ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
قبل سنين يخاطبنا بعض الأئمة في المساجد بأننا في القرن الرابع عشر الميلادي من خلال الخطبة لأن الخطبة مكتوبة في ذلك الزمان و يحدثنا آخر عن السلطان عبدالحميد و عن أوامره لأن الخطبة مكتوبة في عهده و ذلك لجهلنا و جهل الخطباء و تلك أخطاء مباحة سامحنا الله جميعا عليها . و لكن اليوم خرج أئمة المساجد في السودان عن تلكم الخطب الرتيبة و لا يأتي الإمام إلي المسجد إلا إذا ظهر على كل الأخبار المحلية و كل القنوات الفضائية العالمية و خاصة الجزيرة ,العربية , العالم ,المستقلة و الإذاعات العالمية لندن , صوت أمريكا و غيرها ,و لكن للأسف الشديد شيخنا يأخذ المعلومة و يحللها بنفسه و حسب هواه ويقدمها للمصلين على كيف كيفه . في يوم الجمعة 9.9.2005 تحدث الشيخ الفيلسوف عبدالجليل النذير الكاروري في خطبة الجمعة و العجيب أن الشيخ أتى بالعجائب و الغرائب التي لا يصدقها حتى البلهاء حيث تحدث الشيخ عن أمريكا كشيطان أكبر و كمصدر لكل الأفعال القبيحة في العالم , حيث يقول أن تسونامي بفعل أمريكا و تحدث أيضا عن إعصار كاترينا بأنه نتيجه لصرف أمريكا 250 مليار دولار في حرب العراق مما سبب عدم إصلاح للجسور في نيوأورليانز أي أن أمريكا لا تصرف الأموال في مواقعها و لكنه نسي دولته و لم يتق الله في ذلك . و تحدث عن إنهيار جسر الأئمة على نهر دجلة في العراق ووفاة 2000 شخص و قال أن السبب أمريكا . هل هذا الرقم صحيح و حسب علم الجميع أن الضحايا عددهم ألف فرد قد ينقص أو يزيد قليلا أما الجرحى فعددهم 600 فرد و الحق يقال دون مزايدة و لا يمكن مضاعفة الرقم و شيخنا أصبح محلل سياسي و فيلسوف و ليس أمام جامع . تحدث شيخنا عن 20 ألف أمريكي مشرد داخل ملعب في نيو أورليانز من جراء الإعصار و للأسف لدينا 2 مليون شخص مشرد في دارفور ألا يتقي الله و يذكرهم و قد كان من الأجدر أن يتحدث شيخنا عن دولته و شعبه و محن أمته مثل حرب دارفور و عن النسيج الإجتماعي في دارفور و عن معسكرات دارفور((أبوشوك , كالما )) و اللاجئين ,هنالك 2 مليون لاجئ و مشرد و المعسكرات لا توجد بها حتى خيمة واحدة . كان من الأجدر أن يتكلم شيخنا عن أحداث الإثنين الأسود و الثلاثاء (الإتجاه المعاكس) و لماذا كل هذا في دولة واحدة و شعب واحد و كيف نتفادى تكرار تلك الأحداث و هي ليست أقل شأنا من حادث جسر الأئمة . لماذا لا يتحدث أيضا عن نيلنا المعطاء المسالم حتى لا يكون كابوسا يوما ما و للنيل غضب و لنا رياح و أعاصير . شيخنا الجليل إن الله عز و جل دائما يخاطبنا بالعقل و التفكير و التبصر ((إن في خلق السماوات و الأرض و إختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب)) صدق الله العظيم و كذلك ((لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرئيته خاشعا متصدعا من خشية الله و تلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون )) صدق الله العظيم . إن كاترينا و تسونامي و تاليم و غيرها من الأعاصير كلها إبتلاء من الله عز و جل و يمكن أن تتكرر في أي بقعة من الأرض و يجب علينا أن نعتبر و يجب أن نأخذ بأسباب العلم . أيها الشيخ لو كانت تسونامي بفعل أمريكا فبفعل من كاترينا ؟ نحن نعتقد أن الشعب السوداني المغلوب على أمره يحتاج إلي خطب من نوع آخر حتى يستفيد منها في حل معضلاته و مصائبه . يجب على الخطيب الإلمام بالفقه و الثقافة و العلوم و التكنولوجيا و علم الإجتماع و لكن الأهم من ذلك كله أن يكون تقيا و صادقا و لا يعطينا حسب مزاجه و تفكيره و مآربه . شيخنا الفاضل إن أمريكا قدرت خسائر كاترينا ب 20 مليار دولار خلال أسبوع و رصدت لها أكثر من عشرة مليارات من الدولارات حتى الآن و نحن لا نعرف خسائر الحرب في دارفور و كذلك أحداث الإثنين الأسود و الثلاثاء (الإتجاه المعاكس) بالرغم من تكوين اللجان و صرف حوافزهم أما المواطنين لم يجدوا غير القسم الغليظ . و إن عدد ضحايا حرب دارفور خلال ثلاث سنوات حسب تقدير الأمم المتحدة 300 ألف فرد و لكن السيد وزير الخارجية إختزل الرقم إلي 5 آلاف وقال فقط , إذا لماذا يبكي شيخنا على ضحايا جسر الأئمة ألفا أو ألفين . عندما تحدث أهل دارفور بأن هنالك إنتهاك لحقوق الإنسان و هنالك عمليات إغتصاب الكل في الخرطوم نفى الخبر و تحدث الناس عن بلإفتراء و هنالك أشرطة فيديو مصطنعة و قالوا إن الشعب السوداني شعب أصيل ذو أخلاق و قيم و مثل لا يمكن أن يفعل مثل هذه الأفعال و لكن بعد أحداث الإثنين الأسود في الخرطوم تحدث نفس الناس عن جرائم إغتصاب واسع النطاق في الخرطوم و أم درمان و هو الكيل بمكيالين . في الختام نقول لشيخنا أن صرف الأمة عن قضاياها الأساسية و الأولية شئ محزن و نرجو منكم ألا تتحدثوا بهذا الشكل في منابر المساجد حتى لا يتألم البعيد و القريب و نحن نسأل الله لماذا خطب الجمعة تبث على الفضائية السودانية بهذه الصورة المشينة ؟
