تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

سارينة (صافرة الإنذار) عربة الاسعاف والمطافىء وشوارع الخرطوم بقلم د. سيد عبد القادر قنات-الخرطوم

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/12/2005 6:45 ص

بسم الله الرحمن الرحيم
سارينة (صافرة الإنذار) عربة الاسعاف والمطافىء وشوارع الخرطوم
[email protected] د. سيد عبد القادر قنات
تعارفت البشرية منذ أقدم العصور على أن الأسعاف هوأفضل وسيلة يمكن عن طريقها تقديم الممكن والمتاح فى تلك اللحظة لمن يحتاج للمساعدة ،وتختلف الطريقة حسب الزمان والمكان والأمكانيات .
نتحدث عن عربة الأسعاف فى السودان ، والتىقطعا لها مهمة وواجب محدد جدا ،ولها خصوصية خاصة بها فقط ، ألا وهى أسعاف مريض يحتاج للترحيل ألى حيث العناية والأمكانيات متوفرة ، ولكن فى نفس الوقت يجب ان يكون ذلك الآسعاف مجهزا بالكادرالمتخصص لمثل تلك الحالات أضافة ألى الأجهزة والمعدات تحسبا لأى طارىء أثناء الترحيل ، وألا فأنه يصبح عربة ترحيل عادية .
فى وطننا نعانى من مشكلة لجد عويصة ومعقدة فى كيفية التعامل مع عربات الأسعاف ، من حيث التجهيز الحديث والقيادة في طرق غير سالكة ووسط زحام غير مشهود ، ولهذا هل لنا أن نطرح عدة أسئلة للجهات ذات الاختصاص ما بين وزارة الصحة وإدارة الدفاع المدني وهندسة الطرق وشرطة المرور والنجدة وكل من له اهتمام بهذا الموضوع .
العاصمة بها حوالي ثلث سكان السودان وقد امتدت رقعتها إلي عشرات الكيلومترات ما بين الشمال والجنوب والشرق والغرب ، وتباعدت وتناثرت أحيائها مع انعدام الطرق المعبدة والسالكة والتخطيط السليم ، ولهذا نسأل :
1. كم عدد الاسعافات العاملة بالعاصمة القومية والتي تتبع لوزارة الصحة اتحادية أو ولائية ؟ وعندما نقول اسعاف نعني هذه الكلمة ، وليس عربة لترحيل المريض وبها علامة إنذار لفتح الطريق ؟
2. المستشفيات والمراكز الصحية بالعاصمة القومية منتشرة ومتباعدة جداً ، هل تملك اسعافات لترحيل مرضاها عند الحوجة ؟ .
3. كيف يتم توزيع نقاط تواجد تلك الاسعافات ؟ وكم عددها ؟ وهل هذا وفق خطة استراتيجية تسمح بوصول الاسعاف لموقع المريض ونقله بالسرعة المطلوبة حيث يتم العلاج ؟
4. هل يتم نقل المرضى بالمجان عن طريق تلك الاسعافات ؟ وإن كانت الإجابة بالنفي فكيف يتم تحديد الأجر لرحلة الاسعاف ؟
5. طرق العاصمة القومية وإن كانت تشهد سفلتة لبعضها ، ولكن هل تسمح تلك الطرق بمرور وإنسياب عربة الاسعاف بإنذارها دون أن تعرض ذلك المريض لمخاطر ؟ وهل يمكن لذلك الاسعاف وفي جوفه مريض أن يعرض الحركة لمخاطر جمة في بعض ساعات الذروة ؟
6. هل كل من يملك رخصة عامة يمكن أن تؤهله لقيادة عربة إسعاف ؟
7. لماذا لا يحدد المسار أقصي يمين الشارع لعربات الاسعاف والدفاع المدني ؟
الشوارع بالعاصمة القومية لا تشبه شوارع العواصم الأخرى من حيث عرض الشارع وعدم الإنارة وأشارات المرور والمشاة والجزر الفاصلة ، وفوق ذلك فهي بدون ترقيم وبدون أسماء لمعظمها ، ولهذا عندما يطلب إسعاف أو عربة مطافئ فالمشكلة تكمن في كيفية الوصول لمنزل المصاب أو المريض أو مكان الحريق ، مما يتسبب في مضاعفة الخسائر في الحريق أو وفاة المريض قبل الوصول اليه ، إضافة إلي أن بعض الأسواق مثل سعد قشرة وسوق ليبيا وغيرها كثر ، لا قدر الله عند حدوث حريق ، فالكارثة تكون الدمار الشامل ، لأن التخطيط لم يكن بالطريقة التي تسمح لأجهزة الدفاع المدني بالوصول .
