كيف لا وجماعة الإنقــاذ استأثـروا بجميع الوزارات السيادية والرئيسية والتي بدونها لا تقـوم لأي حكومة في وجه الأرض قائمة. ان قوام أي حكومة أو نظام أو دولة هو الأمـن والدفــاع والإقتصاد ، هذه هي عصب حياة أي نظام، حيث من خلالها يستطيع النظام أو الحكومة ان تتحكم في مفاصل كل شيء ، كأن تحمي نفسها ومريديها وحدودها وكذلك تتحكم في مقدرات ومصائر الآخرين بالتسريح للصالح العام والإعتقالات والإبادة الجماعية والتطهير العرقي وإفتعال وفبركة التهم على معارضيها وشراء ضمائر من لا ضمير لهم . وقد يحدث أكثر من ذلك عندما يكون القائمين على شئون هذه الدوائر اشخاص بلا ضمير ولا وازع ديني ولا أخلاقي ، أمثال نقيب ممثلي ومخرجي عصابة النهب المسلح والإبادة الجماعية - عبد الرحيم محمد حسين - وزير الداخلية الأسبق (والذي كان في استراحة محارب مدفوعة الأجر المضاعف ) ... أعتقد انه حان الآوان على السيد/ علي مهدي ان يعرف انه لا يمثل إلا نفسه يعني قد راحت عليه النقابة. الم يمثل هذا الوزير مسرحية المحاولة التخريبية المزعومة والتي بدأت فصولها بنبشه لمخابىء وأوكار أسلحة الأنقاذ في مرزوق وزقلونة والحاج يوسف ( المقرات الطبيعية للمتهمين المهمشين) وعلى الهواء مباشرة؟؟؟؟ ومن ثم نقل شهادات شهود الزور وفي حلقات عدة وعلى الهواء مباشرة عبر التلفزيون. الم يمثل هذا الشخص نفسه مسرحية الطيارين من أبناء الغرب والذين لا يزالون يرزحون في سجون الإنقــاذ؟؟؟ يا تـرى ماذا انتم فاعلون ياشبــاب الحركة الشعبية لتحرير السودان مع اشخاص هذا ديدنهم ؟ أعتقد انكم سوف تصلحون تماما لدور الكومبارس.
ماذا ياتــرى يخبــىء في جعبته زعيم نقابة ممثلي الإنقاذ للشعب السوداني هذه المـرة بعـد ان استمتع بإستراحة المحارب التي منحت له يوم عرض مسرحية الوداع والتي من خلالها تم استقطاع جزء من رواتب أفراد الشرطة والذين يعيش السواد الأعظم منهم في فقرمدقع لتمنح لأحد أغني أغنياء السودان ، بطل المسرحية سيء الصيت. هل أصبحت الزكاة الآن تؤخذ من فقرائنا لتعطى لأغنيائنا . في عهد الإنقاذ كل شيء جائز حتى تحوير الآيـات القطعية والتي لا تقبل اجتهاد وكذلك الأحاديث الصحيحية تم تحويرها وتطويعها لخدمة مصالحهم ، وما الزكاة التي فرضت على المغتربين إلا واحدة من من عشرات الفتاوى المحورة . طبعا هناك أشخاص جاهزون من حاخامات الأنقاذ لإصدار فتاوى تجيز كل شيء.
ماذا يا ترى أعددت لنا هذه المرة يا نقيب الممثلين من مسرحيات وانت تتسنم وزارة الإبــادة الجماعيـة والتطهير العرقي وفي يـدك جميـع اسلحة الدمار الشامل؟
وإن ما يزيد الطين بله هذه المرة ان كل شيء سوف يتم وبغطاء قانوني في ظل الحكومة الوطنية المزعومة وفي ظل وزير العدل الجديد محمد علي المرضى ( لا رضي الله عنه) والذي أطل علينا وفي أول ظهور له على التلفزيون وفي أول مقابلة له مع وفد دولي ( يبدو انه الوفد الفرنسي) لينفــي وعلى الهواء مباشرةً وبملء فيه ودون خجل أو حياء قائلا "لقد صححنا لهم الكثير من المعلومات الخاطئة وأوضحنا لهم انه ليس هناك على الإطلاق جرائم إبادة جماعية ، بل ان هناك جرائم ترتكب من قبل افراد وان الحكومة ليست طرف فيها" . هذا بالضبط نص التصريح الذي أدلى به هذا الكابوس الجديد حتى وقبل ان يتعرف على مهام المسرح الجديد ( عفوا الوزارة الجديدة) هذا التصريح كان يوم الإثنين أو الثلاثاء 26 أو 27/9/2005م. يبدو ان هذا الوزير تم اختياره بعناية للعب الدور المطلوب للمرحلة الجديدة وسوف يكون هو المحامي المكلف للدفاع عن جرائم الحكومة. ولكن يجب الا تحسب قبيلة الإنقاذيين ان هذا الرجل هو خيرا لهم بل هو شرا لهم ، حيث انه ومن خلال تصريحه هذا فإنه يثبت للمجتمع الدولي وبالدليل القاطع صحة شكوكه في مصداقية واستقلالية ونزاهة القضاء السوداني ، وبالتالي سوف لن تقبل اي محاكمة تجرى لمجرمي الإبادة الجماعية والتطهير العرقي . كيف لشخص في مقام وزير عدل ان يفصل في قضية وهي لا زالت في طور التحري والبحث وان هناك لجان ومحكمة دولية لم تبت في القضية؟ يعني هذا البيان يجب الا يصدر من طالب قانون في السنة الأولى فكيف بوزيرٍ للعدل ان يدلي بهكذا تصريح؟؟؟
ياشباب الحركة الشعبية لتحرير السودان ، هـل يا ترى ما قبلتم به هـو ماكان يناضل لأجله الراحل المقيم زعيم المهمشين الدكتور/ جون قرنج؟
كيف تستطيعون ان تبنوا دولة السودان الجديد وليس في يدكم سلطة ولا ثروة؟
هل هذا نصيبكم المنصوص عليه في اتفاقية السلام الشامل؟
ان كل ما يستطيع المرء ان يقوله لكم في هذا المقام ، إنكم وبقبولكم لهذا الفتات وهذه القسمة الضيزا والمخزية، قد خيبتم آمال جمهوركم العريض جمهور المهمشيــن . وان الذي قبلتم به وبمنتهى الصراحة لا يرقى لقيمة الحبر الذي وقعت به اتفاقية السلام الشامل ، ناهيك عن الحبر الذي كتب بها أوجهود ومثابرة الهامات والقامات الدولية من شخصيات ومنظمات وهيئات دولية سهرت اياما بلياليها وحرصت على إحقاقكم حقوقكم كاملة غير منقوصة. أكيد انهم ايضا زهلوا كما زهل جمهور شعبكم المغدور به.
أنا أعتقد جازما إن الذي قبلتم به من عطية انقاذية هزيلة ، كان بمقدوركم الحصول عليه وربما أكثر من ذلك منذ مجي الإنقـاذ للسلطة ، وعندئذ تكونوا قـد وفرتم على الوطن الكثير من الأرواح التي أزهقت في هذا الصراع من الجانبين.. وكذلك لوفرتم على الوطن أموالا كثيرة أهدرت كفيلة بإعمار الجنوب والشمال.. وايضا لحافظتم على النسيج الإجتماعي الذي عمل الإنقاذيون على تمزيقه إربا إربا طيلة الستة عشر عاما الماضية لدرجة ان اصبح الجار يغدر بجاره وإبن العم يقتتل مع ابن عمه والأخ يسرق أخيه. ولكن كهنة الأنقاذ يعلمون علم اليقين ان القائد الراحل المقيم لم يكن ليرضى بما دون النجوم.
ياشباب الحركة الشعبية إن ما يؤلم حقا فرحتكم بوزارة الخارجية على الرغم من انه ومن المعروف سلفا انها هي الوزارة الوحيدة السيادية والتي أعدتها لكم الإنقاذ سلفا وهندستها وبرمجتها بطريقة لا تصلح لشيء إلا لخدمة مصالحها والدفاع عن مجرميها مجرمي الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لإخراجهم من فك مجلس الأمن ومخالب محكمة الجزاء الدولية.
إخوتي الأعزاء شباب الحركة الشعبية لتحرير السودان أقول لكم مرة أخرى ان هذه الوزارة اعدت لكم من قبل مجيئكم للخرطوم وحتى من قبل التوقيع على اتفاقية السلام ، ومصداقا لهذا الزعم إرجعــوا لتصريحات الدكتور/ مصطفى اسماعيل العديدة والتي ظل يكررها في كل محفل وأينما حل ورحل ،بأنه خارج من هذه الوزارة لأنها ستؤول الى الحركة الشعبية. أفلا تقرأون؟؟
إخوتي شباب الحركة الشعبية لقد كنتم في الخارج طيلة هذه السنين وانتم تناضلون للدفاع عن حقوق شعبكم وحقوق عموم المهمشين لإسترجاع حقوقهم المنهوبة، والآن ومن خلال تسنمكم لوزارة الخارجية فسوف تمضون جل وقتكم في الخارج ولكن هذه المرة ليس للدفاع عن حق هذا الشعب ، بــل للدفاع عن جرائم جماعة الأنقاذ وتوفير الغطاء القانوني الدولي لهم لينهبوا ويبيدوا شعبنا بالقانون. وسوف يختلف مسمى الجرائم هذه المرة لتصبح النهب التطهير العرقي والإبادة الجماعية بالقانوني.
فهــل يا تـرى انتم راضون بتمثيل هذا الدور؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كلا وحاشا ، اعتقد انكم لستم بهذه البساطة والسذاجة، إنكم قطعا تعرفون ما انتم ماضون اليه وانكم أذكي من ان تنطلي عليكم مثل هذه الأمور. إذا من انتم؟
إن قبولكم لهذا التهميش لا يعطيكم إلا صبغة واحدة لا غيرها ، الا وهي انكم قـد عقدتم العزم من الآن لترسيخ دعائم دولتكم الجديدة والتي قطعا هي بحاجة الى علاقات خارجية ودولية لا تتأتى إلا من خلال وزارة الخارجية ، وهذا ما يفسر اختياركم لهذه الوزارة ، وإلا فكيف تفسرون اختياركم لهذه الوزارة كاول إختيار وانتم كانت الملعقة بيدكم " تعبير باقان "حسب الإتفاق مع حكومة الإنقاذ ، انكم البادئين بالإختيار، فلماذا لم تختاروا الطاقة أو المالية أو الدفاع أو الداخلية مثلا. نسأل الله ان لا يصدق هذا الإعتقـاد الذي تدعمه كل المعطيات.
لقــد كنت قـد اعددت مقالا مطولا وكان يفترض ان ينزل في هذا الموقع قبل تشكيل المهزلة الوطنية وليست الحكومة الوطنية ، ولكنني بكل اسف لم أجد فرصة لطباعتة ، وياليتني فعلــت ذلك لأنه ربما حرك فيكم شيئا.
على كل حال فأنتم في الحالتين ، إتحاديين كنتم أم انفصاليين فإنكم قـد مكنتم لقبيلة الإنقــاذ بطريقة لم يسبق لها مثيل وفي الوقت نفسه أوهنتم عزائم المناضلين في الشرق والغرب وكذلك قضيتم على التجمع الوطني بالضربة القاضية ، وفوق كل هذا قــد خذلتم جماهير شعبكم العريض في جميع بقاع الشمال الجغرافي والذين يربو عددهم تعداد مجمل الجنوبييـــن في السودان قاطبة.
الآن فقط استطيع ان أفهم قصد السيد/ ياسر عرمان عندما قال ان الأمـة السودانية بحاجة الى خمسين عاما لتنجب شخصا آخرا مثل الدكتور/ جون قرنج ، وكذلك نستطيع ان نفهم موقفه عندما زهد عن قبول أي منصب وفضل التفرغ للدراسة علها تخفف عنه وطأ ما آلــــت اليــــه الإتفاقيــة.
بالتأكيـد لم يكن قصدي إثارة الفتنة والوقيعة ولكن لفرط حزنــي على مافرطتم فيـه من ثمــرة جهــود جبارة دولية واقليمية وداخلية لإحقــاق المهمشين حقوقهم وفي نفس الوقت لإلجام وكبح جماح قبيلة الإنقايين ، فإذا بكم تعتعــودوا بنــا الـى المربع الأول. أكتفي بهذا القدر لأن الحديث فيه قد يصل الى ما لا نهاية ، واختتم مقالي بهذه القصيدة الركيكية ركاكة موقفكم هذا من حكومتكم هذه.
يا حليلك يا قرنقنــــا اصحى شـوف كيف خاب أملنا
اصحى شوف ثمرة نضالك كيــــف أضاعـوه عيالك
قوم وشوف سودانا الجديد آل الــى نفـس مـــــــــــآلك
كنا قايليــن انت ربيــــت ناس مناضلين يحرسوا البيت
شكلهم فرحيــن بموتـــك ومن حياتهم غرت وليت
قومي أسألي يا ربيكـــا عــن وعودهــم لــي وليكا
أساليهــم عن الإتفاقيــة هـــل هــــي زي ما هـــي ؟
شوهوها ياربيكا زي نعوم وأخوه عون وصاحب الغرض شبيكــــة
أين السلطة؟ اين الثروة؟ وحقوق المرأة أين؟ اسأليهـــــم يا أم ضميــر
أسألي مشــار وعلــي أسألــي كيـــر والبشيــــر
وطالما اتجاهلوا ندائك والثوابت وللشعارات ناكريـــــــن
أنصبي الصيوان وحِــِِدي حتى بعـــــــد الأربعيـــــن
وأزرفـي الدمـع انهمارا أزرفيـــــــه كثيــر كثيــــر
فالحصل شي لا يصــدق ســوء خاتمة وسوء مصير
ما في يـدك شي تسويــــه فالبعيش يشــوف كثيــــر
شعبنا الحــي سوف يفديك يــوم يرتفــــــع الهديـــــر
ويوم تصحــو الإنتفاضــة ويدعــى شعبــك للنفيـــــر
فيخـرج من بينهم هماما فهزبـــرا ثم منكــر ونكيـــــر
وتوفي حقـك وحق شعبك وتهــــزم العيــــر والبشاكيـر
وتلتحــم كــل السواعــــد فنبنــــي سودانـــا الكبيـــــــر
وتختفــــي كـــل الفوارق ليصبــح أحمـــــد سلفاكيــــر
ونشطب بند في الإتفاقيــــة يدعــى حق تقريــر المصيــر
* العير والبشاكير – كناية على اللصوص ومصاصي دماء الشعب السوداني " دراكيولات السودان"