![]()  | 
		
			![]()  | 
		
			![]()  | 
		
			![]()  | 
		
	
في البداية .. احب اوضح اني انا مواطن سوداني مشرد في بلاد الغربة . لقد جئت 
الى بلاد الغربة وانا احمل في مخيلتي صورة اهلي كي لا تفارقني . نحن كسودانيين 
اصبحنا اكثر الشعوب تشردا حتى من الشعب الفلسطيني . لا احس بهوية في تلك 
البلدان . و لكن التلفزيون السوداني بيزيد المواجع اكثر . اكثر تلفزيون قادر 
علي قتل الروح المعنوية للفرد و هو في بلاد الله الوسيعة . كنت انتظر ان ... 
الى ان جائني الجرح من هنا من بلاد الغربة و الشتات و بعد هنيهة ياتيني جرح  
عميق من التلفزيون السوداني الذي لا اشبهه الا بجلسة القهوة . التلفزيون الذي 
تراعى فيه العلاقات الخاصة و الصداقات . لم يكن هنالك برنامج في التلفزيون الا 
و هو يعاد . بقول المثل : "كثرة التكرار تعلم الحمار" ونحن يا وزارة الاعلام 
ويا هيئة التلفزيون لقد تعلمنا بالتكرار .. خلاص كفانا . و انا و غيري كمتلقي 
ذواق اولا  و كمواطن احب بلدي لا ارضى ان اسمع او اشاهد مثل هذه المهاذل . ومن 
ملاحظاتي الكثيرة اجد ان المذيعين اكثر الناس اعتناءا بانفسهم من الضيف يعتنون 
بانفسهم في الهندام و الشكل و ينسون المضمون . الاهتمام بالشكل جيد و لكن لا 
لدرجة المغالاة في الشكل دون المضمون . و قليلون جدا الذين يصلحون للتلفزيون . 
انا اذكر في الماضي عندما ياتي ضيف الى السودان اذا كان دبلوماسي او شاعر او 
غيره لا يلهث التلفزيون في اجراء لقاء مع هذا الزائر لا المذيع المتمكن موجود  
و رحم الله  الاستاذة ليلى المغربي التي كانت تشبع المستمع و المشاهد لغه سهلة 
و نغما منساب ومشاعر من اطواء الكلمات وهذا على سبيل المثال لا الحصر . الان 
ياتي الضيف الي التلفزيون و هو غير خائف من الاسئلة المحرجة او الصعبة او 
الضياع امام الحوار الشائك . كل الذين ولدتهم التجارب التي في ظل هذه الحكومة 
ما هم الا ينقصهم الكثير وينقصهم التواضع انا ارى ان يتركوا التلفزيون و 
يشتغلوا موظفين في وزارة الفندقة و السياحة ان وجدت هذه الاخرى و ان لم يوجد 
لهم مكان في وزارة فليستخلصوا لهم وزارة جديدة من جلود المساكين . و انا في راي 
المتواضـــــــــــــع جداً ان التلفزيون احسن منه جلسة قهوة . السودانيون 
بطبعهم حنينيون و هذه الجلسة توضح ذلك والشاعرية و الصوفية . اذا لماذا لا نوزع 
ميزانية التلفزيون للمساكين علشان يشربوا قهوة و يجلسو مرتاحين في عناقريبهم 
بدل ما يقزعوا في التلفزيون و بعدين علاج العيون بقى صعب جدا !
باختصار نحن من الذين تضرروا من ضعف و ضحالة المستوى المعروض في التلفزيون الان 
  السودانيون الذين هم في ارض المهجر و الشتات اكثر ثقافة و لا يرضيهم هذا 
العرض الباهت من المواد . و ان كان التلفزيون ترفيه و تسلية ايضا يجب ان يكون 
موجها توجيه صحيح لكل افراد المجتمع وليست برامج ارضائية كالذي فقد الطموح و 
اصبح يبحث عن لقمة عيش في التلفزيون . يا جمــــــــــاعة التلفزيون للثقافة 
للمثقفين الذين يدمرون انفسهم من اجل ازدهار الوطن هولاء هم اهل الثقافة . ليس 
مثل الذي جاء الى التلفزيون بواسطة  . . .. او مدير  او منظم  يعني اتعين 
باوامر.
     و الى اللقاء في حكاية اخرى ،،،،،، تضحككم و تبكيكم ،،،،،،احمد يوسف حمد 
النيل -الرياض