ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
مقتل الزعيم لومومبا بقلم الكاتب : ربيع الأول إبراهيم عبداللة - القاهرة
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 9/13/2005 8:30 م
قصة لومومبا قصة مثيرة للغاية تصور الإرادة الحرة عندما تتجسد في رجل قد صمم أن تهب رياح الحرية في بلاده وتقتلع جذوره الاستعمار منها واستطاع بالفعل رغم تعليمه المتواضع ووظيفته المتواضعة لموظف صغير بمكتب بريد (ستا نلي فيل) أن يحقق لبلاده ما كانت تصبو إليه من حرية الاستقلال وان يجبر المستعمر البلجيكي علي الرحيل من بلاده وان يرد لبلاده كرامتها يوم أعلان يوم الاستقلال أمام ملك البلجيك في البرلمان انه قد آن الأوان للشعب الكنغولي أن يشعر بالحرية والاستقلال بعد أن تحرر من نير الاستعمار الذي سخر الشعب الكنغولي لخدمة مصالحه وجعله رفيقا في أرضه وعبدا في بلاده واستقل ثروات الكنغو الزراعية ومواده ألا وليه من يورانيوم ونحاس وغير ذلك من معادن لمصلحة المستعمر وحده. إن لومببا الذي ولد في 2 يوليو من عام 1925م بإقليم كاساي وتعلم بمدرسة للبريد في نيوبولد فيل أن يعرف أن بلاده كانت هدفا للاستعمار البلجيكي منذ أن أعلن ( ليوبولد الثاني عقد مؤتمر الجغرافيين الأوربيين في بر وكسل عام 1876م أن الغرض من هذا المؤتمر(شق مجاري الحضارة الأوروبية في أفريقيا وكان من نتائجه فتح الباب علي مصراعيه لأوروبا لاستعمار أفريقيا فأسرعت إنجلترا لاحتلال مصر والصومال وأوغندة والسودان ونيجيريا وأفريقيا الشرقية وامتد نفوذها إلى غانا وسيراليون ووضعت فرنسا يدها علي تونس والسنغال والكونغو الفرنسية وساحل العاج ومدغشقر واستولت بلجيكا علي الكنغو وتطلعت ألمانيا والبرتغال وإيطاليا إلى هذه القارة الغنية بمواردها الطبيعية و أرضها الخضراء وكان لومومبا يدرك ذلك جيدا وشاء ان تحاول بلجيكا دمج الكنغو بها. أسس لومومبا حزبا عام 1958م مناديا بالتحرر الوطني والاستقلال ولم يرهبه شجون الاستعمار فقد خرج من السجن اكثر صلابة واكثر حرصا علي استغلال وطنه والتفت حوله الجماهير واصبح هو المتحدث باسمها المنادي بأحلامها وامالها وأمانيها أصبحت صور لومومبا تتصدر مانشيتات الصحف العالمية علي أساس انه الزعيم الذي ارقي ( ارق مضاجع المستعمر البلجيكي وان صوته قد تجاوز حدود الكنغو إلى غيره من الدول في القارة المظلمة فقد أضاءت صيحة العديد من الدول في القارة التي سارعت هي الأخرى تطالب بالحرية والاستقلال وأمام جماهيرية هذا الزعيم الأفريقي المناضل الصلب وأمام التفات الجماهير في بلاده حوله لم تجد بلجيكا مفرا من التسليم بمطالب شعب ( الكنغو والخضوع لارادته والموافقة علي الاستقلال وحضر الملك (بودان) إلى الكنغو ليعلن الاستقلال بنفسه وفي البرلمان فوجئ بلومومبا أمامه وهو يعري الاستعمار من ورقة التوت أن لومببا قال فيما قاله في هذا الخطاب الجسور الذي تناقلته بسرعة البرق مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة في العالم قال فيما قال بالرغم من استقلال الكونغو قد أعلن اليوم بالاتفاق مع بلجيكا وهي دولة صديقة سيتعامل معها علي قدم المساواة الا إنني أؤكد أن كل واحد منها لا يستحق أن ينتمي إلى الكونغو إذا هو تناسي أن بلاده هزمت في كفاحها الذي كانت تخوض غماره يوما بعد يوم ولقد كان كفاحا مريرا لم يضن علينا البلجيكيون فيه بالحرمان والألم والدماء لقد قرروا بنا في معركة نبيلة عادلة لنضع حدا للاستعباد الذليل الذي فرض علينا حكم الإرهابيين. حرر بلاده من الاحتلال البلجيكي ، فقتله يعد عملا استعماريا وإرهابيا، فرض علينا حكما إرهابيا مشين ومنها خرجنا من اجل جلدتنا بواعث لا تزول من ذاكرتنا، فقد خضعنا للسخرة في مقابل الأجور والتي لم تكن توفر لنا القوت الضئيل والملابس المحتشمة أو حتى تمكننا من تربية أطفالنا تربية كريمة من الإهانة واللطمات والمذلة والظلم الذي كان يحتم علينا أن نتحملها من الصباح إلى المساء ، لا لشئ الا لأننا أفارقة كل هذا بعد أن تم استيلائهم علي الأراضي التي نملكها في ظل قانون جائر لا مبرر له لفرض الإرادة القوية علي الضعفاء ، فالقانون كان يختلف تماما عند تطبيقه علي السود والبيض في أراضيهم وهكذا رأينا القصور الفاخرة للبيض والأكواخ الحقيرة لنا نحن السود من منا سينسي المشقة والرصاص الذي كان يروح ضحيتها الكثير من أبناء الكونغو ومن منا سينسي السجون التي امتلأت بمن تجاوزه الرصاص ومهما يكن من شئ فان الألم والجراح التي تركتها حكامنا علي قلوبنا وأجسادنا قد انتهت ولكننا سنخوض معا كفاحا ساميا مريرا يسير في بلادنا نحو السلام والرخاء والعظمة ولسوف يري العالم اجمع ما يمكن للأفريقيين أن يقوموا به في هذه الحياة فسيتحول الكونغو إلى مركز للقوة والنفوذ للقارة الأفريقية جميعا تلقي الملك هذه الصفعة وصفعة الأحرار في كل مكان لهذا الزعيم العظيم وساندت جميع الدول هذا الزعيم الذي أيقظ الناس في بلاده وفي كافة أفريقيا علي حلم الحرية والاستقلال وكان لومومبا يعلم أن الاستعمار لن يرحل عن بلاده بسهولة فهناك من يتربص له الدوائر أمثال ( موبوتو- وتشومبي – وكازافوبو) فقد ابتدأت الحرب ضده بلا هوادة ، فقال ( كازافوبو) أن لومومبا عطل البرلمان فسجن لومومبا في منزله كل ذلك والأمم المتحدة صامته عما يجري له ولا للضغوط التي يتعرض لها ولا السجن الذي وضع فيه بحجة أن تلك من الأمور الداخلية للكونغو واخذوا يحاربون القبائل المناصرة له ، لقد عاش الرجل في السجن وهو يعرف انهم يريدون قتله والتخلص منه. وفوجئ العالم (بتشومبي) يعلن وهو مخمور أن لومومبا قد فر من السجن و أثناء فراره أطلقوا عليه الرصاص فأردي قتيلا و أضاف تشومبي المخمور بأنه لن يعلن عن مكان موته وانتهت حياة هذا الزعيم.