إن مسئولية أولى الأمر ومن لهم المقدرة ومن بيدهم الحل الجلوس والتفاكر في وضع خطة قصيرة وطويلة الأجل لكيفية تنظيم عمل الاسعاف وعربات المطافئ وهذا يحتاج للتنسيق بين كل جهات الاختصاص ما بين وزارة الصحة وإدارة الدفاع المدني وإدارة شرطة المرور والنجدة وهندسة الطرق مستصحبة معها الجهد الشعبي وصولاً إلي الأمثل .
الاسعاف كما ذكرنا له مهمة محددة ولكن أن يقوم بنقل جثمان مع استعمال جهاز الإنذار لا يقبل ، أو استعماله للترحيل أو لإحضار وجبات العشاء ، أو لعمل فحوصات متقدمة غير موجودة فى المستشفيات الحكومية ، أو خلافه فغير مقبول أطلاقا ، وفوق ذلك فأن شوارع عاصمتنا الحضارية تعج طرقها بعربات الأسعاف من معظم الولايات !!! هل يقبل ذلك أخوتنا قادة العمل الطبى ؟؟؟؟ .
وصل غيرنا من الدول المتقدمة إلي استعمال الاسعاف الطائر لأن الطرق مهما كانت معبدة ومسفلتة وبطريقة تسمح لانسياب الحركة ولكن الإنسان هو اغلي شئ ولهذا فإن تسخير كل الإمكانيات من أوجب واجبات الدولة .
نهمس في أذن كل من يقود عربة أن يدرك أهمية عربة الاسعاف والمطافئ ويفسح لها المجال ، وفوق ذلك علي ذلك المواطن وهو يقود عربته حتى لا تتسبب في تعطيل انسياب حركة المرور أن يتأكد من صلاحيتها بالكامل ما بين اسبير وبنزين وترخيص ورخصة قيادة وفوق ذلك الالتزام بقوانين المرور ولوائحه وأن يدرك أن ذلك الشارع هو ملك للجميع ، وأن ضباط و أفراد شرطة المرور والنجدة هم لخدمة المواطن ،وبما أن واجبهم هو الأرشاد والنصح والتوجيه والتوعية المرورية، نتمنى أن لايكون الهدف هو تحرير مخالفة وأصطياد المخالفين فى أوقات نعتقد أنها قمة الذروة فى عاصمتنا وشوارعها، وبدل أنسياب الحركة بالسرعة المطلوبة ، ربما أدى ذلك ألى التعطيل وسلوك بعض قادة المركبات والحافلات والركشات الشوارع الجانبية، وهذا بدوره ربما يقود الى حوادث داخل مطبات الأحياء، وهنا لابد من سؤال ملح جدا ، هل قطع الأورنيك ودفع الغرامة يعتبر بمثابة ترخيص وتصديق لباقى اليوم علما بأن المخالفة لم تزال ؟
أن التعامل الحضارى بين شرطة المرور والنجدة ومن يقود عربة وبالأخص فى ساعات الذروة تفعيلا لمبدأ أصيل ألا وهو أحترام قوانين ولوائح الحركة من الجميع دون أستثناء وفى جميع الظروف ، قطعا سيقود ألى تنمية الثقة والأحترم المتبادل بين شرطة المرور والنجدة والمواطن خلف عجلة القيادة ، وعندها فأن حوادث المرور ستقل ألى أدنى درجة ، ونتمنى ذلك.
ملحوظة : ذكر السيد رئيس جمهورية الجزائر ان حركة المرور بالعاصمة الجزائرية لم تتأثر بحضور قادة الدول العربية ولو لثانية واحدة فى مؤتمر القمة الأخير ، هل نحلم بتحقيق ذلك الحلم فى عاصمتنا، دعونا نحلم فقط !!!!!!!!!!
