هاشم كرار _ جريدة الوطن /الدوحة قطر
الترابي‚ في أسمرا!
علامة التعجب هنا‚ تأخذ خاصية الصفر‚‚ والصفر قيمة لا نهائية‚
تُرى‚ بأي وجه (من وجوهه المتعددة) دخل الرجل على اسياسي أفورقي‚‚ وبأي يد (من أياديه) مدَّ السلام‚ وبأي لسان (من ألسنته الكثيرة) كان يتحدث‚ وكان يلتف على ماضيه إزاء اريتريا‚ يوم كان «الدماغ» و«المرشد» و«الرئيس من الباطن»‚ و«النظر» للمشروع الحضاري؟
هل السياسة هي «فن الممكن»‚‚ أم هي «فن المستحيل»؟
السؤال يذهب للرجلين: أفورقي‚ والترابي ونحن نرى‚ كيف أن ما كان مستحيلا أصبح ممكنا‚‚ ونحن سنرى كيف أن ما هو ممكن (الآن) سيصبح مستحيلا في المستقبل!
مَنْ الذي في السودان‚ كان أصلا وراء دق اسفين بين نظام البشير‚ ونظام أفورقي؟
أوليس هو الترابي‚ مسفه إريتريا تلك التي «فيها شارع واحد‚ بين كل بار فيه وبار ‚‚ بار»؟ ‚‚ إريتريا تلك التي «يحكمها المأفون النصراني»؟
ثم ‚‚ مَنْ الذي في السودان‚ يمكن أن يعكر العلاقات من جديد بين الخرطوم وأسمرا‚ بعد أن عادت مياه هذه العلاقات إلى صفوها ــ أو كادت ــ بعد المبادرة الإريترية الأخيرة‚ والتي انتهت في الخرطوم ببيان مشترك أوله تأكيد على أهمية العلاقات التاريخية وآخره عزم أكيد على ضرورة إعادة هذه العلاقات إلى طبيعتها‚ بعد كل سنين التوترات والعداوة؟
أوليس هو الترابي‚ الذي لا يزال «مغضوبا» عليه‚ في الخرطوم؟
للوقت- أي وقت- حكمه‚‚
هل من حكم هذا الوقت‚ الذي تسعى فيه اسمرا للتطبيع مع الخرطوم‚ استقبال الرجل الذي كان هو «خميرة عكننة» مع الجيران‚‚ وهو الآن «خميرة عكننة» للوئام الوطني في السودان؟
ثم‚ هل هو من حكم الوقت‚ الذي تلعب فيه اريتريا دورا في مباحثات مرتقبة بين نظام الخرطوم «وجبهة الشرق» ان تستقبل الرجل الذي اشعل جبهة دارفور‚ ولا يزال يشعل هذه الجبهة‚
لم اكن ثالث اثنين اذ هما في القصر الرئاسي‚ في اسمرا‚ لكني بـ «القياس» يمكن ان اقول ان الترابي‚ قال وهو ويبتسم ابتسامته الشهيرة لافورقي ما قال به سالفا كير النائب الاول للرئيس السوداني ذات اجتماع مغلق في الخرطوم‚
تختلف العبارات لكن الابتسامة تظل هي ذات الابتسامة الثقيلة وتظل حركة اليدين هي ذات حركة اليدين‚‚
قال الترابي لسالفا كير: نحن يمكن ان نتحالف معكم‚ وندعمكم‚‚ لكن سنظل معارضين للبشير!
نظر سالفاكير بعينين مرتابتين للرجل‚‚ ابتسم يقول: لكننا شركاء للبشير‚‚ كيف يمكن ان نتحالف معكم لاسقاط الشريك؟
بقية القصة معروفة: اذاع سالفاكير ما كان يأمل الترابي ان يبقى سرا‚ فغضب الاخير‚ وشن هجوما بعد ايام على «الحليف»!
ابقوا معنا‚‚ وترقبوا هجوم الترابي على‚‚ افورقي!