الظواهري يرسم الطريق لأسامة بن لادن في دارفور!!!
مصعب أحمد الأمين [email protected]
يتابع الناس باهتمام بالغ مجريات الأحداث في دارفور و مفاوضات الحكومة مع حركات التمرد في أبوجا بقدر كبير من الإحباط و اليأس من وصول الطرفين لاتفاق ينهي المعاناة المريرة لشعوب دارفور التي اتسم صراعها مع الحكومة بنوع من المغالاة الزائدة و التي يخشي بعض المشفقين إفضائها لانتداب أنجلو-سكسوني ثان علي غرار الانتداب الأنجلو-سكسوني للعراق. و يزيد من حالة التشاؤم , النبرة العدائية العاتية التي تنطلق منه كلا الحركتين الرئيستين.
غير انه بات من الواضح بروز نبرة تصالحية تبديها حركة العدل و المساواة تجاه الحل السلمي لقضية دارفور. فبرغم الانشقاق الكبير الذي وقع في صفوف الحركة إلا أن هناك بوادر تناغم حتى بين طرفي الانشقاق في أهمية الحوار الموضوعي لجهة التوصل لحل يحقن الدماء الغزيرة في إقليم دارفور , الإقليم الذي بدا و كأنه قد شرب من نهر الجنون في السنتين المنصرمتين. غير انه فيما يبدو أن حركة Jem تحافظ علي خطاب لا يخلو من التشدد حتى لا تترك الساحة لبطولات حركة التحرير . الحركة الرئيسة الأخرى و المنافسة ل Jem .
في الجهة الأخرى تبرز بقوة حركة التحرير و التي نظريا ما تزال حركة متحدة . غير أنها عمليا قد انقسمت انقساما كبيرا . ظاهر هذا الانقسام هو الاختلاف في الرؤى و باطنه هو محاولة الإقصاء التي يريد القيام بها أبناء الزغاوة لشركاء الكفاح من أولاد الفور.
علي عكس بداية العمل المسلح في دارفور , تبدو حركة التحرير هي الأكثر إثارة للجدل بتعنت قادتها و خطابها المتطرف الذي يلامس عواطف المتشددين من أبناء دارفور .إلي أين يمكن أن يقود خطاب هذه الحركة المتطرفة في نهايته العظمي؟ و ما سبب بروز هذا التطرف في الزمن الوجيز الذي برزت فيه أعمال العنف في دارفور دون المرور بمرحلة المطلبية؟
ربما المفتاح للإجابة علي هذه الأسئلة هو تركيبة القيادة في حركة التحرير التي يمكن بكل يسر ملاحظة انخفاض المستوي التعليمي و الخبرة السياسية لأهم عناصر هذه القيادة . علي عكس الحركة الأخرى : العدل و المساواة و التي يبدو أنها أفلحت في استقطاب قادة الرأي و الفكر من أبناء دارفور لجانبها مما يجعل التعامل معها أسهل. عكس حركة التحرير التي يتسم خطابها بروح عنف اتحادات الطلبة الثانوية و سطحيته . إذ لن تجد كبير عناء في أن تلحظ أن أسهل طريق لمثل هذه القيادة , هو العمل العسكري و الخطاب المتشنج لافتقارها لمقومات التنظيم السياسي في ابسط صوره. لذلك تجدها أكثر استماتة في التمسك بالشعارات و عدم مقدرتها علي المناورة السياسية العميقة.
ما أثار هذا التحليل في المقام الأول هو ملاحظة ارتباك حركة التحرير في أوقات المفاوضات أكثر من أي وقت أخر. إذ يبدو أن الحركة- الفاقدة للخطاب السياسي الواضح- لا تجد باسا في إعادة فصول كاملة من مسرحية نيفاشا التي لم يغادر من أبطالها المسرح , إلا د.جون قرنق . أما باقي أعضاء الكاست Cast فكله موجود و أكثر من هذا في أبوجا نفسها.
إذن ما الذي يدفع حركة التحرير باللعب بتكتيك مكشوف مأخوذ كما أسلفنا من نيفاشا بدون تصرف؟
فمثلا الحركة تطرح موضوع العاصمة القومية أو مقاربة واشنطن دي سي بذات الهدف التكتيكي لSPLM و الذي أفضي في خاتمة المطاف إلي استفراد ال SPLMبالجنوب تقريبا بشكل كامل . فهل تريد حركة التحرير ان تقوم بنفس المساومة؟ لنفس الهدف؟ الاستفراد بدارفور؟!
الجواب من اليسر بمكان! نعم تريد حركة التحرير التي تتخذ من أيدلوجية تصفية الخصوم كهدف مشروع أيا كان الخصم . سواءً من رصفاء النضال كما هو الحال باعتداءاتها المتكررة علي العدل و المساواة و أحيانا علي بكر أخانا !! كما هي الحال في معطيات حل النزاع بين مني اركوي و عبد الواحد نور . المبارزة علي طريقة العصور الوسطي في أوربا!!!!
إلي أين تقود حركة التحرير دارفور إذا قدر لها ابتزاز حكومة المؤتمر بنفس سيناريو نيفاشا المسنود بقانون سلام السودان و المتوقع أن يلبس أي قانون سلام السودان طاقية حمراء و عراقي و سروال و يسمي قانون سلام دارفور؟
واضح أن حركة التحرير تمهد للانتقام من كل من يقف في سبيل أطماعها بالتركيز علي الهلوكوست الدارفوري حتى تقيم هيكل الحركة على أشلاء معارضيها من أبناء الفور و الزغاوة . هذا بالطبع بعد القضاء علي العرب الذين أفلحت في تسميتهم بالجنجويد بممارسة الخلط المتعمد في المصطلحات. لهذا دعوت في عنوان هذا المقال أن أدركوا دارفور من شر قد اقترب دماؤه قد تسيل حتى الركب!!!!!
الظواهري يرسم الطريق لأسامة بن لادن في دارفور!!!
من أكثر الأقلام الذي بليت به ساحة حرب البيانات علي الانترنت , الناطق الرسمي لحركة التحرير التطهيري المتشبع بروح ردافان كارزدتش , عازف الرقي بدون جيتار الدموي محجوب حسين الذي لا يتم كيفو إلا أن يرى أنهار الدماء تسيل غزيرة في بلاد لم يزرها- كما قال ما أكثر ما يقول- منذ أن ذهب للدراسة في المغرب !!! هذا الرجل الذي كان دائما يقطع الطريق ببياناته التي يملا بها صحائف الانترنت ماهرا إياها ب ( بيان من حركة التحرير ... الناطق الرسمي....) دون أن يجهد نفسه عناء توضيح متى اتخذت الحركة هذا البيان و أين !! لكنه كان علي الدوام موفقا في ذلك إذ لم تسائله الحركة عن تلك المجلدات من البيانات !!!! و لعلنا قدمنا تفسيرا في صدر حديثنا عن الحركة التي قلنا أن الغالب علي قيادتها ضعف التعليم و قلة التجربة .
و الآن يجد هذا المحجوب ( طائر الشؤم المزجي لدارفور ) ضالته في مني اركوي . فبعد أن لمس تشددا في اركوي طفق يحاصره بالبيانات النارية ضد رفيق دربه عبد الواحد . جارفا إياه لطريق الدماء الغزيرة التي تسيل بدون حساب في ديار دارفور علي طريقة الهدم التروتسكية!!! فأنشب أظفاره في رقبة اركوي تماما كما فعل الظواهري بابن لادن حينما جره لطريق مصاصي الدماء من حركات التطرف المصرية . و إذا بالمسكين الغر بن لادن شم الدّم و قال حرم !!! فأصبح يريد لكل العالم الإسلامي أن يعيش كالطالبان متدرعا كلاشنكوف و لائذا بالكهوف و عائشا مع الخوف . الآن المحجوب يجد في مِني تمتعا بقوة العشيرة و السلطة ليستخدمها الأول لتحقيق أهدافه و أشواقه و تعطشه الذي لا يروي من الدماء . فهل يستطيع المحجوب صنع بن لادن من اركوي على طريقة الظواهري أو طريقة الترابي اذهب أنت للقصر و أنا للسجن . لكن نهاية سيناريو الترابي كانت ذهابه للوهم في خاتمة المطاف . فالبيدق قد يصحو أحيانا أو كما في الشطرنج يمكن أن يترقى!!
فهل تمضي دارفور رهينة أوهام كاليجولا أو قل دراكولا و لن تكون مخطئا إن قلت نيرون صغير لكنه يكبر و دوره يزداد خطورة !! و المحنة تزداد ضراوة على البسطاء ممن انطلت عليهم فرية أن كل عرب دارفور هم جنجويد يتربصون بهم؟!!
ختاما يمكن لحركة العدل و المساواة القيام بدور كبير يسحب البساط من أجندة السفاحين أمثال محجوب و التفاوض العملي لا من اجل دارفور و لكن من اجل كل السودان الذي غيبته الإنقاذ و صمّت أذانها لسماع أطرافه و فرقانه و قراه . و ذلك بتأكيد حاكمية الفدرالية الحقة التي تحفظ للسودان وجوده المتبقي : بعد أن أضحي الجنوب في حكم المنفصل ! فقط هو الآن يدفع مال الخُلع حتى يتم الطلاق بالتراضي كحل لا يرفضه أي طرف من أطراف النزاع المختلفة..