د.ابومـحــمد ابو آمـــنة

من هذا الفتي الطويل, الفارع الطويل, الاسود , الشديد السواد, الصارم الشديد الصرامة؟ انه يجذبك اليه جذبا ويدفعك دفعا لحبه وتجليله وتقديره انه بطل من ابطال الشعب السوداني, بل واحد من ابرز قادته علي مر التاريخ علي الاطلاق.
انه الفـارس الاسـطوري علي عبد الـلطيف, قائد ثورة1924,الذي اوقـدها نارا حامية ضد القوات الاستعمارية داخل الخرطوم.
انه انت وانت هو.يا قرنق.
هو قائد ثورة الشعب ضد الحكم الاجنبي.. وانت قائد ثورةالشعب من اجل سـوداني جـديد تتسـاوي فيه كل القوميات وتنتهي فيه سيطرة قومية علي اخري..فوقف خلفكما الشعب,..كل الشعب بصورة لم يسبق لها مثيل.

انه عــام 1924
خرجت جماهير شعبنا في كل مدن السودان في مظاهرات ضخمة تندد بالاستعار الاجنبي و تطالب بالجلاء وبوحدة وادي النيل .وبالتاج المصري وفي هذا المضمار تقول تقارير المخابرات البريطانية انه في العاصمة لم يبق في المنازل غير النساء والعجزة. يوم اندلعت تلك المظاهرات .. يوم انهمر رصاص علي عبد اللطيف ورفاقه علي ثكنات الجيش البريطاني وحصد ما حصد . انها.جماهير ثورة علي عبد اللطيف.
انها كانت انتفاضة محمية, يوم تلاحم جنودنا مع الشعب...يا قرنق.

انه عام
2005.,
,المشهد يتكرر تحت مرئ ومسمع العالم بكل قنواته الفضائية,, هاهي كل العاصمة تخرج لاستقبالك في مواكب مليونية هادرة.. لم يكن مثيل لها قط. انها جماهيرك جماهير السودان الجديد.بتطلعاته لمستقبل مشرق..
ان عليا كان اسطورة ...وانت اسطورة.. انه ينظر اليك بالحذر اولا ..وانت كذلك.
ولكن فجأة وهناك في الفردوس..تعانقت اسطورتان.
وانهمرت دموع.العملاقين..دموع الفرح والتقدير والاعجاب.

هاذان الدينكاويان..هاتان الاسطورتان...لم يحب شعبنا قائدا كما احبهما. برهنت علي ذلك جماهير عام 24ثورة والمواكب الهادرة عام .2005
في رفقة علي عبد اللطيف يجد قرنق كوكبة من رفاق الدرب, الماظ,.. ثابت, خليل فرح صالح عبد القادر, أوكير, :كشه, وعلي ملاسي وعمر الامام وعشرات من قادة تلك الثورة.
انكم تمثلون كل اطياف المجتمع السوداني... يقولها قرنق.
أتدري يا قرنق ماذا قال عنا العلماء ووجهاء القوم؟ قالوا شماسة..ولكن تلك المواكب وتلك التقارير ..برهنت لهم من نحن....ــ يرد الماظ.

علي عبد اللطيف يقول: نخن اشعلناها من الداخل. تنظيمنا ضم المثقفين والتجار والعمال واممة المساجد, وكان يستغل امكانيات السلطة سريا للاتصال بمختلف فروعه في البلاد من خط تلفون, بواخر نيلية, قطارات السكة حديد.
وكان ممكنا ان نحقق الانتصار لو سارت الخطة كما كان مرسوما لها. ولكن عندما التحمنا مع الجيش الانجليزي , القوات المصرية لم تتحرك. مطالبنا في ذلك الوقت كانت واقعية. ومرحلية . من جلاء المستعمر وحدة الوادي التاج المصري.حركتنا كانت اول حركة ديموقراطية علمانية في تاريخ السودان. لقد استطعنا في ذلك الوقت ابعاد اي اتجهات عروبوية واسلاموية عن العمل السياسي. ناضلنا كســودانيين, فقط واضعيين وحدة القطر فوق اي اعتبار آخر وكســودانيين استشهدنا.