تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

شرق السودان أولاُ والسودان دائماً (الحلقة الرابعة) شقائق الرجال يفتحن النارعلى النظام بقلم: أوهاج محمد أدروب

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/4/2005 10:37 م


بقلم أوهاج محمد أدروب

[email protected]
تحدثنا في الحلقتين الماضيتين عن مساهمات الرجال، وفي هذه الحلقة والحلقة القادمة بإذن الله سنستعرض المساهمات النسائية. فقد شكل العنصر النسائي عنصرا فاعلا في الاجتماع، وضم العدد الكبير الذي حضر منهن نخبة من أستاذات جامعيات وطبيبات وصحافيات وباحثات وناشطات في المجالات السياسية والإنسانية ومنظمات المجتمع المدني، كما كانت مشاركتهن أيضا على كل المستويات. فقد قدمن أوراقا هامة، وشاركت العديد منهن في النقاش والإعداد للاجتماع وتنظيمه. وفي فقرة جبهة شرق السودان : تحديات وآفاق، قدمت الأستاذة عائشة عبد الله حميده، الباحثة فى الاقتصاد السياسي والمتخصصة في مجال الأرض والثروة، وهو موضوع رسالتها لدرجة الماجستير، والتي لها حضور فاعل في الندوات التي تتناول شرق السودان في لندن، قدمت ورقة تناولت فيها المشاكل المتعلقة بهذه المسائل في شرق السودان. وعن توزيع الثروة ذكرت أن النظام يحول بين البجه والقروض التي تقدمها مؤسساته بقصد إفقارهم وحرمانهم من وسائل التطور، وتطرقت لموضوع تغيير قانون ملكية الأرض فى السودان الذى حرم أصحاب الحق التاريخي فى الأرض منها وحولها الى سلعة استهلاكية وهو نفس النهج الذى اتبعه النظام فى الإستيلاء على أراضي البجه الرعوية مستخدماَ تغيير قانون ملكية الأرض كحصان طروادة فى مصادرة ما يريده من أراضي القبائل مما حصرهم وحيواناتهم في مساحات ضيقة لتهلك حيواناتهم ويهيمون في الأرض بدونها.
وبالنسبة لخدمات التعليم والصحة والتنمية الاجتماعية ، فإنها في ظل نظام الإنقاذ انهارت تماما لأن النظام يسخر كل ميزانية الدولة لأمنه ويتجاهل المصالح الحيوية للمواطنين مما أدى الى انهيار البنية التحتية للتعليم النظامي والصحي خاصة فى مناطق القاش والدلتا، ومثال على ذلك (ما كتبه الأستاذ أبوفاطمة: ومن المآسي التي تؤكد استهتار الانقاذ بآدمية إنسان الشرق تحويلها لمستشفى مدينة أروما لمنطقة عسكرية بعد طرد المرضى والحوامل وهن يتألمن من طلقات المخاض وتنهمر منهن دماء النزيف وكل ذلك لتخزين وسائل القتل والدمار من المدافع والدبابات والذخائر في عنابر الأطفال والولادة!! ولمن لا يعرف مدينة أروما فهي تبعد مائة كيلومتر من الحدود الإريترية أي بعيدة جداً من مناطق العمليات الحربية).
وتطرقت لذكر المرحوم الدكتور محمد بدري أبوهدية، رائد تعليم المرأة في شرق السودان، وقالت إنه لولاه لما تعلمت ولا فتاة واحدة في الشرق، فهو الذي قام بتشجيع الفتيات على التعليم كما قام بإنشاء الداخليات للطالبات الجامعيات في العاصمة، وإن فقده كان خسارة عظيمة على الوطن عامة والمرأة خاصة فى منطقة الشرق التى تعانى من عدم وجود مؤسسات تمويل مدنية أو رسمية فى مجال التعليم العام والعالى.
وأشارت إلى أن الأوضاع الصحية في منطقة كسلا وأروما والقاش بصورة عامة متدنية لأبعد الحدود. وقد تفشت أمراض كثيرة نتيجة للفقر والمجاعات التي أصبحت سمة دائمة في الإقليم في عهد الإنقاذ دون تدخل من الدولة لدرئها او التقليل من آثارها. وعن فيضان نهر القاش ذكرت بأن معظم أهالي كسلا أعادوا بناء بيوتهم مرتين خلال خمس سنوات، وأن المساعدات التي ارسلت للمتضررين من الفيضان باعها أركان النظام في سوق ليبيا. وبخصوص مشروع القاش الزراعي الذي كان يزرع فيه في يوم من الأيام مساحة تزيد على نصف مليون فدان، تقلصت مساحته المزروعة في عهد الإنقاذ إلى خمسة وأربعين ألف فدان فقط، وأن النظام قد قام ببيع أراضي المشروع الخصبة للإرهابيين الإسلاميين، كذلك ذكرت بأن النظام قام ببيع ستمائة ألف فدان من أراضي الرعاة الشكرية لنفس الجماعة السابقة. وقالت إنه في الوقت الذي تتقاتل فيه قبيلتان من البجه على ملكية قطعة أرض سكنية في مدينة بورتسودان، تنازل النظام عن أراضي القضارف والفشقة الخصبة للأحباش، وبهذه المناسبة نترحم على حامي الحمى حامل نوط الشجاعة من الدرجة الأولى الشهيد محمد عثمان حامد كرار حاكم الإقليم الشرقي في العهد الديمقراطي والذي كان يقوم بمطاردة الأحباش بطائرته الهليكوبتر دفاعا عن هذه الأراضي. كما منح النظام ما مساحته ثمانية ملايين مترا مربعا لدولة اثيوبيا لتوقف دعمها الذي كانت تقدمه للحركة الشعبية عندما كانت الحركة في المعارضة، كما منح مساحة مثلها لدولة تشاد لتضرب ثوار دارفور ولترفض تمرير المساعدات الإنسانية عبر أراضيها للنازحين من الحرب في دارفور. وعن تاريخ ملكية الأرض ذكرت بأن الأرض- تاريخيا- هي ملك للبجه منذ ألآف السنين. غير أن مؤسسة الدولة الاستعمارية سعت الى تغيير ذلك الحق بإدخال الملكية الخاصة التى تعمقت بفعل التدخل السافر والإستيلاء الطفيلى على أراضى المنطقة مما أدى الى تعميق الفوارق وتهميش قبائل المنطقة وهو الأمر الذى لم تلتفت إليه الكثير من القوانين والتشريعات حتى فى ظل الأنظمة الديمقراطية التى مرت على السودان.
وأن محور الموارد والإستيلاء غير المشروع لمؤسسة الدولة على الأرض كان من الأسباب الأساسية لقيام جبهة شرق السودان حيث قامت ومن بين أهدافها إعادة الأرض لأصحابها ويتمثل ذلك في شعار (هاش هاشون) الذي يعني الأرض أرضنا، فلا يعقل أن يقوم النظام بتشريد البجه من أرض أجدادهم ليقيم فيها منطقة حرة قرب بورتسودان، ويقوم مدير الموانيء بمصادرة المنطقة الواقعة بين مدينتي سواكن وبورتسودان لتوسعة هذا المشروع الذي لا يفيد البجه بشيء، وأن النظام قد شيد ميناء لتصدير البترول في منطقة البجه بهوشيري مما لوث البيئة وشرّد السكان منها وجلب عمالة أجنبية نشرت أمراضاً أقلها انفلونزا الطيور، وطالبت بخمسة وعشرين في المائة من عائدات صادر البترول مقابل هذه الأضرار ولإصحاح البيئة وتنمية منطقة هوشيري والإقليم، كما تعرضت لبيع النظام لأراضي ومستودعات الميناء المقامة في أرض البجه وصادرها منهم المستعمر البريطاني، بدلا من أن يعيدها النظام الذي يدعي أنه وطني، لأصحابها تعبيرا عن حدوث استقلال سياسي حقيقي وسيادة وطنية، وقالت إنه من المخيب للآمال حقا أن تذهب عائدات المبيعات لحسابات أركان النظام في ماليزيا وغيرها، ولا ينال البجه أصحاب الأرض غير التشرد والضياع والفقر. كما قالت إنه لو تم رصد عشرة بالمائة من إيرادات الميناء والجمارك فقط، خلال فترة حكم نظام الإنقاذ، لما اشتكى البجه من التهميش. وذكرت بأن هذه الممارسات انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان من قبل النظام، وأنهم قد رفعوا هذه المسائل لمنظمات حقوق الإنسان الدولية، وطالبوا المجتمع الدولي التدخل لحماية شعب البجه من الإنقراض وتجاوزات النظام الذي لم يكتف بقتل المتظاهرين العزل في بورتسودان وزرع الألغام في المراعي والمزارع التي على الحدود لإجبار البجه على النزوح من أراضيهم إلى الجبال الجرداء، بل وصل به الحد لإغتصاب أراضي أجدادهم جهارا نهارا. وطالبت شباب البجه القيام بدورهم في مقاومة الظلم والدفاع عن أهلهم وأرضهم..

