هاشم كرار ـ جريدة الوطن / الدوحة ـ قطر
كان مقررا أن تعلن التشكيلة‚‚ لكن أزمة الطاقة تفجرت من جديد‚ بين شريكي سلام نيفاشا!
هكذا: البترول‚‚ ذلك الأسود‚ أجج صراع «الكراسي»‚ مثلما كان قد أجج الصراع في الحرب‚
الصراع على وزارة الطاقة‚ يقول ان في هذه الوزارة «إن»!‚‚ وهي الـ «إنَّ» التي جعلت المستشار مبارك المهدي ـ كما قلنا ـ يخطف رجليه سريعا من القصر‚ إلى الوزير «الجاز»‚ وهو يحلم بمئات الآلاف من الدولارات‚ لتغطية مصروفات رحلته لأميركا!
هل بقي في خارج السودان‚ من معارضين لحكومة البشير‚ حتى يتمسك المؤتمر الوطني الحاكم‚ بوزارة البترول‚ ذلك الذي قال الوزير الجاز للمهدي ان قروشه ـ البترول ـ (نشتري بها أمثالك!)؟
ثم‚‚ لماذا اصرار الحركة الشعبية‚ على هذه الوزارة‚ التي تبددت مواردها في شراء (أمثال) مبارك المهدي‚‚ وما أكثرهم‚ منذ عهد صاحب الشنطة التي لا تخلو من ملايين الدولارات‚ علي الحاج الرجل الذي ابتدع نظرية «السلام من الداخل» ذلك الذي يرفرف من داخل «شنطته الشهيرة جدا»!
الصراع على «الطاقة»‚ إذن صراع «مشبوه» وصراع يفضح الاثنين المتصارعين: الحكومة وحركة قرنق‚ انه صراع «ضيق جدا» على أهم مصدر لثروة السودانيين جميعا‚ أولئك الذين لم يقبضوا حتى الآن من هذه الثروة‚ الا تقارير يتداولونها من «ماليزيا» عن رصيد فلان‚ أو علان‚ وما فلان أو علان إلا من أصحاب النفوذ في النظام!
عيب‚
لا الوقت‚ هو وقت مثل هذا الصراع المحموم الذي يمنع تشكيل حكومة (السودان الجديد)‚ ولا السودانيون‚ الذين يتطلعون بعيون باكية لمثل هذا السودان‚ كانوا يترجون‚ خاصة من الحركة الشعبية‚ مثل هذا الصراع (المشبوه)!
كان أكرم للاثنين‚ أو أحدهما‚ إذا ما كان الصراع على وزارة التعليم‚ ذلك لان في التعليم مستقبل (السودان الجديد) الذي يتحدث عنه الاثنان‚ وكان أكرم لو كان الصراع على وزارة الصحة‚ ذلك لانه لا فائدة تترجى من سودان جديد‚ صحة المواطن فيه نهب لبعوضة‚ أو دودة دوسنتاريا‚ أو جرثومة ايدز‚ أو كبد وبائي‚ وكان أكرم لو كان الصراع حتى على وزارة الثروة الحيوانية‚ تلك الثروة التي ظلت لوقت طويل «تنفق» من الجفاف في بلد فيه أضخم ثروة مائية في العالم!
هذا الصراع «المشبوه»‚ لئن كان مفهوما في زمن أحزاب «الكوتات» في السودان القديم‚ لا يمكن فهمه اطلاقا‚ في الزمن الذي يتطلع فيه أي سوداني‚ لأدبيات جديدة في الكيانات السياسية‚ بل يتطلع لكيانات سياسية جديدة‚ يفترض ان تخرج بأدبياتها الجديدة‚ من رحم كل سنوات الدم‚ والأنين‚ والبكاء‚ والمسغبة‚ والتشريد‚ والزنازين‚ و«المأكلة»!
السودان الجديد‚ يحتاج لمفاهيم جديدة‚ وأدبيات جديدة‚ بل هو يحتاج لسياسيين جدد: سياسيين لا يتصارعون حول الكراسي‚ وانما يتنافسون‚ بشرف‚ كل في كرسيه‚ على ما ينفع الناس‚ وينفع السودان! دون هذه الأدبيات‚ وهذا الفهم‚ وهذا التنافس البديع‚ سيظل الحال كما هو‚ ليس فقط بمجيء «ثوار الحركة»‚ وانما حتى بمجيء ثوار من باطن الأرض السابعة!
و‚‚‚ ابقوا معنا: لا يزال الصراع على «الطاقة» محتدما‚