ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
درسان من فيتنام‚‚ فقراء العالم و«الشامتون»! بقلم هاشم كرار ـ جريدة الوطن / الدوحة ـ قطر
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 9/13/2005 5:23 م
لا أعرف ما إذا كانت هي من سلوك الحيوانات أيضا‚ كل ما أعرفه أن «الشماتة» من سلوك البشر‚ الملتوين نفسيا‚ والكريهين جدا! الانسان الشامت ليس كائنا سويا وكذا الأمم‚ الأمم الشامتة‚ فيتنام الأمة‚ ليست كذلك لو كانت كذلك لكانت إذن أول الشامتين على أميركا تلك التي تعيش الآن بدم العين ودم القلب كارثة كاترينا! لو لم يكن القلب سليما لا يمكن للزمن ذلك الذي يستطيع أن يغير في كل شيء أن يغير في القلب الذي ران فيه الحقد ورانت فيه الكراهية ورانت فيه طلبات الثأر! فيتنام‚ أمة بقلب سليم‚ أمة تعبر بقلبها عن انسانيتها فيتنام اللحظة التي ترى فيها عدوا قديما أو عدوا «ما من صداقته بد» في لحظة ضعف انساني الضعف الانساني قاسم مشترك بين الافراد وهو قاسم مشترك بين الأمم والأمة الأميركية العظيمة تلك التي شمت فيها من شمت‚ هي أمة تقاسمت الإحساس بمرارة الكارثة مع أمم شتى‚‚ أم من بينها حتى من تصنفه تلك الأمة العظيمة في محور الشر! أميركا الأمة‚ كانت حيث كانت زلازل‚ وحيث كانت فيضانات‚ وحيث كان جفافا وحيث كان الجوع يمط الى الركبة أثداء أمهات ويشيب رؤوس أطفال في سن اللبن‚ من يقول بغير ذلك - فردا أو شعبا بأكمله عليه أن يتحسس قلبه وضميره ويدخل أقرب مشفى للاستشفاء من مرض هو أخطر من الإيدز مرض يسمى الجحود‚ فيتنام ليست جاحدة‚ انها تعرف أن في أميركا أكثر من مليون ونصف المليون فيتنامي يأكلون ويشربون ويتداوون ويتناكحون ويرسلون لأهاليهم سنويا ما يزيد على الثلاثة مليارات دولار‚ هي تعرف ذلك‚‚ تحترمه وتقره لكن فيتنام الفقيرة جدا حين اقتطعت من لحمها ودمها مائة الف دولار وانحنت تقدمها لأميركا «النابالم» أميركا «ليندون جونسون» وهي في لحظة ضعفها الانساني لم تقدم ذلك من باب أن لـ «أميركا في دم كل حرية سلفا ودينا مستحقا»‚ وإنما قدمت ذلك لأنها هي فيتنام أمة ليست شامتة وإنما هي أمة بقلب سليم ! لا الحروب الفظيعة ولا الفظائع ولا الثارات يمكن أن تزرع الشماتة في الأمم العظيمة‚ ذلك درس من فيتنام أيضا لا الفقر يمكن أن يجعل اليد مغلولة الى العنق حتى إزاء الأغنياء‚ حين تعصف بهؤلاء الأغنياء محنة انسانية ‚ ذلك درس أيضا من فيتنام ترى كم يمكن أن تقبض فيتنام من هذا العالم الذي يحتاج في كل يوم جديد لدرس جديد في القيم والاخلاق والمثاليات لو باعت درسا واحدا أو باعت الدرسين؟! فيتنام- بالطبع ليست مثل المدرسين الخصوصيين‚ إنما ألقت الدرسين بالمجان عسى أن يلتقط الدرسين‚ أو أياً منهما أولئك الشامتون في العالم من ذوي الفهوم القاصرة و‚‚ المريضة‚
للمزيد من االمقالات