ذكرت أحدى المجلات العربية : اخيرا وبعد 33 عاما من المحاولات المستمرة ، أجتازت البريطانية فيندا كرابترى، ( خمسون عاما) أختبار القيادة بنجاح لتنال رخصة القيادة عن جدارة ، وكانت فيندا قد خضعت لأختبار القيادة40 مرة وتلقت ألف حصة تدريبية كلفتها 27الف جنيه أسترلينى
نعم ، هكذا القانون لمصلحة الجميع ، مرة أخرى هل يحق لنا أن نحلم ، فقط دعونا نحلم حتى ولو كنا خلف عجلة القيادة، ولكن ، فى سبات عميق والحلمة العاشرة !!!
ونعرج للطرف الآخر وهو عربات المطافىء ، والصورة التى رسمها مدير أدارة الدفاع المدنى قاتمة جدا جدا، وحادث الأمجاد والحافلة بالأمس مازال عالقا بالأذهان ، فالى متى نتعامل بكل عفوية ممن يجلسون على هرم الخدمة، ولا بد من طرح أسئلة نعتقد أنها مشروعة ، ولكن لن تجد أجابة بكل صدق وشفافية ومسئولية ،الدولة تملك جيوشا جرارة من المركبات مستوردة من جميع البلدان المنتجة والمصنعة لها ، وكل من تقلد منصبا صار يمتلك ويحوز على أكثر من عربة ، ما بين صالون آخر موديل، وعربة اللاندكروزر للماموريات ، وعربة الحاجة لزوم الزيارات والفشخرة واللحمة والخضار ، وربما عربة أخرى للعيال لزوم المدارس ،وكل تلك العربات يدفع حمد أحمد قيمتها بالدولار أضافة ألى وقودها وصيانتها وتأمينها وحوادثها ولعب العيال بها، وحمد أحمد مغلوب على أمره .
لماذا لم يتم تحديث عربات المطافى منذ عشرات السنون ؟ ومن هو المسئول عن ذلك التقصير؟ ألم يتم تحديث عربات المسئولين عن المطافى طيلة تلك السنون ، بل وأكثر من مرة ؟ ومع شح الأمكانيات والتى لا نعترف بها، لأن الجواب يكفيك عنوانو ،ولكن حتى بالوضع القديم ، هل تم وضع محطات ونقاط تمركز عربات المطافى وفق خطة مدروسة لتغطية كل العاصمة القومية عند حدوث كارثة ؟
نعتقد أنه لا يوجد تنسيق بين الأجهزة ذات الصلة ،وهذه تشمل هندسة الطرق والكبارى ، أدارة الدفاع المدنى ،هيئة مياه ولاية الخرطوم ،أدارة مصارف ولاية الخرطوم ، الهيئة القومية للكهرباء ،هيئآت الأتصالات ،وزارة الصحة ولائية وأتحادية ، أدارة تجميل ولاية الخرطوم ،أدارة النقل بالولاية ، أدارة الأسواق بالعاصمة ، وغيرها كثر فى تسلسل التنسيق ، والذى نفتقده من الأساس ، ولهذا فأن تعامل الأجهزة مع الكوارث يعتبر عشوائيا ، وذلك بسبب أنعدام التخطيط المسبق ، وهذا بدوره يقود ألى عواقب وخيمة فى كل كارثة تلم بالمواطنين ، وتبقى البشاعة و الشماعة هى ضيق الأمكانيات ، ولكن هل فكر أى مسئول وهو يمتطى الفارهة مثل bmw ، ان يتنازل من ذلك البرج العاجى والذى وصله على أكتاف الغلابة والجوعى والعطشى والمرضى ومدمنى السلسيون وآكلى الفضلات من براميل الزبالة وآكلى الفطيسة وستات الشاى وجبايات لم نسمع بهاحتى فى عهد محمد سعيد جراب الفول ولا عهد قرقوش ، فقط تذكروا محنة الشعب السودانى ،وأنها أمارة , ويوم القيامة خزى وندامة .
وصل غيرنا ألى قمم النجاح، لأن الأنسان عندهم أنسان كرمه الله وأصطفاه ، وعندنا المواطن يكد ويشقى ويتعب ، ولكنه يحصد السراب، والمسئولون فى أبراجهم العاجية ينظرون من عل لهذا الشعب ، ولكن ألى متى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved