ابونمو وادى [email protected]

الرياض – السعودية

ارجو الا يضلل هذا العنوان بعض القراء ليخمنوا ان الرئيس المقصود فى العنوان اعلاه هو الرئيس البشير ، لان شخصا مثلى ، والذى بح صوته فى صحفات الانترنت على مدى اكثر من سنتين يندد بجرائم عصابة الانقاذ فى حق اهلنا فى دار فور ، وعلى رأسهم البشير ، لا يمكنه ان يرحب بالبشير فى اية مناسبة ، على الاقل فى الظروف الحالية ، وقد يقول قائل ان البشير نفسه لا يحتاج الى ترحيب من شخص نكرة مثلى ، وهذا ايضا قول صائب ، ولكن صائب ايضا ان مثل هذا الرئيس(البشير ) لا يرحب به الا العنصريون من امثاله او المنتفعين من فتات العصابة التى تضمه او المرتزقة من ابناء دار فور الذين ينتفعون من وراء هذه العصابة ، حتى ولو كانت المنفعة على جماجم اهلهم فى دار فور . اما الرئيس الذى اعنيه هو الاخ / عبدالواحد محمد احمد نور ، رئيس حركة تحرير السودان الذى حسم امره اخيرا و حزم متاعه وهبط فجأة فى الاراضى المحررة لحضور المؤتمر العام لحركة تحرير السودان ، وذلك بعد تردد ومناورات وبيانات عديدة فى الانترنت اوضح بجلاء حينها ان الذين ينادون بالمؤتمر (الذى يحضره الآن ) لا يمثلون الا اشخاصهم وانه شخصيا كرئيس لحركة تحرير السودان غير معنى البته بما يدعى له . هذا فى السابق القريب ، ولكن على قول اهلنا المصريين دعنا نقول حسنا سعادة الرئيس " نحن اولاد النهار دا " ومرحبا بك فى الاراضى المحررة وبين جنودك والذين انكرت وجودهم فى يوم من الايام وامام الملأ ، ولكن مع الترحيب لا بد من تسجيل بعض الملاحظات بهذا الخصوص .

اول هذه الملاحظات هو خبر وصول السيد عبدالواحد فى الميدان و قد صدر فى تصريح مقتضب على نمط الخبر التلفزيونى العاجل (Breaking news ) بلسان القائد / محمد حامد على (دربين ) ، وكما يعلم الكثيرين ان المذكور هو المتحدث العسكرى لجيش حركة تحرير السودان . وقد ذكر المذكور فى تصريحه (التصريح المذكور موجود فى موقع سودانيز اون لاين ) ان السيد عبدالواحد قد نزل اولا فى منطقة جاوا بشرق الجبل وقد استقبله قائد القطاع الشرقى / احمد نور كرسى ونائبه /احمد حامد رشيد وقد اجرى له عرضا عسكريا احتفاءً بمقدمه الميمون وانه ، (وعلى ذمة التصريح وفى ساعة اعداده ) فى ضيافة هذا القائد ، وان هناك ترتيبات امنية على مستوى عال تتم لاصطحاب الرئيس الى موقع انعقاد المؤتمر ، هذا هو مضمون التصريح الذى ادلى به الناطق العسكرى لجيش حركة تحرير السودان.

للذين لا يعلمون ان قائد القطاع الشرقى الذى استقبل الرئيس وكذلك نائبه وكذا المتحدث الرسمى لجيش الحركة ، كلهم محسوبون – كما ظل الرئيس ومجموعته يطلقون عليهم - لمجموعة " منى اركو " اى انهم يدينون بالولاء لمنى اركو وليس الرئيس . اذن هنالك سؤال مشروع يطرح نفسه وهو : اذا كان هؤلاء القادة وكثيرون غيرهم هم محسوبون لمنى فقط كما يدعون فاين هم " رجال الرئيس " ؟ ارجو الا يفهم القراء انى اتجه بتحليلى هذا الى تأكيد ان كل القادة العسكريين هم يدينون بالولاء لمنى فقط ولكن ما ارمى اليه هو انه لا يوجد جيش تابع لمنى وآخر تابع لعبدالواحد وانما هنالك جيش منظم للحركة تحت قيادة مركزية واحدة نشأت وترعرعت من النواة التى صعدت عبدالواحد كرئيس ومنى كامين عام فى بدايات الثورة . توضيح الامور بهذه الطريقة هام للغاية حتى يسكت الكثير من المغرضين الذين اجحفوا فى حق منى اركو وحق المقاتلين فى الميدان ليس لسبب وجيه غير الكيد السياسى والتعصب القبلى الاعمى الذى يحجب عن اعينهم كل انجازات الآخرين وتضحياتهم والتى تتم باسم الحركة وباسم دار فور دون ان تنسب هذه الانجازات الى قبيلة او عرق . كمثال للكلام المغرض الذى يتداول هنا وهناك ان منى ومجموعته يريدون ان يستدرجوا السيد / عبدالواحد الى الميدان بدعوى المؤتمر ثم التخلص منه !!

مثل هذا الكلام يقال من صنفين من الناس ، صنف ساذج يصدق لغو الحديث وصنف آخر يروج لمثل هذا الحديث على سبيل الكيد السياسى والهروب من " قيد " المؤسسية ، وعبدالواحد ومن حوله من هذا الصنف الاخير ، والا ما الذى يجعله يجازف بحياته ويأتى الى الميدان وينزل فى ضيافة قائد ميدانى " محسوب " لمنى ؟ الاجابة على هذا اسؤال ذو شقين ، الشق الاول ان عبدالواحد يعلم علم اليقين عن اخلاقيات المقاتلين فى الميدان رغم الجحود الذى اظهره فى الاونة الاخير لهؤلاء ، وانهم لا يمكن ان يمسوه بسوء ، هذا اولا . الاجابةالاخرى للسؤال هو ان عبد الواحد يعرف تماما انه لا يوجد جيش وقادة آخرون لحركة تحرير السودان غير الذين استقبلوه ، بمعنى انه اذا نزل فى "مزبد " فى اقصى شمال دار فور او فى " حسكنيتة " فى اقصى شرق دار فور او فى جبل الميدوب او غرب الجبل وشرقه سيستقبله نفس القادة الذين يتلقون اوامرهم العليا من القائد العام للحركة وهو جمعة حقار . وقد يسال سائل ويقول لماذا لا ينزل السيد / عبدالواحد فى ضيافة وحماية من ظل يمطر الانترنت بيانات من وقت الى آخر ويصبغ على نفسه الكثير من الالقاب مثل القائد العام لقوات الحركة الى غيرها من الالقاب ، وهو المدعو " قدورة " او حتى " طرادة " وهما من يطلق عليهما من " القادة " المحسوبين لعبدالواحد ؟

الاجابة هى ان المذكوران هما " لا قادة ولا يحزنون " كل ما فى الامر ان لكل واحد منهما جهاز اتصال ثريا يتصل على السيد الرئيس من وقت لاخر لتقديم فروض الطاعة ، الا انه يلوذ بالفرار الى اعلى قمة جبل مرة لسلامته الشخصية بمجرد مشاهدته لدورية عسكرية حكومية او فوج من فرسان " الجنجويد " والسيد الرئيس يعلم علم اليقين انهما لا حول لهما ولا قوة وبالتالى لا يمكنه ان ينزل فى ضيافة شخص لا يستطيع تأمين سلامة نفسه !

خلاصة القول انه آن الاوان للسيد الرئيس ان يتعامل مع " الميدان " بعقلية مجردة من القبلية العمياء ويتفهم ابعاده الموجبة (الميدان ) التى ستقود الجميع ان شاء الله الى بر الامان و من ثم يذهب الى المؤتمر حيث يتم جرد الحساب عن اعمال الفترة الماضية ويتم تفويض القادة الحاليين او تغييرهم ، كل ذلك فى جو ديمقراطى معافى .

ابونمو وادى

الرياض – السعودية

الجمعة 28/10/2005 م