زهير السراج
[email protected]
* مثلما صعدت موبيتل بسرعة الصاروخ، فانها تهبط الآن بسرعة الصاروخ أيضاً. ليس بسبب الحريق الذي أصاب بطاريات التشغيل، وتسبب في توقف الخدمة طوال اليومين الماضيين، «لا خمس ساعات فقط كما ذكرت معظم الصحف الصادرة أمس، وهو أمر يدعو للدهشة والعجب والأسف، فلماذا لم تذكر الصحف المعلومة الحقيقية؟ هل هو الإعلان ياترى؟».
* أقول.. مثلما صعدت موبيتل بسرعة، فإنها تهبط بنفس السرعة ليس بسبب الحريق، وإنما لسوء الخدمة طوال الشهور الماضية، فلقد صار من رابع المستحيلات الاتصال برقم من المرة الأولى!
* وفي الأسابيع الاخيرة تدهور الوضع تماماً، وصارت العبارات الشهيرة.. مثل «الرقم غير موجود في الخدمة» أو «انهاء المكالمة، الشبكة مشغولة».. أو «هذا المشترك لا يمكن الوصول اليه حالياً». هى الرد الحاسم لكل اتصال هاتفي من موبايل الى موبايل. أو من ثابت الى موبايل. خاصة خلال ساعات النهار، أو بين السادسة والتاسعة مساء.
* وكلنا نذكر الفشل الذريع لموبيتل خلال الساعات الاولى في يوم الاثنين الدامي، وتوقفها تماما عن الخدمة بسبب الاكتظاظ، وقد ظن البعض ان الخدمة قد اوقفت لاسباب امنية إلا انه تبين فيما بعد خطأ هذا الظن، وان السبب الحقيقي هو فشل موبيتل في استيعاب كم المكالمات الهائل وتوزيعها، مما ادى لتوقفها تماما عن الخدمة.
* وقبل حوالى أسبوعين، من حدوث الحريق، توقفت الخدمة أكثر من ست ساعات. وقد حاولت صحيفتنا معرفة الأسباب، الا أنها باءت بالفشل! ومنذ ذلك الوقت لم تعد الخدمة الى سابق عهدها في العصر الذهبي لموبيتل، التي كانت فيه موضع الاشادة من كل شخص. وصارت الآن للأسف الشديد على النقيض تماماً.
* ويبدو أن سبب تدهور الخدمة، هو تهافت الشركة على استقطاب المشتركين حتى وصل الرقم الى مليون وخمسمائة، كما تقول اعلانات الشركة، بدون التوسع في البنية التحتية، لتقابل الزيادة الكبيرة في عدد المشتركين، ومن هنا بدأت موبيتل رحلة العودة التدريجية، حتى كانت الطامة الكبرى باحتراق بطاريات التشغيل التي تشرف عليها سوداتل، الشريك الرئيسي في موبيتل، وقد أوردت صحيفتنا أن خسائر الشركة بلغت بسبب توقف الخدمة أمس خمسة ملايين دولار، ولا أحد يعرف، غير كبار مسؤولي الشركتين، الخسائر التي نجمت عن احتراق البطاريات وشراء بطاريات جديدة، والتعثر الشديد في الخدمة في الأسابيع الماضية، والتوقف شبه التام خلال اليومين الماضيين!
* وغير الأعطال الفنية، والدوائر التي صارت مشغولة كل الوقت، فان شركة موبيتل ظلت في حالة صراع دائم، بينها والمساهم الرئيسي فيها «شركة سوداتل»، لدرجة أن المساهم الثاني في موبيتل «شركة MSi-sudan» رفع دعوى قضائية ضد شريكه في الشركة «سوداتل»، بسبب خلافات إدارية ومالية. ومن قبل فقد انسحب منها السيد صلاح ادريس ببيع أسهمه الى السيد محمد فتحي الذي انسحب بدوره ببيع اسهمه للشريك الحالي.
* كل هذا يفسر الهبوط السريع لموبيتل التي كانت ذات يوم مضرب المثل في جودة الخدمة والسرعة، وصارت اليوم مضرب المثل في سوء الخدمة والبطء الشديد، في الوقت الذي تملأ فيها اعلاناتها الملونة الصحف اليومية، بالاضافة الى مسابقاتها ذات الجوائز الضخمة، والامتيازات التي تمنحها لبعض الفئات، مثل الصحافيين، لاستقطاب المزيد من المشتركين.
* وتخطئ موبيتل اذا ظنت أن هذا هو الطريق الصحيح لاستعادة المجد الضائع!