لا ذمّه جِيفه
لا ظيته..
لا ظمبليته
لا فوضة مجالس و برلمانات..
لا علاوات..
لا أتاوات..
لا رخص خاصه و حَرِيفه
لا إمام..
لا ود حرام..
لا منافق..
ولَّا خدام لى خليفه
لا تمرد..
لا بنادق..
لا فنادق
لا فيونكات..
ولَّا كرفتات
و لا بدلاً قطيفه
لا دعم مالى..
و لا سلاحاً أجنبى
لا قصرعالى ..
و لا حبيباً عربى
لا راقصه..
لا مزيكا..
لا غلمان ..
ولا بنتاً وصيفه
لا إذاعه كلاما دَش..
ولا دوت نت.. ولا دِش..
لا مكاتب فى أوربا..
لا شقق عند الحبش..
لا محلّه و لا مجله..
و لا صحيفه
أبوك إنت لا سمسار..
ولا منشار..
ولا سِيْد احتكار..
راسمالو فى السوق الحليفه
أبوك يا محمد أحمد
راسمالو فى الدنيا الشرف..
و الشهاده الجامعيه..
و عزة النفس الأنيفه
و شوف أبوك الليله وين؟
أبوك يا محمد أحمد
الليله أصبح عَطْلَجى
مستنى كان الترقيه..
مستنى كان حل الديون..
مستنى..بس..
والدقون تمشى وتجى..
و تحمى الكلام
و العيون مدسوسه دس..
تحمى النظام
و المكاتب فايره زى سوق الشمس
ناساً تجى و ناساً تفوت
و ناساً بتصرف فى الرواتب..
و قاعده فى بطن البيوت
و ابوك إنت العوير
مستنى واقف فى محلو تقول صنم
و الناس مشت..طلعوا القمم
حتى الغفير.. أصبح مدير
حتى الغنم مسكوا المناصب..
شالوا السبح.. لبسوا العِمم
حتى التُّجُم عرفوا النَّضِم
قادوا المواكب
وابوك إنت العوير
واقف مراقب
أصلو ما فقد العشم
مستنى قال الترقيه!
و فجأه.. زى ما الدنيا ماشه مفاجآت
فجأه .. جاتو التصفيه
لا نَضِم
لا مقدمات
جواب سَطُر:
"أُحِيلَ للصالح العام!"
بتعرف إنت "الصالح العام؟"
لمّا آلاف الأسر..
تلقى روحها اتشردت
لمّا آلاف الكفاءات..
تبقى بى جرة قلم.. إترَفّدَت
و الوظايف إتملت.. قَرَدَه و حمير
لمّا يتعرّى العِلِم..
و يلبس الجهل العَلَم..
و يمسك البوم الحُكُم..
و يمسك مقاليد الأمور..
ده إسمو "الصالح العام!"
و داك..يا محمد أحمد..يا عوير
ياهو المصير
و آخر قراية الجامعات!
قال جامعه قال!
بالله عشان تعمل شنو؟
أوعك تكون فكرت يوم تطلع وزير!
أوعك تكون موهوم بتحلم بى سفير!
ولا مليونير كبير!
ولا حتى أفندى فى مكتب صغير!
والله تكون مجنون و عايش فى وهم..
لو إنت داير تبقى زول من القرايه..
و تلقى فرصه مع الغشم!
والله عوير!
إنت فاكر الدنيا لينا..
عشان كمان نتمنى نحلم؟
ولا ما عارف كمان حكم الزمن
إنو القلم ما بزيل بَلَم؟
أصحى ياخى و أفهم الدنيا ام دقس:
الوزارات ليها ناسا
و السفارات ليها ناسا
و الوظايف بى مقاسا
و نحن ناس القرعه راحت..
لينا رب الناس و بس
لينا الفَقُر.. لينا العدم
نحن نتعس فى الكُواسه
و نحن نفطس فى الحراسه
و نحن نغطس فى الدراسه
و نحن نتباع فى النخاسه
نحن أتباع لينا الله..
و ليهم الراى و الرياسه
نحن العبيد نحن الخدم
و هم أسياد و ساسه
نحن بالكد..نحيا فى الهم و النكد
و هم ملوك متوجه بالخباسه
و ماصَّه عرق الناس و دم
جامعه قال!
جامعة شنو؟
إنت عميان ولا غبيان يا ولد؟
ما شايف الناس الشُّداد
كيفن مشوا و مسكوا البلد؟
ما شفت كم سجمان نجح؟
ما شفت كم كسلان كسح؟
خلوكم إنتو مَكَسَّحين..
و تزحوا فى الواطايه زح
السكن فيللا و سرايه
و إنتو فارشين الأرض
و ناسنا راكبين قوس قزح..علوى و شبح
و إنتوا راكبين فوق بعض
و العلاج بره البلد
و ليكم إنتو بَبَّح
إنتوا تَقرُضوا فى القَرَض
و إنتوا تَقرَضوا بالمرض
و إنتوا تشربوا فى المحايه
و إنتوا تَلْحَسوا فى الجرح
و يأكلوكم إنتو فى الفول و الهباب
و يوصوا فيكم تاكلوا من أكل الرسول
الأسودين: مويه و بلح
و ياكلوا هم من العجول كفته و كباب
و إنتو تخرتوا فى القدح!
شفت فيهم ياتو زول ساكِّى القِرايه؟
ولا فاتح ليو كتاب؟
و لا جارى فى تفتيش وظيفه؟
شفت فيهم ياتو واحد هَمُّو كان حتة رغيفه؟
ولا ساكن فى الخراب؟
ولا واحد ماشى كَدَّارى ومَكَتَّح بالتراب؟
ولا واحد عندو مشكله فى أكل؟
ولا مشكله فى شراب؟
قال جامعه قال!
نفرض ياخى إنك إنت خلَّصت القرايه
و جبت الشهاده وجبت درجة إمتياز
مجرد فرض..
وينو الشغل؟
بيّاع مريسه؟
حتبيعا وين؟
والويسكى داخل دون جمارك فى البلد..
و البيره فى.. و راقده و رخيصه
و سوقا خاص.. لى ناس خواص
و للبقيه الحَد..جَلِد!
و يللا ..أصلو الدنيا هيصه!
تلقى الشغل بالله وين؟
يعنى ما شايف العطالى مكسرين زى القزاز؟
ولا الدَّاعْكِين و مهروسين هريسه
وما لاقين ولا حق اللباس؟
ولَّا ما شايف الوظايف كيف مفصله بالمقاس
لى ناس عُزاز..
ناساً بخافوا من الكديسه
و علينا عاملين الأسد؟
ولا ما شايف السفارات المدفسه بالصفوف
و بوليسا يضرب بالعكاكيز و الكفوف
الماشى كايس لقمه فى الغربه ام كمد
و الطاشِّى من وجع الكبد
و الخاشِّى لاجى
حتى للماشى الحجاز..
حتى للنَّادَه المنادى..
الدَّق ده عادى..
لابْفُرزُوا عباس لا نفيسه!
و ناسنا ديك..تبارك الله
لا بعرفوا صف لا بكوسوا فيزا
يسافروا للحج من قروشنا
و يمشوا الإجازات بى قروشنا
و بى قروشنا يِقََرُّوا أولادهم كمان..
شان بكره يستلمونا برضو..
و يضوِّقونا الحلوه مره!
و اسم الله ياخى على القرايه!
قرايه بره!
قرايه فى آخر المطاف..
تضمن الجاه و المُلُك
و النعمه و الهنا و المسره
ما زى قرايةً تفتح أبواب الكفاف
و الذله و الشقا و المضره
يا محمد أحمد..
مِد كراعك يا ولد قدر اللحاف
ناسنا ديل ما بشبهوك
و الله لو نَشَّفْتَ راسك
بكره تنزل و يركبوك
خلِّى العناد..خلى النشاف
و الله لو تابعت يوم سكة أبوك
لو لقيت شغلانه حره
و خيمه فى عِشَشْ الحَواف
تكون نجحت و ألف مره
و ألف مبروك!
جامعه قال!
بالله عليك خلى العواره
و اقعد أسمع:
الدنيا يا ولدى العزيز دايره الشطاره
دايره الشِّفِت..دايره الجدع
الشهادات ما حتنفع
لو صحيح داير الوزاره..
أو بتطمع فى سفاره..
أو بتحلم بالملايين فى البنوك..
أدخل السوق بى بصاره..
و بيع أبوك!
تلقى مليون مشترى
و تلقى المناشير يسبقوك
لو ترحمهم ما برحموك
الناس هناك بتبيع صُغارا
و تبيعك إنت و تشتريك
تلقى سمسار يهرى سمسار
و يحلف مَتَلّت بالطلاق
ماخد أبوك بالشى الفلانى..
و بيعتو بالخمسين خساره
و يجيه تانى
و فوق حليفة الأولانى
يقسم معظم باليمين البيعه تمت
و يللا تلقى الدنيا لَمَّت
و التمن طار فى السما
و يدخل التالت يكبِّر
و يلحقو الرابع يكفِّر
و المزاد سخّن حِمَى
و لمّا يرسى على التَّقِيل
تمرق إنت تجر ملايينك وراك
شوال ورا الشوال تشيل
و تبدا فى السوق بى جداره
راسمال حلال
و البعدو كلو ربح حلال
و شغل نبيل!
و تبقى تحلف بالحَرَام
و تحلف بالطلاق
و تبيع كلام
و تبيع أصول
و تلحق الناس الطوال
و توزع الفال و البشاره!
أو لو أبيت السوق كمان..
أدخل الجيش يا ولد
ما شفت جيشنا المنتصر
جيشنا الهمام..
لبلدنا طلَّع كم رئيس؟
و كم وزير؟
و كم خليفه وكم إمام؟
ما شفتو طلَّع كم مناضل؟
و كم مكافح؟
و كم ضكر؟
ما شفتهم بدل اللباس العسكرى..
و بدل التمارين والتمام
لبسوا العبايات و الملافح
خَلَُّو البنادق والخنادق
شالوا العِصِى و دخلوا القُصر؟
و ده كلو ما بين يوم و ليله
و يبدا فى قعدة سكر
رايد يقول: ياخوانا هيييي
البلد ناقصه النظام
و الدوله فوضى و ماشّه فى سكة خطر
كترت الأحزاب و ناسا..
و كتر الكلام..
و زاد الفساد..
و ضاقوا العباد من السياسه
و الشعب واقف منتظر..
مليان كآبه و دبرسه
و يرد عليو واحد عريف:
الشعبِ ده
ما مستعد ياخوانا لسه
لسه ما عرف الديمقراطيه كيف
لسه بدرى عليهو لسه!
دى حاله هسه؟
الشعبِ محتاج إيد قويه
و زول نضيف
و يرد نقيب: دى فعلاً ياخى محنه
دى حاله ما برضاها زولاً كان عدو
و بالذات أنحن
نحن من الشعب وليهو..
و لازماً يكون حارسنا نحن..
نقيف فى صفو و ننقذو..
و لازم نكون ليهو الوجيع
و السؤال مِنَّ العقيد: و الحل يا جماعه؟
و الجواب مِنَّ العميد: بكره نستلم الإذاعه!
و الباقى معروف للجميع!
قاموا الفَجُر.. و الدنيا نايمه
و لمّن انقشع الهجيع
و الضو مرق
و قاموا الناس يفتشوا فى المعايش والرزق
لاقوا الجيوش وقيامه قايمه
دبابات ملت كل الطرق
و مجنزرات فى الحله حايمه
و كل المرق ما عَدّى ساعه
رجعوا البيوت.. حارسين بيانات الإذاعه
ناسنا عارفين بالتجارب
مافى طبعاً غزو من ناساً أجانب
شافوا جيشنا متين بحارب؟
حتى لو كانت إشاعه
مافى زول فيهم بصدق
ناسنا حافظين المشاهد بالتجارب
ناسنا ناقشين الفرق
بين إنقلابات الحكومه:
واحد يمين.. خُدره وسيوف
واحد يسار..حُمره و بنادق
و تانى واحد فى الوَسِط
ساده ساى من دون علامه
لحدما يمسكنا ويتمكَّن وَهِط
و يبدا الخنق
و كلو فى الآخر زَعِط
و كلو فى الآخر مَعِط
و كلو بى إسم الله حق
و كلو فى الآخر إمامه!
و صدق الحدس
ذاعوا البيان الأولانى.. و طَمَّنونا
و فى التانى حَلفوا يسمِّنونا
و فى التالت قرينا وعلَّمونا
وفى الرابع سِلمنا و عالجونا
و فى الخامس بنينا و سَكَّنونا
و فى السادس زرعنا الطوب و شقينا المجارى
و فى السابع صنعنا المعجزات و شيدنا الكبارى
و فى التامن أدونا حرياتنا كامله..
و الكلام بقى إختيارى
و فى التاسع حَكَمنا برانا روحنا
و لحقنا بالركب الحضارى
و فى الختام..
و فى مسك الختام..
فرضوا الطوارى!
و من يوما داك..
و لحدى الإنقلاب البعدو..
نحن مَهَنْضَبين
و كاتمين النفس
و القاده صبحوا مَضَبْضَبين
و مهووسين هوس
و سَووُا ليهم حتى دين
و نَصَّبُوا العولاق إمام
و سووا ليهم كوم حوارى
و سَمُّوا أخوانهم صَحَابه!
و لو كمان الجيش أبيتو
يللا شوف ليك بندقيه..
و أدخل الغابه!
إنشالله تدخل ياخى قُطّيه
و تعلن على الدوله الحرابه
و تعلن إنك إنت محمد أحمد ود عمر..
عندك قضيه
ما مهم نوع القضيه
الأهم البندقيه
و المهم إنك تجيد فن الخطابه
و تعرف تكاتل فى الجرايد الأجنبيه
و تعرف تَكَضِّب فى الكتابه
و فى "الجزيره"
و فى الإذاعات المثيره
و ارقد قفا..
حتلاقى مليون يتبعوك
لمن تقيف و تقول كفى
من الشرق حتلاقى ناس
و من الغرب..
من الشمال..
من الجنوب..
و من مداين أجنبيه
حيجوك و يستلموا القضيه
و حتلقى برضو منظمات
و تلقى الحكومات والكنايس..يدعموك
و يعلموك سر التفاوض
وكيف تحارب وكيف تصالح
و يدربوك شان تبقى يد
و تبقى طرطور فى البلد!
و اهو كلو فى الآخر مصالح
و كلو رابح!
و لما يوم تلقى العيون غفلانه منك
خُتْ سلاحك و الذخيره
واركب البحر المِشَرِّق
واغشى أول أورشليم
و مُر على القدس القديم
و زور الحيطه و ابكى
و من هناك..
أبقى سافر لى عواصِمَ الدنيا المنيره
أمشى لندن..كَضِّب احكى
وامشى باريس..كضب اشكى
وامشى بون..
أمشى واشنطن و قابل الكونقرس
واحكى وابكى..
أحكى بى نفس الوتيره
لمّا حسك ينقرش
و حيسمعوك..
لا مصدقِنَّك..
لا مكضبِنَّك..
و انت عارف إنهم مستعمِلِنَّك..
طُعْمِ للسمكه الكبيره! واهو كلو غش
إنت تشحد فى القرش و داير تشارك فى العرش و هم بجهزوا فى الفطيره!
أو لو كمان احترت و احتار الدليل
و الدنيا ضاقت بيك و ضاقت ذُمتك
ساعةْ صلاةَ الجمعه تلبس ليك عبايه.. مقاس طويل تملاها جوه مفرقعات..
وتلفح عمتك..
مَحْشِيّه موت و مفاجآت و تدخل الجامع الكبير مَحْشِى و مَكَدّس بالعباد و تصلى للمسجد تحيه.. تَقْرَا و تََطََوِّل ركعتك و تمشى تقعد فى محل وَسْطَ العبيد و تستنى لمّا الخطبه تكمل
و مولانا لى سِيْدْنا الخليفه
يدعو بالعمر الطويل
و بالنصر المؤزّر
على الشعب البليد
و ساعة التكبير تقوم وسط الصفوف
و تقيف عديل..
و تعدل عمتك..
و إنت بتجر الفتيل
الله أكبر...
و تكتل جموع المسلمين و تموت شهيد!