ذكر فى بعض الصحف السودانية أن وفد جبهة شرق السودان إعتزر عن مقابلة الدكتور
حسن عبد الله الترابى أثناء زيارته لأسمرا فى الأيام الماضية ، وتم تأكيد نفس
الخبر فى موقع مؤتمر البجا فى الشبكة الإلكترونية.
فى حقيقة الأمر إعتزار قادة جبهة الشرق عن مقابلة شخصية قيادية ومفكر إسلامى
معروف على مستوى العالم وزعيم حزب لا يستهان به فى الساحة السودانية كأمثال
الشيخ الترابى خطوة غير موفقة ونظرة تفتقد الحكمة وبعد النظر مهما كانت دواعى
هذا الإعتزار ، خاصة أن متطلبات المرحلة القادمة المتمثلة فى مفاوضات الجبهة مع
الحكومة السودانية وما سيتبع ذلك من حراك سياسى على الساحة السودانية بأكملها
يستدعى كسب الدعم السياسى والإستنارة بكل الأراء التى يمكن أن تخدم قضية
الشرق ، بعيداً عن أى ميول أيديلوجى و إنطباعات سلبية تجاه الأخرين.
لا أظن أن موافقة الشيخ الترابى بلقائه بقادة جبهة الشرق فى أسمرا كان من
منطلق كسب سياسى لحزبه بل كان من الممكن الإستفادة من اللقاء فى إيجاد سبل
تعاون معه لكسب دعم سياسى إضافى لقضية الشرق.
جميعنا نتفق على ضرورة إزالة التهميش و الظلم الذى لحق بشرق السودان ، وبالتالى
نعلم أن قضية الشرق هى قضية تنموية فى المقام الأول ولا مجال لتغيير مسارها عن
هذا الهدف.