ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
استهداف حركة وجيش تحرير السودان ممــثلة في أمينها العام بقلم : م . حسام الدين ذوالنون التجانى-الخرطوم
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 10/31/2005 8:09 ص
بسم الله الرحمن الرحيم استهداف حركة وجيش تحرير السودان ممــثلة في أمينها العام بقلم : م . حسام الدين ذوالنون التجانى [email protected] الأحد 30/10/2005م إن جزء من تلك المسرحية الهزلية التي قامت بتأليفها الأجهزة الأمنية وإخراج هيئة تحرير جريدة الوطن بتحريف لقاء المراسل الميداني للصحيفة ، أكدت لنا وزادت من قناعتنا بأن الإنقاذ ما هي إلا نمراً من ورق ، فبعد هزيمتها في دارفور نجد أن النظام نقل معركته إلى صفحات الجرائد بدلاً عن ساحات الوغى ، وهذا ليس بغريب فكل يحارب على حسب قدرته وإمكانيته ، وان كنا نظن بأن براعة الإنقاذ تكمن في قدرتها المستمرة على الكذب والتلفيق والخداع ولكن هذا ايضاً لم تحصل فيه على درجات تؤهلها للمرور ! إن هذا الأمر يزيد قناعتنا بأن السودان الجديد آتٍ لا محالة وان نظام القهر والاستبداد زائل في القريب . نعلم جميعاً بأن استهداف أية جماعة سياسية أو عسكرية من قبل الأجهزة الأمنية لأي نظام شمولي ، لا يحد من سلوكها قانون أو وازع أخلاقي أو ديني خاصة أن كان هذا النظام لا يملك من القيم أو الأخلاق مثقال ذرة ، فلن نستغرب منه أي فعل أو تصرف مهما كان ! ومن لم يطله الاستهداف اليوم سوف يطاله غداً ! فمن يظن بأن الحملة التي تعرض لها الأخ الأمين العام لحركة وجيش تحرير السودان من قبل الأجهزة الأمنية التي طالعتنا بها جريدة الوطن عبر العددين الأول الذي استخدم كتلخيص لما سوف يحويه الحوار واعلانٍ عن التحقيق الأجوف الذي نشر بالعدد (888) بتاريخ السبت 22/10/2005م ، والعدد الثاني الذي نشر فيه تفاصيل الحوار مدمجاً معه تحريف الحوار الذي أجراه مراسل الجريدة ( بشار المدني ) بالعدد (890) الصادرة بتاريخ الاثنين 24/10/2005م ، بالرغم من سذاجة التحريف والتلفيق وضعفه البنائى والدلالي الذي لم يستطع من قاموا بإعداده أن يعملوا على صياغته بصورة جيدة ليجهدوا القراء قليلاً لمعرفة صحة هذا الحوار من عدمها ! ويظهر بجلاء أن من صاغوا هذا الحوار تنقصهم الخبرة والقدرات العقلية في حدها الأدنى التي تمكنهم من رؤية اختلال نسيجهم وأدى ذلك لخلل في بناء الحوار اختلالاً بيناً ، هذا لا يهمنا كثيراً ، ويمكن إجمال ما جاء في ذلك التحقيق المزري في سبع عشر نقطة ، هدف معدوا الحوار للحصول على أهداف محددة منها ، وأخرى تفلتت من بين أيديهم كشفت مقدار ركاكة الأسلوب وضحالة الرؤية وغيوم النظرة الاستشرافية ، سوف نتعرض لهذه النقاط إجلاءً لذلك النقع الذي أثير : قد جاء في التقديم لهذا الحوار الفقرة الأتي نصها : " حركة تحرير السودان هي أكبر حركة بالميدان من حيث العدة والعدد ، فأصلها البشرى ( زغاوة – فور – مساليت – برتى – قمر – داجو – برقد – ميدوب - زيادية – حمر – رزيقات – كبابيش ) " . هذا الحديث يتعارض تماماً مع تلك القصة الممجوجة ، التي ظلت الحكومة وأجهزتها الأمنية ترددها لتحقيق هدف مرحلي هو محاولة عزل الحركة عن المجتمع المحيط بها تمهيداً للقضاء عليها عسكرياُ ، وأيضاً الافتراء على الأمين العام للحركة في الفقرات الأخرى والتي أوردتها الصحيفة على لسان الأمين العام للحركة