البرلمان هو الجهاز المعنى بسن القوانين التى تحدد الخطوط اaلعامة لسياسة الدولة. بلاضافة للرقابة التى تمارسها على اعمال الحكومة وذلك عن طريق المداولة او السؤال او التحقيق او الاستجواب. فبمقتضاه يستطيع البرلمان ان يحاسب السلطة التنفيذية المتمثلة فى الرئيس ومستشاريه و الوزراء بخصوص مسألة معينة وقد يؤدى ثبوت تقصيرهم الى الاقالة من المنصب او ما يعرف بسحب الثقة .
ولكى يتمكن اعضاء البرلمان من ممارسة مهامهم فى التشريع والرقابة على اعمال الحكومة بكل حرية فانهم عادة ما يتمتعون بحصانة برلمانية . والحصانة البرلمانية تمنع الحكومة من معاقبة اعضاء البرلمان او مضايقتهم او تهديدهم او اعاقة مباشرتهم لوظائفهم على ضؤ الاختصاص المنصوص عليه فى الدستور .
من هذا المبدأ كان من واجب البرلمان السودانى ان يشرّع فى السياسات العامة للدولة السودانية . ويراقب حقوق شعبه وفقا للمصلحة العامة كما انابه الشعب فى ذلك.
فكان اول برلمان هو الذى اعلن استقلال السودان بواسطة عضوه الموقر دبكه ابن دارفور .مسجلا بذلك اعظم موقف فى تاريخ السودان الا ان الاستقلال لم يكن حقيقيا بمعنى ان يقرر كل السودانيين هوية البلاد و طريقة حكمه وتوزيع ثرواته وخيراته .بل الشمال المستعمر وحده الذى ذاق طعم الاستقلال باستعلاء جديد ليس باقل من الاولى. والسر فى ذلك حيث ان المستعمر القديم حينما اراد الدخول الى السودان اختار عدة نوافذ منها الشمال و الغرب فكانت البوابة الغربية سد ا منيعا ضد الغزاة فاستشهد ابطالا امثال السلطان تاج الدين والسحينى وغيرهم و لم يهربوا كما فر المك نمر بجلده فتركوا لنا تاريخا مسطرا باحرف من نور ودرسا بطوليا من دروس الدفاع عن الارض والعرض، اما الشماليون هم الذين فتحوا الباب على مصرعيه جبنا وطمعا لدخول المستعمرحتى يتعلموا كيف يستعمرون الاخرين بعد خروج الاول بجانب تعلمهم لتجارة الرق بواسطة زعيمهم الزبير باشا .
هكذا توالت البرلمانات على السودان حتى جاء برلمان التوالى السياسى بقيادة / د الترابى فملأ اروقة البرلمان ضجيجا فى { التوالى} ثم حاول الترابى ان يطبق نصوص ذلك الدستور فى مواده الخاصة باختيار الولاء بالانتخاب الا ان تلاميذه
شلة البشير وطه تمردوا ورفضوه جهلا رغم ان تلك الوثيقة وقع عليها البشير بخط يده. فحل البرلمان حتى لا يراقب الحكومة فى سياساتها وتطبيق القانون عليها.
ثم جاء برلمان آخر بقيادة / الطاهر واذا اردت ان اسميه فلابد ان استميح السيد / وليد جنبلاط عذرا والذى سمى البرلمان اللبنانى ببرلمان الجنجويد .ولكن البرلمان السودانى هو نفسه { برلمان الجنجويد} كيف لا ولقد سبق القول بان البرلمان هو الذى يحدد سياسة الدولة. بالله اسالكم ايها النواب هل كنتم جزءا من التخطيط فى سياسة الخصخصة ؟.او الغاء مجانية التعليم والصحة وقد كانت من قبل رغم عدم اكتشاف البترول آنذاك؟.او انشاء مؤسسات جهادية مثل الدفاع الشعبى و الشرطة الشعبية؟ هل وضعتم قانون الامن او الطوارئ ؟ ام قدمتم مشروعا لتقسيم السلطة والثروة بعدالة حتى ينعم السودان بالاستقرار؟ وهل حاسبتم ذلك المدعو ببكرى حسن صالح الذى اغار بطائراته الحربية فى وضح النهار مدينة هبيلا بغرب دارفور وغيرها من القرى ليقتل 26 شخصا ويجرح اكثر من 35 اخر لنفقد اسرنا كاملة.؟
هل حاسبتم ذلك المدعو بعبدالرحيم محمد حسين الذى لم يصمد له حتى مبنى خرصانى دعك من وزارة الداخلية او اى وزارة اخرى . فالذى ليس جديرا ببناء مبنى من طوب فهو بالاحرى ليس جديرا بان يتولى امر شعب او يحميه...تالله يا عبد الرحيم لو كنت فى مكانك لما قبلت بامر غفير فى اى مؤسسسة حكومية بعد فشلك القاتل الذى لازمك وسوف يلازمك طوال حياتك..
ايها السناتورات يبدو جليا انكم اجزتم مشروعا واحدا وعظيما الا وهو الابادة الجماعية فى دارفور وذلك بالاستغاء من القوات المسلحة وتسليح الجنجويد لا ليقاتلوا الحركات بل ليقتلوا المدنيين ويحرقوا قراهم ويغتصبوا نساءهم. وانتم سكوت .....
تذكروا بان الشعب انابكم وهو يدفع لكم مرتباتكم خصما من لحمه ودمه.. تعلموا من برلمانات الدنيا كالبرلمان الاوربى والامريكى كيف يتداولون امورا حتى التى لا تخص دولهم بل لمجرد انها انسانية كمشكلة دارفور ولقد قطعوا الاف الاميال لزيارة دارفور للوقوف على المعاناة وايجاد حلا لها وهم الذين اوصلوا الامر لمجلس الامن ..ان المبنى العظيم الذى انتم بداخله له دلالات نبيلة وهو يقف شامخا وبجواره قصر الشباب والاطفال دليل وحى والهام لرعاية اؤلئك الشباب المغلوب على امره، بجانب الاطفال اليتامى والذين هم الان فى شوارع الخرطوم ..وما ذلك السرح الطبى الا ليبعث فى نفوسكم ضرورة ايقاف الحرب حينما تنظرون الى اؤلئك الجرحى ومبتورى الايدى والارجل.. كما ان النيلين الازرق والابيض و التقاءهما دون الغاء الاخر رسالة وحدة وتمازج للشعب السودانى.هلا اخذتم الدروس و العبر ......
اتمنى ان يكون البرلمان الجديد برلمانا وطنينا لا جنجويديا رغم ان فى رئاسته ولجانه نفس العناصر السابقة والا فلا اقول لكم اذهبوا الى الجحيم ولكن اقول لكم النيل على مقربة منكم...
جمال عبد الرحمن ارباب
عضو اللجنة المشتركة لوقف اطلاق النار
تحرير السودان
اسمرا