ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
لعبة الحكم في السودان بقلم حامد جربو/ السعودية
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 10/3/2005 1:34 م
لعبة الحكم في السودان في عام 1821م دخل إسماعيل باشا ابن محمد علي باشا حاكم مصر السودان يبحث عن المال والرجال في هذه البلاد الشاسعة الغنية, لدعم الإمبراطورية التركية التي كانت مهددة من قبل القوى الغربية المتصاعدة الطامعة في إستراتيجية الشرق الأوسط وجيرانها. بدخول إسماعيل باشا السودان بدأت قصة الاستعمار والحكم الأجنبي في السودان المعاصر , في خلال القرنين الماضيين التاسع عشر والعشرين , في هذه الفترة التاريخية عاش السودان تحت الاحتلال أو الحكم الأجنبي أكثر من 120عاما , بدأت بالحكم التركي المصري في عام 1821 حتى قيام الثورة المهدية وهزيمة حرس غردون وذبحه في الخرطوم في عام 1885م بقيادة محمد أحمد بن عبد الله الفحل الملقب( بالمهدي ) 0 والفترة الثانية بدأت في عام1899م أثر استشهاد الخليفة عبد الله التعايشي ورفاقه في أمدبيكرات بعد صولة وجولة مع كتشنر في كرري وأم درمان ,وعرفت هذه بالفترة الحكم الثنائي ( الإنجليزي المصري ) واستمرت حتى استقلال السودان في أول يناير من عام 1956م 0أثرت الحكم الأجنبي أو الاستعمار تأثيراَ كبيراَ في سلوك الفرد السياسي السوداني بصورة ملفتة , نما وترعرع هذا السلوك وصار فهماَ في وسط المجتمع السوداني وأصبح الفرد السوداني ينظر إلى الحاكم المستبد المتغطرس الذي فرض على الناس طاعته صاحب حق يجب على الناس طاعته , ومن حقه فرض ما شاء من القوانين المستوردة ,وأن يستغل خيرات البلاد والعباد في خدمة السلطة والسلطان وأن يجمع ما شاء من المال في صورة ضرائب أو مكوث أو ريع أو أفراد يستخدمهم كخدم أو أجراء البطون باٍسم الوطن والمستقبل الزاهر كان الحاكم الأجنبي (الدخيل) في وادي والشعب في وادي , وهو حاكم بأمر من الباب العالي في تركيا أو بوصفة إمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس من إنجلترا أو بأوامر (البيه) من مصر, ليس معنياَ بأمر الناس في السودان بأي حال جاءوا يبحثون عن المال والرجال 0 حرم الاستعمار تجربة الحكم لأبناء الوطن وكان الرقابة مستمرة ومشددة على الأفراد الذين لديهم ميول أو قبول فكرة الحكم الوطني, ومع استمرار الحكم الأجنبي ساد مفهوم الحاكم البطل والعبقري الفذ الذي لا يهزم , والذي لا يأتي إلا من البلاد المتحضرة وهنا يؤخذ على السودانيين عبارة( في الدول المتقدمة أو المتحضرة, كما في فلم المصري – إرهاب وكباب) وأدوا تطلعات الناس في تولي أمورهم بأنفسهم وأجبر البعض على امتهان الأعمال الوضيعة آلا إنسانية مثل عامل الليل ونادلة الضيافة وخادم البيت والخ00الذي تعيبه الثقافة السودانية وتحتقره والمؤسف أستمر هذا الوضع بعد الاستقلال لفترة طويلة والناس يشاهدون أبناء الوطن يزاولون هذه الأعمال المهينة الدخيلة على ثقافتنا , 0 لا يمكن فهم سلوك حكامنا بدقة إلا عند رجوع إلي هذه الحقبة التاريخية الذي عاش الناس في عطلة عن قراءة تاريخهم واكتشاف ذاتهم وتطوير قدراتهم في مناحي الحياة وظل الناس في السودان طوال فترة الاستعمار وبعدها تحت تأثير سلوك المستعمر,ويتضح هذا عند الحاكم الذي يتقمص شخصية التركي أو الإنجليزي أو الاثنين معاَ في أداره الدولة وممارسة السلطة في وطنه وبين أهله , وهو غير معني بشئون المواطن بقدرما يهتم بشئون الحكم واستمرار يته بأي ثمن وتحت كل الظروف ومازال هذا الفهم مستمراَ حتى اليوم0 كان هم المستعمر هو بناء إنجلترا أو مصر أولاً ويأتي السودان المرتبة الثالثة أو الربعة أي بعد أن يكتفي نهم المستعمر , كل ما تم إنجازه أو بناءه في السودان المحتل كان عبارة عن مساكن ومباني ومؤسسات ومشاريع لخدمة المستعمر أو مراكز تدريب مهني لتفريخ أيدي عاملة الرخيصة أو مدارس تخرج كتاب من الدرجة الثالثة لمسك دفاتر السادة في دواوين الحكومة 0 فشل النخبة الحاكمة (oligarchy ) في السودان وأدمن الفشل لأنه يحكم السودان من إنجلترا أو من مصر بعقلية المستعمر المستبد , بعقلية يريدون أن يسلبوا مني السلطة بعقلية أنا صاحب مشروع السلطة في السودان لا يمكن ما كان إلا في وجودي ,بعقلية أنا أو الدولة , كما قال أحد المسؤولين في حكومة المؤتمر الوطني , عندما سئل عن عن مصلحة السودان فيما يفعله , قال بالإنجليزية(sudan go to hell ) 0