السيد منى أركوى والتي جاء فيها : " فيما يتعلق بدولة زغاوة الكبرى فهو مشروع استراتيجي ستقوم الأجيال القادمة بتحقيقه وما علينا إلا وضع اللبنة الأولى للمشروع " وأضاف الكاتب سؤالاً عن وجود أطراف أخرى خارجية ضمن قوات الحركة وكانت الإجابة التي أوردها على لسان الأمين العام : " الكل يشير بوجود مليشيا تشادية ومن النيجر داخل الحركة ... " أي حديث هذا وأية صياغة تلك إذا أتينا بأحد طلاب الصف الثامن بمرحلة الأساس لن يصيغ جملة كهذه ، إن المتحدث هذا هو الأمين العام لهذه الحركة فلن يجيب أطلاقاً بجملة كهذه " الكل يشير ... " أين هو من موقع الأحداث أم الذين حرفوا حوار المراسل الميداني ثمناً لإعطائه فرصة الذهاب ومن ثم إمكانية النشر ، بأنه أمين عام من منازلهم ، فان كان هذا هو حديثه فكانت الإجابة سوف تكون نعم توجد معنا .. أو يقول لا توجد معنا .. وليس ( الكل يشير ... ) أما على المستوى العقلاني ، أي سياسي هذا الذي يخبر أياً كان بأسرار حركته العسكرية !!! ، ثم جاءت المحاولة الأكثر سذاجة وهى محاولة دق إسفين بين الحركة والرئيس إدريس دبي حيث نسب إلى الأمين العام الاتى : " إدريس دبي عليه دين لازم يقوم بسداده لأنه لو قصر في الدواس معانا لن يستطيع البقاء رئيساً لتشاد مدة طويلة " حيث يفهم من هذه الفقرة بأن الرئيس إدريس دبي لم يكن أمامه خيار سوى دعم حركة التحرير وقد قام بدعم الحركة . كذلك جاء القول " إدريس ليس سلطاناً على حركة تحرير السودان طلبنا منه نصرتنا ولكنه جبان كعادته " وهذا النص يعلن بوضوح عكس ما سلف قوله وفهم ضمناً بأن الرئيس دبي دعم حركة التحرير حيث يقول صراحة بأن الرئيس دبي نتيجة لجبنه لم يقف مع الحركة ، ماذا يريد الكاتب أو المجموعة التي قامت بأعداد هذه التراهات أن تقول ، ما الحكمة في أن تطرح الفكرة ثم تأتى لتنقضها بنفسك ، حقاً اى أزمة مستفحلة هذه إنها عدم قدرة وجهل مطبق ، ثم اتجه المعدون إلى الشمال الغربي إلى ليبيا حيث نسب إليه " الشايفو دا دعم مقدر مدفوع القيمة مقدماً " يبدو أن الكاتب متأثر تماماً ومعجب بتجربة عدادات الدفع المقدم التي جاءت بها الهيئة القومية للكهرباء ! كيف يكون دعما وقيمته دفعت مقدماً ، بما أن قيمته قد دفعة مقدما فهذا ليس دعماًَ ولكن يمكن تسميته تعاون وتنسيق ، ولكن قد أراد المحرفون أن يوحوا بأن هناك علاقة غير واضحة بين ليبيا وحركة التحرير ، تظهر في ذلك التأييد والدعم الذي تقدمه الجماهيرية لحركة التحرير ! إن أهداف تحريف هذا الحوار يمكن أن نراها بوضوح من خلال ما تقدم ذكره ، الذي أريد له أن يظهر قيادة حركة تحرير السودان ، بأنها مجموعة عرقية عنصرية تحاول استخدام ما يدور الآن في دارفور وتعمل على توظيفه من أجل خدمة أجندة خاصة بالقبيلة ، ونجد في ثنايا ذلك التحقيق ما ينقض الفكرة تماماً مثلاً قول الأمين العام لحركة تحرير السودان في نفس التحقيق : " أخونا أحمد مصاب بمرض زعامة الرزيقات ومسكون بوهم جهوى يفتكر أن أركوى همه منصب في تأسيس دولة زغاوة الكبرى " والنأخذ مثالاً أخر : " أخوانا الرافضين لقيام المؤتمر ليست لهم قواعد داخل الحركة تدفع بهم في المؤتمر مرة أخرى لكراسي القيادة شعروا بالهزيمة عشان كده شككوا في المؤتمر وبقولوا أركوى عاوز يحول الحركة لخدمة دولة زغاوة الكبرى ( الكلام دا قاعد بقولوا عبد الواحد وأبو عمار وحتى أحمد كبر ) ولكن تأكد بأن المؤتمر سيأتي بقيادة قوية جداً " . نلاحظ أن الأخ الأمين العام قد حدد بوضوح إن هذه الشائعات ما هي إلا أوهام أدى إليها العجز عن تحقيق موقع ما أو الخوف من انتزاع ذلك الموقع المتقدم ، نسبةً لعدم القدرة أو الكفاءة هذا هو الباعث على تلك الأحاديث الملفقة ، وقام النظام الحاكم وأجهزته الإعلامية بترديد تلك النغمة المشروخة ومحاولة إلباسها ثوب الحقيقة ، و في هذا السياق قد جاء التعرض لهذا الأمر بتقرير مجموعة ألازمات الدولية الصادر بتاريخ 6/10/2005م ، الذي جـاء فيه : " ويردد المسئولين الحكوميون ووسائل الإعلام الحكومية نغمة قديمة ، تدعى وجود خطة لدولة الزغاوة الكبرى في السودان وتشاد وتشيع وسائل الإعلام الحكومية أيضاً بأن الزغاوة يسعون إلى سرقة أرض الفور " واعتقد إن هذا التقرير يكفى لتوضيح من هو المستفيد من ترديد هذه الكلمات الممجوجة ولا يمكن لامين عام حركة تحرير السودان أن يتحدث بمثل هذا القول . ثم انتقل إلى هدف أخر هدف تخويفي لإثارة الفزع والرعب في المجموعات المقاتلة الأخرى وجعلها تتوجس شراً في أي وقت من حركة تحرير السودان ، هذا التوجس والخوف سوف يؤدى بالتأكيد إلى حدوث صدامات مسلحة بينها ، الغرض هو أن يجعلوا الجميع يخشى الجميع ، ومحاولة قطع طريق التوحد بين هذه القوى والمصالحة فيما بينها لتقليص نفوذها والتأثير عليها . ونرى ذلك بوضوح في بعض العناوين التي أتخذها المعدون : " رفض القوى الثورية لقاء الأمين العام ، لبحث توحيد الفصيلين " ، وبالرغم من ذلك نطالع بيان من القيادة الثورية وهى تقول فيه بأن وفداً منها قد ذهب للمشاركة في فعاليات مؤتمر حركة التحرير وبحث وسائل الوحدة ! والحديث المنسوب إلى الأمين العام : " والله الصراع جاى لو قام المؤتمر أو لا لن نرحم الخارجين علينا " ، " مجرد التفكير في أذية حركة تحرير السودان سيكون الرد قاسياً وهم يعلمون ذلك " ، " عبد الواحد واقع هذه الأيام في أحضان العدل والمساواة فان كان لهم سند داخل الحركة فالباب مفتوح لهم " . هذه المحاولة التي تسعى لزيادة شقة الخلاف إلى أقصى درجاتها بين رفاق النضال والهدف لا يخفى على أحد حيث يريد النظام مجموعات متفرقة كأيدي سبأ حتى يستطيع أن يتصيدها واحداً بعد الآخر ، ليأتي يوم عليها تقول فيه " أكلنا يوم أكل الثور الأبيض " . هذا حلم دونه المهج والأرواح ، فان تمايزت الصفوف فليس هناك من حرج في أن يتخذ كل من شاء سبيله ، ولكن تظل الأهداف هي الأهداف يجب التمسك بها دون تفريط أو تهاون ، وكل من يريد أن يعقد صفقات سرية فاليذهب غير مأسوفٍ عليه . كما يعلم الجميع بأن توحيد الرؤية السياسية ، وتجويد البناء التنظيمي لأي جسم سياسي يريد أن يكون له فعالية وتأثير على مجريات الأحداث من حوله ، والتي هي من أهداف العمل السياسي المؤسس على قاعدة معرفية وله هياكله التي توفر له المرونة والكفأة لتحقيق أهدافه ، وبانعقاد المؤتمر العام لحركة وجيش تحرير السودان تكون الحركة قد أكملت استعداداتها من أجل تحقيق الأهداف والآمال والغايات التي انتظرها شعب دارفور والسودان طويلاً ، يجب على المؤتمرين أن يرتفعوا إلى قدر المهمة والهدف والمسئوليات الجسام التي تنتظرهم لتحقيقها ، ويجب عليهم البعد عن الصراعات الجانبية والشخصية والمصالح الذاتية الضيقة ، فبغض النظر عن القيادة التي سوف يفرزها المؤتمر العام خلال الساعات القليلة القادمة ، فيجب عدم النظر إليها كأنها نصر لمجموعة على مجموعة أخرى ، لأن المنتصر هو شعب دارفور في المقام الأول والشعب السوداني ، وان حدث إخفاق فان المتضرر الأول والأخير هو ذلك المواطن البسيط الذي يبحث عن الأمن والطمأنينة فلا يجدها . إن هذا المؤتمر الذي يعتقد البعض بأنه ليس سوى آلية سيطرة يريدها الأمين العام ، عليهم الكف عن بث سمومهم تلك وصبهم الزيت على النيران ، إن هذا المؤتمر الذي فاقت عضويته التي يحق لها التصويت ألف وخمسمائة عضو والمئات من المراقبين فيكفى إن وفد الاتحاد الافريقى قد حضر بطائرتين ! فقد حضرت وفود الولايات المتحدة الأمريكية ، المملكة المتحـدة ، شركاء أبوجا ، الاتحاد الاروبى ، الأمم المتحدة ، ودول المهتمة بهذا الشأن مثل ايطاليا ، النرويج ، الجماهيرية العربية الليبية ، تشاد ونيجيريا واريتريا وغيرهم من الدول الصديقة . ألا تتفقوا معي بأن مؤتمر كهذا يستحق الاحتفاء به ، والوقوف عنده والنظر إليه بعين التقدير والإجلال حيث نجد إن حركة وجيش تحرير السودان ، تكون قد قدمت النموذج الذي يمكن أن يحتذي على مستوى ممارسة في الساحة السياسية السودانية ، فأي تنظيم معارض للنظام حاكم استطاع أن يحقق مثل هذا الإنجاز الكبير ؟ بالرغم من حداثة التجربة وقلة الخبرة التي يعتقدها البعض في حركة تحرير السودان ؟ ولهم العذر في ذلك لان واقع تنظيماتنا السودانية لم يعمل على ترسيخ مثل هذا النهج ، والتي نجدها دوماً تخرق قوانين النشؤ والتطور ، حيث تقفز من مرحلة الطفولة والمراهقة السياسية مباشرة إلى مرحلة الشيخوخة والتحجر والتحنط عند مرحلة الأوصياء ذو المعارف الأسطورية ! التي لم يستطيع الكثير أن يبرحوها ، هذه التنظيمات التي لم ترتفع يوماً لتنظر إلى السودان بتعدد سحناته وأعراقه وثقافاته وثرائه بل كانت دوماً نظرتها متمركزة حول الذات Self Centralized والمصالح الذاتية الأنانية والضيقة ولذا كانت مصالحهم هذه أحدى أدوات الاستقطاب والتجزئة التي عملت على تعميق التقسيم والفرقة بين أبناء الوطن من مختلف الجهات على مختلف المجموعات . إن الأمين العام لحركة وجيش تحرير السودان وقادتها العسكريين لا يريدون السيطرة على مقاليد الأمور ويعملوا على إقصاء الآخرين كما يظن البعض ويروج آخرون ، إنهم يريدون تبنى نهج مؤسسي حقيقي يعمل على إدارة الحركة بطريقة معبرة عن جميع مكوناتها دون إقصاء أو حجر على أحد ، والننظر إلى بعض الذي تفلت من ثنايا الحوار : " المؤتمر العام مهمته تناول التجربة الثورية ، نضع برنامجاً سياسياً ورؤية عسكرية أيضاً ، نحن نريد حل مشكلة دارفور من جذورها عشان كده حتكون الحركة بعد المؤتمر شئ أخر " ، " أما أنا فأكثر الناس بحثاً عن حلول عادلة لمشكلة دارفور " ، وكذلك ورد : " المؤتمر ضرورة حتمية لابد منه لإبراز قيادة ثورية قوية تستطيع أن تجلس وتفاوض بقوة وتفويض دون تفريط في حقوق شعب دارفور أي حركة بها تنوع سياسي وكل مجموعة لها دور معين " من هذه المقتطفات هل مازال البعض يتشكك في النوايا ، هل مازالوا يعتقدون بأن الأخ الأمين العام ذو شخصية اقصائية ندع التقييم لفطنة القارئ الكريم . أحد أهداف المؤتمر العام هو هيكلة وبناء مؤسسات قوية وفعالة للحركة حتى تستطيع أن تؤدى دورها كاملاً والدفع بقيادات مؤهلة وذات شخصيات قوية وليس فاقدى الإرادة الذي تنقصهم القدرة على اتخاذ القرارات ونرى ذلك بوضوح في تقرير مجموعة الأزمات