بقلم ضياء الدين بلال
حالة الانقسامات بعد احتدام الصراع علي المواقع القيادية، لم تعد محصورة في الاحزاب السياسية والحركات المسلحة و الجماعات الدعوية مثل انصار السنة واخوان ابونارو وجماعة صادق عبدالله.. فقد انتقل الصراع من على «الكراسي» الى السجادات..!!
فقد قامت السلطات الامنية بالغاء حولية الشيخ قريب الله بعد تازم الموقف بين طرفي النزاع داخل البيت السماني القريبي، حول خلافة الطريقة بعد وفاة الشيخ حسن الفاتح قريب الله وقد ذكرت صحيفة «الوطن» ان الموقف تفجر بين الفريق المؤيد لخلافة ابنه وبين الفريق المؤيد لخلافة شقيقه أحمد الطيب، بسبب الاحتفال بحولية الشيخ قريب الله الرمضانية السنوية..!! وقوات الشرطة لم تطفئ حالة التوتر باصدار توجيهات شفوية متأدبة يمتثل لها طرفا الصراع بهدوء ودون ضجيج ولا بتعليمات مكتبية تمنع قيام الحولية فقد قدرت ان كل ذلك لم يعد مجدياً، فكان خيارها استخدام قدر راته قليلاً من القوة لمنع تطور الاوضاع الى اشتباكات من الصعوبة توقع ادواتها وان كان احتمال استخدام المسابح امراً وارداً..!.
الشرطة قامت بخلع الخيام والسرادقات من اوتادها، وازالة الاعلام من على الاعمدة، ومنعت اقامة الحولية حفاظاً على الامن العام.
الصراع بين العم والابن على خلافة الزعيم او القائد او الملك او الامام مما يذخر به التاريخ في قديمه وحاضره في تواتر مستمر حتى اقترب لان يصبح من ضمن السنن البشرية.. وما لا يدركه الابن وعمه في البيت القريبي ان صراعهما على السجادة يذهب بتقديرهما لدى المحبين والتابعين حتى اذا جلس احدهما عليها او اذا تنازعاها حتى الاقتسام فلن يبقى لهما من الاحترام نظرة تقدير لا يداخلها دخن الازدراء.. او قبله توقير على اليد لا تطبعها شفة ساخرة..!!
السيد محمد أحمد (ضحية)
اسوأ ما يمكن رصده وتصويره اندلاع صراع بين طرفين يتبعان لحكومة واحدة كل منهما يحمل اسمها ويتحصن بزيها واوراقها الرسمية ويدعى وصلاً بها اكثر من الآخرين وهي تقرلهم بذاك.. ومعيشة المواطن وراحة باله هي مسرح الصراع وهو دوماً «محمد أحمد السوداني» الخاسر في كل صراع.!!
وبصورة موسمية يصبح وسط السوق العربي حلبة نزاع بين الشرطة ومجموعة الباعة الجالسين على ارض نزاعة للشوى، والواقفين في مواجهة شمس تفرغ غيظها الحامي على رؤوسهم.. يستمطرون رزقاً عصى المنال، فتستقبل ظهورهم عصى السلطات..!!
النزاع في اساسه بين السلطات الامنية والسلطات الادارية.. السلطات الادارية تصدق لهم بالعمل في مقابل مادي يعود على خزانتها بما يفئ اجر العاملين عليها.. والسلطات الشرطية لا تعترف بهذه التصاديق والتصاريح..
وهذا صراع معلن على صفحات الصحف، فقد صرح اللواء طارق عثمان الطاهر مدير شرطة ولاية الخرطوم ملقياً باللائمة على السلطات الادارية التي قال إنها منحت هؤلاء الباعة تصديقات مؤقتة لممارسة النشاط التجاري على الارض في الوسط، وقال طارق إن وجود هؤلاء الباعة يعيق العمليات الامنية ويسبب الزحام..!!
المدهش حقاً ان تحضر جهة ما كل ما هو قابل للانفجار وتضعه في جوار بعضه البعض حتى اذا جاءت شرارة من طائرة محترقة في جبال الاماتونج او من اي مكان آخر وتسببت في الانفجار اعلنت وبراءة الدنيا في عينيها انها تفاجأت بالامر!!
ماذا بين سكان العمارات ومعسكر ود البشير؟!!
افكار ناضرة لا تجد الاهتمام الكافي ولا الرعاية المستحقة وتمر عليها اجهزة الاعلام مروراً عابراً كأنها من معتادات يومنا السوداني.. وما يميز الاستاذ محمد لطيف المحلل السياسي البارع انه يجيد التقاط ما يحتاج إليه الظرف السياسي وتقتضيه اللحظة الاجتماعية.. فبالتعاون مع عدد من الباحثين والخبراء وعلى رأسهم الدكتور الطيب حاج عطية واستاذ الاجيال محجوب محمد صالح وبدعم مقدر ومساندة حاضرة من قبل وزير الدولة السيد أحمد هارون، وضع الاستاذ محمد لطيف فكرة تحقيق سلام اجتماعي قاعدي بين ابناء الشمال والجنوب موضع التنفيذ بما توفر لديه من جهد وطاقة، وبما تسمح به الظروف من مساحة ولو اقتصرت على علاقة مدهشة بين حي ارستقراطي شارع خمسة العمارات واهل معسكر للنازحين بود البشير يجمعهما لطيف، على مائدة رمضانية بسيطة وعلى نغم سوداني حنين، هذا الأمر يتم بهدوء وتلقائية، فكثير من هذه البرامج يكون الغرض منها تقديم دعاية ساطحة لجهة ما او لمسئول محدد يريدها ان تكتب في سجلات حسناته الوظيفية.. الباب الذي دخل به لطيف لقضية السلام الاجتماعي يختلف عن الباب الذي تعود ان يدخل به الكثيرون، الكثيرون الذين يريدون ان يؤكدوا بان المجتمع السوداني متسالم اجتماعياً ويقدمون شواهد على ذلك.. فكرة محمد لطيف مدير طيبة برس تعترف بوجود الازمة في العلاقة الاجتماعية ولكنها تنطلق من هنالك لايجاد حلول لها دون ان تستصغر من المعروف شيئاً ولو كان انجاز علاقة بين شارع ومعسكر.. كل شئ يبدأ قليلاً ثم يكبر.. والذي لا يبدأ لا ينتهي!!
دارفور.. التقرب بالمصائب
دارفور تدخل في طور جديد من ازمتها قد يكون الاخطر مما سبق.. فقد بدأت مرحلة الاغتيالات السياسية حيث قامت مجموعة مسلحة باغتيال مدير بنك فيصل الاسلامي ولاية شمال دارفور.. والطور الآخر الاعتداء على القوات الدولية ممثلة في قوات الاتحاد الافريقي.. والطور الثالث تهديد سلامة وأمن العاملين في المجال الانساني بحجز عدد منهم كرهائن اثناء قيامهم بدورهم في تخفيف معاناة النازحين مثل ما حدث بمعسكر «كلمة»...!!
من الواضح ان هنالك جهات محددة ترى ان فرصها في تحقيق مكاسب وصناعة الفرص والنجومية تصبح اكبر كلما سالت الاوضاع وبلغت المآساة آخر مراتبها وظلت دارفور خبراً اولاً في كل النشرات العالمية.. نعم إنهم يتقربون إلى أهلهم بالمصائب..!!
غراميات الشريكين
ما ان يمضي يوم الى نهايته حتى يصبح اكثر وضوحاً ان الشريكين (الوطني والشعبية) يريدان ان يكونا سوياً في بيت الزوجية بينما يحتفظ كل واحد منهما بعلاقاته الغرامية خارج البيت.. دون ان يكون ذلك سبباً لتدخل شرطة أمن المجتمع..!!
صيد الكبار
هكذا هي الطريقة الامريكية في صيد الكبار تضعهم في احرج المواقف ثم تفتح لهم نافذة صغيرة، تغريهم عبرها بأن يفدوا انفسهم بمن هم تحتهم من معاونين، وتوهم «التحتانيين» بانهم سيصبحون ضحية لمن فوقهم، ثم تذهب لتنام لتصحو على من تفدى بالاخر قبل ان يتعشى به.. هذا ما يتم مع سوريا الآن وغيرها!!.
الرقص المقدس
النائب الاول سلفا كير قال لرويترز انه لا يزال مرتاباً من علاقة سابقة كانت تربط بين الحكومة السودانية وجيش الرب.. واحتمال ان تكون مستمرة الى اليوم.. عندما ترقص شياطين الظنون مع جيش الرب.. تختار الملائكة مقعد الحياد..!!
زح شوية
بافطار الثلاثاء على مائدة واحدة اقترب مبارك الفاضل من الصادق المهدي.. بعد ان قرأ الاول في حضرة مادبو وعديل (اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم)..!!