حتى لا يكتب تاريخنا سلاطين باشا آخر أو نعوم شقير آخر!!!

مصعب أحمد الأمين [email protected]

************

أخي مصعب ،، إنت عارف الحصل في المتمة شنو ؟ لا حول و لا قوة إلا بالله ،، .و عارف كيف الناس اتجاوزت الحصل في المتمة قبل 107 سنوات ،،

طيب ياخي ،، إنت ما عارف إنو في حاجة إسمها (( الفتن )) ،، و كيف الناس بتتعامل مع الفتن ،، أنسى المتعافي و حكومتو ،،

ديل ناس ما صدقوا إنهم حكموا بلد زي السودان ،، السودان أكبر من كل الصعاليك الرافعين أعلاموا بالباطل زي ما رافعين أعلام الإسلام بالباطل .

الكلام القلتو دة ،، ما شبهك ،، أنا عارف إنك أكبر من كدة ،، و وعيك القومي أكبر]

*********

انتهي كلامه سامحه الله!!

كتبه في منتدي النيلين_ رداً علي تُرينماتي المتواضعة الموسومة ب ( ترانيم علي مذبح الإثنين الحزين)_ أخ أُُكبر فيه شهامته و حب الصفح فيه غير اني أقول له ماهكذا تورد الإبل

و الآن دعوني أكتب له:

[[أنا لا أعرف من الفتن الا التي غني لها ابن البادية.................... و كل ما مرت بينا فتنة الفؤاد حنّ و لفتنا !! و هي فتنٌ تحبها و أحبها!!!]

في الواقع من وجهة نظري أن تحي ذكري المجزرة ليس فيه فتنة و لا يحزنون . إذا كانوا هم لم يراعوا حرمة الدماء , فهل عيب إن لم نراعي مشاعر الندم (فرضا) عندهم ؟ و من الذي أعتذر و قال امسحوها في وشنا؟ ثم أليس من العار أن تخجل من أن تحتفي بشهدائك حياءاً ممن ذبّح اهلك دون ذنب؟ ثم عندما نذكر موتانا هل معني ذلك أننا نسئ للقاتل الحاقد الذي يمشي بيننا مزهوا بفعلته و تلفق التهم جزافا لحكومة الشماليين ( و هي فعلا من غالبية شمالية) بدماء ما رأوها و يطلبون للعدالة في محكمة الجزاء الدولية؟ ألم تحي أميركا ذكري 11/9 سنويا مع أن ملف التحقيق لم يبرئ البيت الأبيض بشكل كامل؟ ألم تحي روسيا ذكري مجزرة مدرسة بيسان و هي لا تُعفي عن المسئولية كليا؟ ألم يحي الرسول الكريم صلي الله عليه و سلم ذكري أهل البقيع و أصبحت مقبرتهم الطيبة بطيبة الطيبة علي ساكنها السلام من رب الأرباب سبحانه في علاه و منّا في الليل إذا يغشي و في النهار إذا تجلي و في الآخرة و الأولي , مزارا تؤجر بزيارته أمته من بعده؟ أم تريد لنا أن نقبل بتقييم الأمريكان لدمائنا بمعيارها هي كما فعلت بأفغانستان؟ أم أنك لا تعلم أنها قيّمت دم الفرد في حادثة لوكربي التي لم تثبت بدليل مادي و إنما بدليل ظرفي معتسف بعشرة ملايين لكل واحد من ضحاياهم بينما سعّرت الدم المسلم بمائتي دولار في أفغانستان و جعلته مباحا طيبا في العراق حتى في عُرصات المساجد و صحونها؟ أم طموح أهل الحكم تهون من أجله دمائنا و حتى ذكري من تسوّر عليهم مغول السودان الجدد الجدران و طفقوا مسحا بالسوق و الأعناق؟ الم تسأل نفسك لو انه لا سمح الله _ وبإذنه لن يحدث_ لو أن ما جري كان علي أيدي أهل الشمال , ألم تكن الأمم التي رعت التمرد و دعمته حتى بما لم يطلب ,الم تكن لتجيّش الجيوش الجرارة و تستبيح حمانا دون أن يطرف لها جفن؟ ألا نريد لأنفسنا و شعبنا أن نحتفظ بذاكرة بما جناه علينا الآخرين في عقر دارنا ؟ من سيكتب تاريخ هذا الشعب إن لم توثق أحداث أيامه الجسام ؟أم يترك لسلاطين باشا آخر أو نعوم شقير آخر يرسم ذاكرة ووعي أجيالنا القادمة التي ستقرئه تاريخا للآباء قبل أن يطويه الزمان فيصبح للأجداد الذين هم نحن الآن؟أليس إظهار أسانا و لوعتنا علي من فقدنا مدعاة لإحرام الآخرين لنا كي يعملوا ألف حساب قبل أن يفكروا مجرد التفكير في المساس بالقاصية من شياهنا؟من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام!!

لم أطلب سوي التوثيق و التوثيق فحسب فهل هذه في نظر البعض فتنة؟ ألا يعلم هؤلاء إن من بين شروط انضمام تركيا لأوربا هي تعويض الأرمن الذين يزعمون أن الدولة العثمانية قد أعملت فيهم المذابح؟!! و حتى و لو فعلوا لا استبعد أن يطالب الترك بوصف محمد الفاتح إرهابي و عليهم إرجاع الآستانة للبيزنطيين !!!

أخيرا أقول لمن يعتقد أنه ليس من حق من رحلوا ذلك الرحيل الفاجع الأليم أن تحفظ ذكراهم بنشر أسمائهم للتاريخ و للإنسانية , تحت أي تًقيَة كانت أقول و حسرتي قبضة نار تتغذي من أعصابي و دمي و دماء الغياري من بني وطني أقول لذلك النفر:

يا بعض قومي سئمتُ العيش بينكم ***** و لنا في فراقكم وطر