الدولية الأخير الذي جاء فيه : كان قرنق يحتفظ بعلاقات وثيقة مع قادة حركة التحرير حيث يورد التقرير الاتى : " بأنه مال إلى منى في البداية ولكنه تحول إلى جانب عبد الواحد عندما أتضح أن قوة الأول تشكل تهديداً لطموحه هو في السيطرة على برنامج المتمردين " ، إذاً فان محاولات شق الصفوف التي أتت أكلها كانت لها جذورها الخارجية المتعددة لتباين أهداف هذه الأطراف وما تقتضيه مصالحهم وتأسيساً على ذلك نرى بوضوح أن محاولات إضعاف الحركة لم تكن لعوامل داخلية فى البدء ولكنها كانت رد فعل فقط لما صنعته الأطراف الخارجية لتمزيق وحدة الحركة وحتى يسهل السيطرة عليها وتوجيهها لخدمة مصالح هذه الأطراف . وبوصول الأستاذ عبد الواحد إلى الاراضى المحررة والتي استبشر بها جموع المؤتمرين والتي عبر عن هذه الفرحة السيد الناطق الرسمي باسم جيش تحرير السودان في بيان بتاريخ 26/10/2005م ، ولكن قد جاء الرد الهادم لهذه الآمال العريضة وذرها مع الرياح عند إعلان مكتب الرئيس بأنهم لا يعترفون بهذا المؤتمر ولم يأتوا إليه في بيان بتاريخ 27/10/2005م ، الآن يكون قد وضح للجميع من الذي يريد أن يفكك هذه الحركة ، لم يستطيع الأخ الرئيس إكمال مشوار الشجاعة الذي بدأه بعودته إلى الميدان بعد تسعة عشر شهراً من الغياب غير المبرر ، لكن يقال في المثل " المحرش ما بكاتل " وكذلك فان المدفوع بعد جهد كبير وضغط للعودة إلى الميدان أيضاً لن يحقق شيئاً ، نقول للأستاذ عبد الواحد هل فعلت ما تمليه عليك المسئولية التاريخية ؟ وتجردت من الإغراض الخاصة ووضعت نصب عينيك أولئك المشردين الأبرياء وحقهم في العيش الكريم والأمان ؟ لماذا لم تستجب لتلك الجموع من المؤتمرين ؟ الذين رأوا في حضورك تجرداً وتقديراً للمعاناة التي يعانيها الجميع ، ولكن بدلاً عن ذلك تمترست بعيداً وأرسلت من يستطلع لك الأمر ، كنت سوف تكسب أخي عبد الواحد كثيراً إن كنت فعلتها مباشرتاً وحضرت مباشرتاً إلى مكان المؤتمر دون ابطأ ، وأولها الاحترام والتقدير لتجردك ؟ عن تلك المناصب الفانية ولكن ؟؟؟؟ على الجميع الآن إراحة أنفسهم فان الأستاذ المبجل لن يأتي لأن خوفه أكبر من كل شئ وحرصه على المنصب فوق كل اعتبار ، نقول له نتمنى لك التوفيق . كذلك من الأهداف التي سعى لها هذا التحقيق هو زيادة الشقة بين الحركة والاتحاد الافريقى وخارجين على الشرعية الدولية وإظهار جيش الحركة وكأنه مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق ونرى ما نسب إلى الأمين العام : " من الآن وصاعداً سيشتكى الاتحاد الافريقى كثيراً ، إن لم يقف على حياد فأنت هدف مباح لجيش الحركة والمنظمات الطوعية إن حصرت خدماتها في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة فضربها ونهبها مباح لجيشنا ، .... ، لن نلتزم بأي اتفاق لوقف إطلاق النار بعد مؤتمر الحركة " ، " أخطرنا الاتحاد الافريقى باخنراقات الأمن السوداني لهم وأصبحوا يتحركون ضمن قواتهم " . خوف الاتحاد الافريقى من الفشل في ذلك الامتحان الذي تصدى له دون قدرة أو خبرة كبيرة ظل هذا الأمر هاجس يقلق مضاجع قادة الاتحاد الافريقى وكان ذلك عامل اضافى اقعد به عن أداء دوره ، ودفع به للوقوع في جملة من المغالطات والأخطاء والتي كان لها تأثير كبير على المسيرة السلمية التي يسعى لها واخذ يفقد حياديته ويغوص في مستنقع الذي لم تنجوا منه الدولة ، إن الاتحاد الافريقى ظل يدور في حلقات مفرغة ليس لها بداية يعرفها أو نهاية يتجه إليها ويبرز ذلك بوضوح في هذه الفوضى التي تخلط الحابل بالنابل في أزمة دارفور هذا الاضطراب جاء من خلال غيوم نظرة بعض قادة الاتحاد الافريقى الذين استجابوا للإغراءات الحكومية وأصبحوا يلفقون البيانات لإدانة الحركة بل وتعداها إلى التواجد في مناطق الحكومة أثناء حشد قواتها ومليشياتها في محاولة الهجوم على الحركة والمواطنين ، وخير مثال على ذلك الهجوم الذي قامت به الحركة على مدينة شعيرية . إن هذا السلوك السئ لا بد من إيقافه وعلى لجنة التقييم التي أمرت بتكوينها قيادة الاتحاد وشكلها رئيسه ألفا عمر كونارى يجب أن تجد وسيلة لمعالجة هذا الأمر بأسرع ما يمكن ، والا فشلت هذه القوات في مهمتها وصارت احد الأهداف . في ختام هذه الاستعراض يمكننا أن نلخص الأهداف التي سعى لتحقيقها هذه الحوار : • تشويه صورة الحركة أمام الشعب السوداني وخلع صفة القومية عنها ، وإلباسها ثوب القبلية وهذا يناقض توجهات الحركة في مرحلة تطورها الحالية التي تمثل الهوية السودانية أحد مرتكزاتها الفكرية ، حيث فشل نظام الإنقاذ المتهالك في إيقاف المد الشعبي المؤيد لحركة وجيش تحرير السودان فلم يجد أمامه سوى أسلوب التضليل والتشويه باختلاق أشياء لا وجود لها إلا في الخيال المريض لأركان النظام . • خلق توتر ما بين الحركة والاتحاد الافريقى والمجتمع الدولي بإظهار الحركة بمظهر الخارجة على الشرعية الدولية . والمفارقة تكمن في انه أثناء نشر هذا الحوار كانت الحركة تستقبل في وفود المجتمع الدولي التي جاءت لمشاركة الحركة فعاليات مؤتمرها العام . • إظهار الحركة بمظهر عدائي تجاه بعثة الاتحاد الافريقى العسكرية وخلق صدام عسكري بينهما . ويكفى الحركة بأن قامت بواجبها في حماية قوات الاتحاد الافريقى عندما حاصرتها قوة من مليشيات الجنجويد في يوليو الماضي بمنطقة غرب لبدو وحررتها ! من قبضة هذه المليشيات . • محاولة إبراز الحركة على شكل عصابات تقوم بنهب المواطنين والمنظمات التطوعية .. بالرغم من أن هؤلاء المواطنين الذين يدعى بان الحركة تقوم بنهبهم ، لم يجدوا الأمان على أرواحهم وممتلكاتهم إلا في المناطق التي تسيطر عليها الحركة . • إظهار الحركة بصورة متشرزمة ومفككة إلى عدة أقسام متناحرة فيما بينها والتسويق بقيام حرب أهلية والتلويح بها . إن مثل هذا الأفكار التي يظن أولى الأمر بأنها سوف تلهى الحركة عن أهدافها ، ما هي إلا أوهام لأن ذلك سوف يقود ليس لحرق دارفور فقط بل سوف يمتد ليشمل الجميع حتى الخرطوم " وقريباً الخرطوم كمان تحترق " ، فقد ذهب الذين يريدون تحويل الحركة إلى واجهة سياسية ليس لها قدرة أو فعالية ، " عبد الواحد يريد أن يحوّل الحركة إلى حركة فندقية تدار من داخل غرف فايف استار " ، هل يعود إلى الرشد لمن يظنون أن المقام قد طاب لهم ، والرياح قد جاءت بما يشتهون ، إن الأتٍ يحتاج إلى عقل يعي ! • الرسالة التي أراد لها الأمين العام أن تصل عبر الإعلام ، وليس من قبل الأجهزة الأمنية طبعاً ، بالرغم من أدراك أن الكثير من التحريف والتشويه سوف يحدث ، هي أن بعد ختام المؤتمر العام وانتخاب القيادة واكتمال مؤسسات الحركة ، فان الحركة سوف تتمتع بفعالية وقدرة والتأييد والتفويض ، مما يحدث تغييراً كثيراً في الموازيين والحسابات فالينتظر الجميع الغد واليستعد الجميع منذ الآن له . ودمتم