تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

مفاوضات ابوجا والارتياح الحكومى والخلاف الحركى والامال والاشواق الجماهيريه بقلم \ أ0 عبده حماد \ القاهره

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/15/2005 2:59 م


تبقت ساعات قليلة وتنطلق مباحثات الجولة السادسة لمفاوضات السلام بابوجا بين نظام الخرطوم والحركات المسلحة في دارفور ؛، حيث ظهرت الاهتمامات والترتيبات لهذه الجولة بوضوح من خلال الحركة المكثفة للاتحاد الافريقي لنقل الممثلين خلال اليومين السابقين ولكن اذا اردنا ان نقف علي الترتيبات والاستعدادات النفسية والبعثية للاطراف المشاركة في هذه الجولة نجدها متباينة تباينا كبيرا هذا التباين ربما يجعل ابوجا 6 تصل الي طريق مسدود او اتفاق مهزوز دون طموحات الشعب الدارفوري فلنتابع مواقف كل فصيل علي حدا
اولا : نظام الخرطوم
لاول مره يدخل نظام الخرطوم جولة التفاوض باستعداد نفسي عالي جدا وذلك من خلال الراحة الكاملة التي وجدها قبل انطلاقة هذه الجولة ، حيث كان نظام الخرطوم يدخل الجولات السابقة ويكون مضغوط من قبل المجتمع الدولي وكان الضغط قد يكون مصدره اتفاقية السلام او القرار 1593 او اختراق وقف اطلاق النار او اي مصدر اخر، لكن اليوم يدخل هذه الجولة ولم يكن امامه اي واحد من المضبات الصعبة لانه في مجال اتفاقية السلام استطاع ان يحولها الي شراكة مع وجود انسجام وارتياح من الطرف الاخر والدليل علي ذلك ان الحركة الشعبية سوف تشارك في ابوجا 6 وهي عضو اساسي في قطار الشراكة .اما المصادر الاخري من معارضة ومجتمع دولي استطاع النظام ان يفطس التجمع في نصيب الشراكة ، اما المجتمع الدولي صمت لفترة طويلة ولم يحرك واحد من الملفات التي تعرقل نفسيات ومزاج النظام هذه المواقف في رفع حالة النظام النفسية من درجة الصفر الي 43 % كما ان هناك دعامات اخري ظلت تدعم الجانب النفسي للنظام وهي جاءت من مصادر اخري وبطرق مباشرة او غير مباشرة دعمت موقف النظام التفاوضي ومن اهم هذه الدعامات
أ / تقرير الاتحاد الافريقي واداناته المتكررة للحركات في مجال وقف اطلاق النار هذا الموضوع ظل يدعم النظام مما ادي الي رفع معنوياته وفتح شهيته لالتهام اكبر قدر من المعارضة وابتلاعها داخليا دون ان تكون شريك اساسي في مؤسسة الشراكة
ب/ الخلافات الحاده داخل حركة التحرير واقرار بعض اعضاءها بانها غير مستعده لخوض هذه الجولة ايضا هذا الموقف ساهم في رفع الروح المعنوية والنفسية للنظام واستطاع من خلالها ان يتعرف علي مكامن الضعف والقوة بالنسبة للحركة
ج/ الاستياء العام وسط جزء كبير من حركة العدل والمساواه واصرارهم علي توقيع الاتفاق ولو بطريقة نصيب ام العيال في الورثة كما فعل السابقون هذا الموقف كشف لنظام الخرطوم مناطق الطمع في حركة العدل والمساواه وعرف ماذا تريد
د/ هرولة التجمع نحو الشراكة ولو بدون رصيد

هذه الدعامات وغيرها جعلت نظام الخرطوم يعيش حالة نفسية جيده لهذه الجوله كما انه استطاع ان يعيد ويرتب خططة البحثية القديمة لتوزيع السلة والثروة في دارفور والشاهد علي هذا الامر ما قاله كبير مفاوضي النظام في مؤتمره الصحفي الاخير حيث قال : اي انسان يتوقع بان يكون هنالك اتفاق خاص بدارفور مثل نيفاشا هو موهوما واكد علي ان نصيب دارفور مثل نصيب اي ولاية في شمال السودان ، كما انه اكد مشاركة كل القوي السياسية ولكن سعادة المفاوض اختزل كل القوي السياسية فس شخص الحركة الشعبية لانها الفصيل الوحيد الذي يشارك في هذه الجولة وهذه يعتبر افتراء علي القوي السياسية الاخري كما ان اشراك الادراة الاهلية التي عينها وحددها النظام لاتمثل كل اهل دارفور ولكن الغريب في الامر ان السيد المفاوض حدد تاريخ بداية ونهايتها او توقفها لعطلة عيد الفطر المبارك ومن ثم استمراريها ، تحديد السيد المفاوض لجدول المفاوضات يجعلنا نقول ان الاتحاد الافريقي رتب هذه الجولة وفق تاريخ وايام محدده وايضا حدد ان يكون هنالك اتفاق او لا يكون وحدد اوقات الاذن والعطل و وزع هذا الجدول علي الفصايل المشاركة ، لكن هذا الامر لم يفعله الاتنحاد الافريقي حتي الان اذا مفاوض النظام هو الذي حدد شكل الجدول الزمني للمفاوضات ومتي يوقفها ومتي يعلن استمراريها وهذا الكلام يؤكد لنا ان الحكومة هي التي ظلت تحرك الجولة وفق مزاجها هي وليس الاتحاد الافريقي او ابوسانجو ، اما اذا كانت هذه الخطوة غير موجوده اذا مفاوض النظام راجع وذاكر هذه الجولة بطريقة جيده و وضع كل تكتيكاته لها حتي طريقة الهروب في اخر اللحظات اذا زنق في الجولة سوف يرفعها الي عطلة العيد لكي تمنحه فرصة التشاور مع مهندس اللعبة ، بالرغم من قدم الطريقة وسبق استخدامها مع التجمع الديمقراطي وهي عييد وعرد جاء اليوم الذي تستخدم فيه نفس الطريقة كزواقة اساسية ، علي العموم اذا وصلت الجولة الي مراحل نهائية لماذا الهروب والعوده بحجج العيد ؟ وهل العيد في داخل السودان فريضة او اعتقاد وثني؟ وما بالكم في النازحين الذين ظلوا ثلاث اعوام يعيدوا تحت هجير الشمس ووابل الامطار؟!!! اذا من خلال تصريحات مفاوض النظام اصبح ملامح الجولة واضحة اما اتفاق هزيل او الوصول الي طريق مسدود وفق مبدا عييد وعرد . اما الشئ الثاني في هذا المجال سبق ان مهندس اللعبة الاساسية قد صرح لكافة وسائل الاعلام بانه سوف يقود ابوجا القادمه بنفسه ونهي جولة المفوضات ولكن الغرور وضعف الخصم جعل المهندس يجلس بعيدا في دكة الاحتياطي لحين ثبوت اول يوم في عيد الفطر هذا من جانب النظام
ثانيا : مواقف الحركات

تحرير السودان
بالرغم من ان حركة التحرير تمثل اكبر الحركات المسلحة في دارفور ومن اكثر الحركات وجدت في احيان كثيرة تعاطف من قبل الشعب الدارفوري الا انها اليوم تعيش في ازمة مؤسسية حقيقية ما بين تيار ينادي بالمؤتمر العام لكي ينتخب مؤسسات شرعية وتيار ينادي بالمؤتمر ولكن بعد جولة المفاوضات الحالية هذا التباين في وجهات النظر اثر كثيرا علي نتاج الحركة السياسي والاجتماعي مما صور مشهد خلافي حقيقي يهدد كيان الحركة ، لذلك جاءت التصريحات المتضاربة و الانتقادات اللاذعة من قبل قياده الحركة هذا الامر اثر علي الثيرموميتر النفسي لاعضاءها حيث تدنت الحالة النفسية الي دون العشرين درجةوهذه الحالة النفسية المهزوزه لا تقد الي اتفاق يكون متوازن ويراعي كل حقوق اهل دارفور لذلك مشالة اعادة ترتيب البيت الدارفوري اجمع مهم جدا وخاصة ان الناس الان وصلت الي مرحلة يصعب تجاوزها وفق رؤية مجموعة محدده من اهل دارفور ، اما في الجانب البحثي في قضية السلطة والثروة وعلي حسب التصريحات الحركة بتقول مستعده في هذا الجانب ولكن المواقف تؤكد ان هذا الملف يحتاج الي مزيد من التشاور في دارفور وخاصة ان تصريحات مجذوب الخليقة في شان السلطة والثروه عني بها دارفور باكملها وليس الحركات وهذا يؤكد موقف نظام الخرطوم الرافض لمنح اهل دارفور حقوقهم المسلوبة
العدل والمساواه
هذه الحركة بالرغم من انها تمتاز بتوازن في موقفها البرامجي وتؤكد بان لديها رؤية في مسالة توزيع السلطة والثروة لكنها في هذه الجولة بالذات شاهدناها اكثر استعجالا لتوقيع اتفاق حتي ولو ما بجيب حقو، وهذا يعتبر موقف خطر علي قضية دارفور والحركة ، اما الجانب النفسيث للحركة فهو مقسوم ما بين محبطين جدا وجموعة متفائلة بانها سوف تصل الي ما تصبو اليه

موقف الجماهير
من خلال المتابعة لمواقف الجماهير في دارفور نجد بها نسبة من التباين حيث يوجد استياء عام وسط الجماهير الذين يعيشون في داخل المعسكرات وبالرغم من عدائهم الدائم للحكومة بسبب مواقفها تجاههم الا ان قناعاتهم اهتزت في الحركات وذلك نسبة للحالة الخلافية التي ظلت تعيشها من غير ان تجد لها ارضية مشتركة للتنسيق فيما بينها اما الجماهير التي تعيش خارج المعسكرات ظلت في حالة بحث دائم لرتق النسيج الاجتماعي في دارفور ولكن تصريحات مفاوض النظام الاخيرة ساعدت في تحريك مجموعات كثيرة في دارفور نحو توحيد جهود كل اهل دارفور في جسم واحد ليواجهوا تلك الافتراءات التي رددها السيد المفاوض بشان دارفور وهذه التصريحات ربما تدفع اهل دارفور الي التكاتف وفتح سياج الحركات وخاصة التحرير لكل المجموعات السكانية في دارفور حتي يكون الصوت واحد ضد نظام الخرطوم بدلا من الصراع الوهمي بينهم ولو استطاعت حركة التحرير ان تفعل هذه الخطوة من المتوقع ان النظام سوف يسحب مفاوضه ويدعم المفاوضات بمهندس اللعبة الاساسي اما اذا لم تفعل حركة التحرير هذه الخطوه سوف يتغير مزاج الشعب الدارفوري الذي ظل يبحث عن الامن والاستقرار بدلا عن حياة التشريد والمعسكرات .



للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved