القراء الكرام , ابنتي سارة عيسى تكتب وتنتقد وتقول ما يجيش في نفسها, فان صح ماأوردت فذلك مانبغي وان أخطأت فخير لها ولنا أن تصحح ما ذهبت اليه ولا أعتقد أبدا أن انسانة مثلها قد تتمنع عن قبول النصح والحوار. ولكن أن يوجه لها الاتهام هكذا وبهذه الطريقة , فهذا هو المرفوض بعينه.
ولكن وآه من هذه اللكن, عندما يتحدث الفرد عن الفساد في السودان, هل يجوز لنا أن نخطئه؟ هل السودان خالٍ من الفساد؟ هل أهل المشروع الحضاري صانوا مشروعهم الحضاري؟ هل يمكن لنا أن نلوم أي شخص يتحدث عن الفساد في السودان؟
أعود بكم أياما قلائل خلت الى الوراء وأسأل عن شحنة تفاح أمريكي كانت موقوفة, بدون سبب عن طريق الجمارك, هل يجوز لنا القول بأننا نشتم رائحة الفساد في ذلك الاجراء؟ اذا عرف السبب بطل العجب بهذا قال المثل, فهل لنا بسبب قادر على اغلاق أفواهنا عن الكلام؟ هل لنا بسبب يزيل ما يجيش في الصدور من الريبة ومظنة السوء؟
غير أن هناك نقطة أخرى تجب الاشارة اليها قبل الذهاب بعيدا ,ألا وهي أن الهجمات وسيل الانتقادات الموجهة لابنتي سارة عيسى قد تزايدت وتواترت بحيث أنها اتخذت شكل حملة مدروسة ومخططة لها, بدأت قبل أسابيع خلت باتهامها بالعنصرية وآلت للأسف لما وصل اليه بالأمس القريب والذي سأترفع عن ذكره احتراما لسارة وقبلها احتراما للقاريء الكريم أياً كان مشربه ومنبته ووجهته. ان من يريد أن يخطط لعمل مخزٍ لن ينشر حيلته على رؤوس الأشهاد. فالاثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس.
ان الجرح الذي نكأته سارة يبدو واضحا وينسجم مع أقاويل كثيرة تدور في الخرطوم وهي متعلقة بوزارة الطاقة ومنصب الوزير. ان الجرح الذي نكأته ابنتي سارة ولاأدري حقيقة ان كانت تدرك ذلك أم لا متعلق بسياسات النظام الخارجية, ان الجرح الذي نكأته سارة متعلق بتعامل النظام مع بني جلدته في الداخل.
الابنة الفاضلة سارة تحدثت في مقال سابق قريب عن وزارة الطاقة , وما رشح يؤكد أن أحد أهم اعتراضات الحركة الشعبية على تولي المؤتمر الوطني لهذا المنصب هو ترشيح الأخير لشخصية عوض الجاز, وذلك يعود الى عامل خارجي متعلق باحتمالية كونه أحد المطلوبين للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد المواطنين وبصورة أكثر تخصيصا ,مواطني الشرق, حيث وافقت المحكمة الجنائية الدولية على الحاق جرائم الشرق ومجزة بورتسودان بما حصل في دارفور. ويبدو أن هذا الأمر قد آثار حفيظة الكثيرين.
قبل فترة كنت قد كتبت عن الدور المستقبلي المتوقع لهذا الموقع, وعدنها ذكرت ولا زلت أذكر أن هذا الموقع موقع ذا تأثير كبير على النظام وأعوانه وانصاره , ان الجو الحر المفعم بالرأي والرأي الآخر لايروق للنظام, فالنظام لديه الكثير الذي يحيك في صدره ولايرغب في اطلاع الناس عليه. لماذا؟؟؟
سواء صح ما ذهبت اليه الأخبار من أن رفض الحركة الشعبية لعوض الجاز ناتج عن كونه أحد المطلوبين أم لا, وسواء تم تسليم عوض الجاز وغيره أم لا, فهذا ليس موضوع هذا المقال. شخصيا أختلف مع الابنة سارة في عدد من النقاط الهامة ولكني أكن لها كل التقدير والاحترام, وأحرص أشد الحرص على قراءة مقالاتها وقراءة أفكارها من خلال مقالاتها. وقد يكون هذا الاختلاف في وجهات النظرالدافع الأهم للسعي الى القراءة لها.
ان أحد أهم مشاكل النظام اليوم هو أنه لن يستطيع أن يلجم أي شخص يتحدث عن الفساد في السودان لأن الفساد موجود موجود موجود, بل وعلى العكس أصبح رموز النظام هم من يفضحون أنفسهم نتيجة للصراع الدائر بينهم. وكنت قد كتبت عن ذلك من قبل.
لقد كتب سارة عيسى عن حالات معينة, تقتضي الأمانة أن أذكر بأني لاأعلم عنها شيئا. ولكن ملخص القول أنها حالات فساد اذا صح ماذهبت اليه الابنة سارة. ووبروح عملية وعلمية يمكن القول وببساطة أننا
اذا أردنا الحديث عن تنمية, فلابد من اجتثاث الفساد ورموزه.
أذا أردنا الحديث عن حرية وديمقراطية , فلا بد من اجتثاث الفساد ورموزه.
أذا أردنا الحديث عن وحدة البلاد فلا بد اجتثاث الفساد ورموزه.
أذا أردنا الحديث عن تكافؤ الفرص فلابد من اجتثاث الفساد ورموزه.
اذا أردنا الحديث عن عودة الكفاءات فلابد من اجتثاث الفساد ورموزه.
اذا أردنا الحديث عن نظام قضائي وعدلي فاعل فلابد من اجتثاث الفساد ورموزه.
أذا أردنا أن الحديث عن حكم راشد ينهض بالبلاد فلا بد من اجتثاث الفساد ورموزه.
الفســــــــــــــاد, الفســـــــــــاد , الفســــــــــــاد عدو السودان الأول.
اخواتي واخواني فلنكف عن شخصنة الأمور وربطها بشخصية معينة واذا كنا منتقدين قلننتقد الفكرة لا الشخص, ان المهاترات لن تجلب علينا سوى الضغائن والاحن في وقت نحن بأمس الحاجة فيه للتوحد, فلنكن ايجابيين , ولنعطي للاخرين الحق في الانتقاد دون تجريح وتجديف كما نعطي لأنفسنا الحق في ابداء الرأي
ومع ذلك أعود وأقول ان الحديث عن الفساد في السودان هو حقيقة للأسف, حقيقة تجب مواجهتها. وان كون السيد الدكتور عوض الجازوزير الطاقة قد يكون مطلوبا للمثول أما القضاء وأن هذا قد يكون أحد أسباب تعثر مفاوضات تشكيل الحكومة هو أمر جائزأيضا . وأن سارة قد تكون قد آثارت بشكل أو بآخر هذا الموضوع هو أمر جائز أيضا.
أخيرا الى ابنتي سارة أقول, واصلي كتاباتك يابنتي , كما عهدنا قلمك قويا وصلبا, أعرف أنك قادرة على الدفاع عن نفسك ولكن رأيت أن أكتب فابحثي لي عذرا.
متعكم الله بالصحة
د/عمر عبد العزيزالمؤيد/ أديس أبابا
__________________________________________________