الشماليون في الشرق
في مداخلة لأحد الناشطين البجه، تحدث عن أوضاع الشماليين المتواجدين في الشرق، قائلا (إن المعاناة في الشرق لا تقتصر على البجه فقط، فهناك مجموعة من أهلنا الشماليين تم استقدامهم للعمل في الميناء عند انشائها العام 1905 من مزارعهم وقراهم التي ضحوا بها ليساهموا في نهضة السودان، ولليوم لا زالوا يسكنون في أكواخ مزرية في أحياء أبوحشيش وديم التجاني وسلبونا وديم السكة الحديد الخشب وديم الجنائن دون تسهيلات صحية مناسبة، ويتعرض من يقيمون منهم قرب مستودعات الميناء لأمراض الربو والحساسية لسوء طرق التخزين في مستودعات الميناء، ليس هذا فحسب بل أنهم ومعهم إخوانهم العمال البجه، فقدوا وظائفهم نتيجة لتحديث العمل في الميناء دون أن توفر لهم الدولة فرص عمل أخرى، ونست الإنقاذ أن نهضة السودان قامت على أكتافهم وأكتاف إخوانهم البجه، والذين حالفهم الحظ منهم وعملوا في التخليص في الجمارك، أضاعت عليهم اللإنقاذ هذه الفرصة بنقل الجمارك إلى الخرطوم حتى يستأثر سدنة النظام بالعمل في التخليص، وأصبحوا هم في عطالة يجلسون بلا عمل بينما يرون الخيرات صباح مساء تمر عبر الميناء الذي عمروه وهي في طريقها ليستمتع بها من لم (يدق فيها طوبة) في المركز . أما الذين استقدموا من الشمالية لكسلا في العام 1925 للمساهمة في إعمار مشروع القاش لتوفير عملات صعبة للدولة، فإنهم مع تدهور المشروع قد تدنت أحوالهم المعيشية في عهد هذا النظام، الذي لم يكتفي بهذا بل أضرّ بمزارعي القضارف، التي كانت في يوم من الأيام سلة غذاء السودان، واستقدم لها لهذا الغرض مزارعين من أهلنا الشماليين ليسهموا في حل مشكلة نقص الذرة، فمعظمهم الآن في سجون النظام وهام الباقون منهم على وجوههم. أما بالنسبة لأهلنا النوبيين الذين تم تهجيرهم قسريا من موطن أجدادهم الذي عاشوا فيه الآف السنين، فالآن تدهورت مشاريعهم في حلفا الجديدة وخشم القربة، وانتشرت الحميات الغامضة مما اضطرهم للهجرة ثانية نحو ملاذات آمنة، وقال إنه بصورة عامة فإن النظام يعتبر عمليا من خلال ممارساته هذه بأن الشماليين المقيمين في الشرق بالذات، هم مواطنون من الدرجة الثانية مثلهم مثل البجه، هذا لأنهم وغيرهم من مختلف القبائل والأعراق الذين استوطنوا في الشرق أصبحوا جزءاً من نسيجه الاجتماعي ويساهمون في العطاء ونهضة الشرق بل نهضة السودان كله، ولهذا فإن عليهم وعلى كل سكان الشرق أن يتحدوا جميعاً ليحلوا مشاكلهم مع المركز، ويفضوا هذا الاشتباك للأبد. وشدد على أن هذا هو هدف جبهة الشرق وستحققه لكل من في الشرق دون تمييز. كذلك ذكر بأنهم رصدوا تحركات لشاحنات بصورة مريبة في ميناء بورتسودان، وبعد المراقبة والتحري اتضح لهم أن هناك سفن محملة بنفايات نووية تصل الميناء في حاويات، وأنهم سجلوا أسماء السفن وأرقام الحاويات. وكان يشرف مدير الميناء ووالي البحر الأحمر السابق حاتم الوسيلة على نقل الحاويات على شاحنات خاصة يقودها سائقين بزي عسكري، إلى منطقة في صحراء العتمور حيث يتم دفن النفايات بصورة سرية، وهذه المنطقة تتوسط مناطق البجه والرباطاب والنوبيين الذين تصنفهم الإنقاذ في خانة الأعداء وتعمل على ابادتهم بمختلف الطرق وهذه واحدة منها بالإضافة إلى الكسب المادي الكبير في هذا النوع من العمل، بعد أن باع أركان الإنقاذ كل الأراضي الخصبة والتي داخل المدن حتى لم يتبق غير بيع هذه الصحراء وغيرها).



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved