تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

دارفور نافورة التراجيديا وغريزة الوعد والوعيد بقلم الهادى عجب الدور المحامى / الجبهة الشعبية الديمقراطية للسلام والتنمية

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/4/2005 8:14 م

يبدو ان الوقت الان ليس كسابقه فى الساحة و المحفل الدارفوى المباح فى مساراته لان الوجه الدارفورى لم يعد يحمل فى حناياه اكثر من أشباح الأنين ورحلة العناء المليئة بصدمات التهشم والتشرذم تلك الكارثة التى اعطت المبررات الوخيمة لكل من هب ودب ان يخوض مع الخائضين فى قصة دارفور بلا معنى مفيد للمجموع الكلى لاهل الاقليم بولاياته الثلاث وانما كل تلك العثرات والشهقات ما هى الا فضولا او طمعا فى عباءة السلطان والتسيد على الاخر بمجانية تفتيت الاخرين والتمسك بالتجحفل وتغريب انتماء الاخر بمجرد تحالفات او تآمر ما لتوطيد سطوة ما على حساب الوضع العام وتلك هى كبوة الوطن منذ ان وجد تحت اظلاف القطيع يتنشق عتمة الغبار فى عالم ضبابية مصطلح الوطن والوطنية فيا للعار ..حتى فى أطروحاتها او خطابها المرحلي او حتى تشخيص الهوية بكفاءة منقطعة النظير لتشريح الجسد الدارفورى بحجة الحكمة والاحتكام دون الغوص فى اعماق الخارطة وقراءت مدلولاتها السياسية والاجتماعية ومفاصل موازين القوى وصناعة المرحلة بواقعية وبما ان الخارطة السودانية أثكلتها الجراح ونهشت مفاصلها احلام الوعد والوعيد لم تعد هى الام الرؤوم و لان الوطن بشكلة الذى رسمه الجنرالات وعمالقة التهور وساسة التعصب بشتى مناحيه الدينية و الجهوية والعرقية الاثنية و الطبقية سوءا أنكرناها او أقررناها تلك هى الحقيقة الصاعقة ولعل الاحتراب المستمر و التطاحن الشائع هو مسئولية الجميع سوءا فى المركز او دارفور وهذا ما اثبته الايام وترجمه الواقع ومن هنا يمكن ان ينتبه اهل دافور بشتى اطيافهم لهذه الجدلية المتكررة والتى اخذت ابعاد واتجاهات متعددة ومتنافرة و متراكمة لايمكن ان يفك رمزها الا اهل دارفور انفسهم وبقناعة تامة وكل من يدعى انه يفك رمزها او يحلل مسارتها بمزاجيته انه واهم ودون اهل دارفور او تغيبهم انه انسان مجافى للحقيقة و متربص على الوضع بل سطحى الى حد السذاجة الخرقاء .

فالوضع فى دارفور هو ليس قضية واحدة مفتعلة كما يفندها الساسة برغباتهم او موازناتهم وانما قصص كثيرة داخل قصة مؤلمة رفع شعارها بالصدفة او بتراكم الاحداث عليها ومع اننا جميعا نحلم بالوطن الام حبا او طمعا الا اننا ومن دون ان نكذب على انفسنا عشنا حالة غربة حقيقية فى بلادنا بفجاجة وحسرة نتأسى ونتلظى بالحرمان و التهميش و الاقصاء وبالتاكيد تلك ظاهرة غير صحية فى سجل بلادنا المفزعة ووعكة مأسوية ستظل تطار د ذاكرة اهل دافور و سكان الهامش السودانى بكامل وعيهم ما لم لم تعاد هيكلة الدولة السودانية على اساس انها وطن للجميع دون اختزال خصوصية قداسة الوطن فى تكتل معين او تيار جهوى مفترض او رسم معالم الخارطة السودانية على اساس ارتجال البرامج و الاليات المسيرة للوضع العام .

ان الوضع الدارفورى لا يكمن له ان يسير بهذه الاحادية الصارخة و التى شكلت بعدا مأسويا عمق الجراحات واربك الروح الاجتماعية الجماعية و ايقظ مارب السياسة اليائسة وبلا برنامج او عمل جدى كلى لا يحمل فى دلاته الصدق والشفافية الا ان التجربة اكدت وبرهن لنا ان الاعتصام وراء الخلفيات الحزبية القديمة او الجهوية و الانغماس فى مستنقع الاشكالات المحلية بنفس القبيلة و السياسة المقبلنة و تأسيس محفل التسول باسم الوطن المترامى الاطراف متبنى الفوضى التنظيمية على اساس انها هى العلاج الناجح و الخروج على طوع المجموع الكلى للاقليم هو بمثابة شهادة تشويهو براءة للخنوع ومع ان المسافة بين الوطن و مفهوم الوطنية هو الولاء للقبيلة فى بعض الذين امتدت فى دمائهم شهوة السلطان او الولاء للقبيلة كملاذ او الولاء لخلفيات حزبية فشلت حتى فى توضيح رؤيتها للشعب فى المركز و الاطراف رغم الان الفرصة اتيحت لها سواءا بالتآمر او بالانخراط فى العمل السياسى المؤدلج فلايمكن للقضية الانية فى دارفور ان يكتمل حلها و ان تساوى فصولها الا وفق الاجماع الدارفورى بدلا من التخندق و الانزواء بين خلجات الصراع وفرض رؤية الاقصاء للاخر على انها هى الفكرة الكلية بل هى المنظومة الجدية للحل واى خروج عن المألوف و الاتيان بكونسيرم سياسى اوالتطفل السياسى لا يعتد به بل فكرة حمقاء بل قمة الديكتاتورية وبما ان توظيف الاحداث لخدمة تيار سياسى معين واعتماد البروبوقندا كرديف لتطويق الصراع و تكيف الازمة بمزاجية من شبع اولا او من ارد ان يشبع باسم الوطن ما هو الا انحراف حقيقى و تقزيم متعمد للحل نفسة وانه صناعة وهندسة لعنف قادم لذا يجب الانتباه لهذه الجدلية البائسة بتفاصيلها وعدم المراهنة عليها فابوجا ما لم تكن تحوى فى داخلها القوى الرئيسية قد لا تعنى شيئ وان الشراكة فى الحل لابد ان تكون كلية مادام الازمة فى مضمونها كلية و ان اخراج الاخرين منها على اساس الاتكاء على الترهيب ة التقريب ما هو الا فصل اخر من فصول اللامبالاة و القصة طويلة بطول الحسرة والانين فيا ليت يصحو الجميع سكراتهم المتخبطة ونسيان ايدلوجية الوعد والوعيد والانكاب حول حل شامل لايميل للاقصاء والانحناء .

الهادى عجب الدور المحامى / الجبهة الشعبية الديمقراطية للسلام والتنمية

--------------------------------------------------------------------------------

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved