تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

وطنيون أكثر من اللازم بقلم:الصحفى / سعيد مراد

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/3/2005 1:48 م

وطنيون أكثر من اللازم

الصحفى / سعيد مراد

[email protected]

منذ إنتهاء الحرب الباردة ، وانفراد الولايات المتحدة بالعالم كقوة عظمى ، وبإتخاذ أوروبا بقيادة فرنسا - التى لا زالت تتشبث بنابليونية بائدة - ، موقف الند بإنتهاج سياسات عدائية ؛ ليست ضد الولايات المتحدة الأمريكية ؛ وإنما ضد الدول الضعيفة كنوع من لفت نظر القوة العظمى نحو مستعمراتها البائدة ؛ مثل الفظائع التى إرتكبتها فى موريتانيا واحتلالها المعلن لتشاد ، إضافة إلى إنتهاك حقوق الأقليات الضعيفة فى فرنسا لا سيما الأقليات الإسلامية بإسم العلمانية التى هى براء من التدخل فى الطقوس أو التكاليف الدينية الأخرى ..... ، مذ حدث هذا ؛ تحول العالم إلى المسيخ الدجال ذو العين الواحدة التى لا ترى إلا الباطل ، والمسمى بـ " مجلس الأمن الدولى " الذى بدأ قى قصم الدول النامية وتقسيمها قهرا وعنوة بالتخويف تارة وبالتطبيق تارة أخرى .

ثم انبرت فرنسا التى تحتل تشاد فى إظهار عضلاتها الورقية بإحداث ضجة إعلامية كبرى حول إشكالية دارفور ؛ والتى هى فى الأصل إستغلال أوروبى خالص لتفتيت السودان متجاهلة الحقائق التالية :

1- أن إشكاليات تسليح القبائل من خلق الحكومة الديمقراطية البائدة ، بإيعاز من أوروبا التى لم تتدخل لحماية الديمقراطية فى السودان بالقدر الذى تفرضها على العالم اليوم بصوت الرصاص والإحتلال والإذلال للشعوب بإسمها .

2- أن إشكالية دارفور ليست متعلقة بعنصر عربى أو أفريقى وإنما هى إشكالية كانت محصورة – فى الأصل – فى مناطق الرعى والزرع والتداخل بينهما . بدليل أن معظم فصائل التمرد مكونة من عرب مسلمين ، وأن نسبة المسلمين بدارفور من أعلى النسب .

3- أن الأمر لا يتعلق بتهميش أو خلافه ؛ لأن السودان كله عانى فى الحقب الماضية من حرب الجنوب والتى أكلت الأخضر واليابس فى كل العهود البائدة ( ديمقراطية أو ديكتاتورية ) .... ، ومن ثم فإن كل أقاليم السودان عانت من الجفاف ، بل أن قرية

" حوش بانقا " التى ينتمى إليها رئيس الجمهورية نفسه ، منطقة ضعيفة الخدمات ولا يوجد بمنازلها حتى مجرد مراحيض حديثة . بل لا زال العديد من سكانها يتغوط فى الخلاء وهم يعدون من الشمال ، دعك من العديد من المناطق فى الخرطوم وهى العاصمة .

4- بظهور البترول ، وببشائر السلام ، والمرحلة الإنتقالية بدأت العديد من المشاريع التنموية بشهادة عالمية ومن ضمنها مشاريع عدة أقيمت فى دارفور نفسها كتطوير مشروع غزالة جاوزت وإنشاء العديد من المستشفيات والمدارس بشهادة من منظمة الصحة العالمية وغيرها من الوكالات الأممية الأخرى ..... وبدأ الأمر يكشف عن تعافى إقتصادى بتغير نهج وسياسات الحكومة .

5- أن الأمم المتحدة تطالب الحكومة السودانية بوقف الحرب فى الوقت نفسه الذى تطالبها فيه بالتدخل لحفظ الأمن ، ومن ثم إذا أطلق الجيش السودانى رصاصة واحدة لحفظ الأمن أُخذ عليه ذلك ، وإن وقف متفرجا أخذ عليه ذلك أيضا . ولم يعد يُعلم ما المطلوب عمله .

6- بدأ إرهابيوا دارفور فى التزيي بزى الجيش والقيام بعمليات إرهابية فى العديد من القرى الضعيفة ، أو يقوموا بالعمليات ثم ينسبونها إلى جيش ( النظام ) . وهم يعلمون بأن هذا هو الصوت المرغوب سماعه من قبل مجلس الأمن .

7- تقوم المليشيات الإرهابية بالتستر خلف المدنيين ، والدخول إلى القرى المدنية ، فإذا حاول الجيش السودانى إستردادها وضعوا الأطفال والنساء فى المقدمة . قبل أن ينهبوا المواشى ويغتصبوا النساء .

والسؤال : إذا كان أمر النساء والأطفال يهم الإرهابيين فلماذا يحتلون القرى ، لم لا يتركونها آمنة مطمئنة ، راضية مرضية ؟

8- إن الجيش السودانى ، جيش نظامى ، وليس لديه أى سبب للقيام بعمليات إغتصاب أو نهب أو قتل للمدنيين الأبرياء ، كما أن هذا ما يسعى الغرب لإظهاره أمام العالم بحثا عن ثغرة لإحتلال الوطن العزيز .

9- لا يوجد تطهير عرقى ، لأن الجيش نفسه - وهو معروف عنه ذلك – بل وحتى الحكومة ملونة بالأعراق ، ولا يوجد هناك جنس مفضل عن جنس ....والجميع يعلم أن من أسوأ من عمل مع النظام كان دارفوريا ( صاحب مكنة صك العملة )

المعروف .

10- لا يستطيع دارفورى واحد أن يدعى بأنه هُمِّش فى العاصمة أو فى أى ولاية من ولايات الشرق أو الشمال . نعم هُمش الجنوبيون فى الماضى - وهذه حقيقة لا تنكر - وكان أبناء غرب السودان لا سيما دارفور أكثر من يضطهد الجنوبيين ويهمشهم .. ولم يعامل الجنوبيون بإحترام إلا فى شرق وشمال السودان ، فكانوا يتعلمون فى مدارس ولايات الشرق والشمال والعاصمة المثلثة دون تمييز ، فلجأوا من الحرب إلى الشمال وعاشوا فى عاصمتهم كسودانيين أحرار لهم ما لغيرهم وعليهم ماعليهم لا ينغصهم منغص ، بل وكان لهجرتهم أثرا بالغا فى الدمج بين الجنوبيين ( وهم أفارقة أُصيلون ، لم تشب دماءهم شائبة تعريب ، إن جاز أن نسميها شائبة ) . ولتجدهم فى مراكز الشباب ينشئون الفرق الموسيقية مع إخوانهم من العرب لا سيما محبى إيقاع " الريجى " أو لأغانى بوب مارلى المشهور .

11- الدليل الساطع على عدم وجود إضطهاد عرقى ، أنه لا العاصمة ولا غيرها من الولايات قد خلت من الزغاوة والفور ....ألخ , واشتهر الفور بالتجارة فكانت معظم المحال التجارية لهم . بل أن أحد المليونيرات فى السودان زغاوى 100% وهو إضافة إلى ذلك صاحب نفوذ .

12- أن المتضررين من الحرب لجأوا إلى الشمال ، أفما كان حقا أن يطهروا ويستأصلوا لو كانت هناك أى تفرقة عنصرية أو ضغينة عرقية , وكيف لمن يضطهد أن يلجأ إلى مضطهده لو كانوا يعقلون ؟

13- فليقسم لى دارفورى واحد ، بأنه مضطهد فى أى ولاية من ولايات السودان .

لماذا لا ندافع عن إرهابيي دارفور :

كل الأسباب السابقة تكفى فى ذاتها لعدم الوقوف مع إرهابيي دارفور . إضافة إلى ذلك ؛ فإننا نتمتع بحكمة إستشعار المستقبل ومعرفة دناءة الأعداء الذين يرغبون فى تحطيم وطننا الغالى مستغلين ضعفاء النفوس المرتزقة ، وأى ثغرة أخرى متزرعين بأوهن الأسباب لإحتلاله واستغلاله كما حدث فى العراق وأفغانستان وغيرهما . وإذا كنا قد وقفنا ضد الحكومة فى بادئ الأمر عندما كانت سياستها متسمة بالخطورة على الوطن ، فإننا اليوم لن نقف ضدها وهى تبذل أقصى جهد للخروج بالسودان إلى بر الأمان لأن الموقف اليوم يختلف عن العقود السابقة . فاليوم يمكن ببساطة شديدة إحتلال أى دولة ... على مرأى ومسمع المجتمع الدولى الذى إن لم يشارك فى الجرم وقف متفرجا أمام مأساتها ضاحكا مستهزءا دون أن يمد يد المساعدة أو العون . أو كما قال أستاذنا / محمد فضل أدمنتون ، كيف أن الولايات المتحدة تطارد شبحا إسمه الزرقاوى لا لدحر الإرهاب وإنما متزرعة به لقتل الشعوب وإحتلال الأوطان .

أما إن لم نكن وطنيين ، لقام الواحد من مرقده هذا ، وأنشأ له حركة عسكرية ثم لجأ إلى إى سفارة أجنبية كليبيا أو أمريكا للحصول على الدعم ، ليبدأ بعدها فى إعمال القتل والتدمير مدعيا التهميش أو التمييز العنصرى والتطهير العرقى وغير ذلك مما هو مستحب سماعه لدى الغرب من مصطلحات . وأقسم بالله وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ، بأنه ليس من المستحيل عمل ذلك فى سبيل الحصول على المنافع الشخصية بالوقوف فى طاولة المفاوضات – بعد تدريب من الأمم المتحدة وأمريكا وإسرائيل - مع الحكومة والحركة الشعبية الجنوبية ، ثم الحصول على وزارة يأكل منها " إلى جنى الجنى " كما يتصور إرهابيوا دارفور ذلك .

ولكن كل مانفعله هو المحافظة على الحد الأدنى مما نملكه إلى حين تنتهى الفترة الإنتقالية ومن ثم تتأكد بشائر السلام ويتم البدء فى توزيع الثروة بخطط قومية والسلطة بديمقراطية مقتدرة وفاعلة ، يختار فيها من هو كفؤ لقيادة الدولة ، مع معاونين مؤهلين لتقلد المناصب الدستورية ، لا لمن حمل سلاحا من الجهلاء يقتل به الضعفاء كإرهابيي دارفور ، الذين أقول لهم : ليست الرجولة فى حمل سلاح وقتل الأبرياء به ؛ فأى إمرأة تستطيع القتل بالرصاص بل وبالسم . فقتل الأبرياء والإرتزاق بإسمهم ليس من الرجولة فى شئ . لكن الرجولة حقا هى الحكمة بمراعاة مصلحة الوطن وإيثاره على الذات . ومن أوتى الحكمة فقد أوتى خيرا عظيما . ولكنك لا تهدى من أحببت . والله لا يهدى القوم الظالمين .


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved