الاخيرة قبل قيام مؤتمر حركة تحرير السودان .
ابونمو وادى [email protected]
الرياض – السعودية
الحراك الذى احدثته حركة تحرير السودان خلال الايام الماضية من خلال البيانات والتقارير الميدانية من مواقع مختلفة من اقصى شمال دار فور فى مناطق دار زغاوة الى شرق وشمال دار فور فى مناطق جبال الميدوب وديار قبائل البرتى ومناطق غرب دار فور وشرق جبل مرة انتهاءً فى مناطق اواسط دار فور الكبرى مثل مهاجرية ولبدو وغيرها من المناطق ، هذا الحراك السياسى التنظيمى الذى سبق قيام المؤتمر العام الثانى لحركة تحرير السودان قد احدثت ردود فعل متباينة ومذهلة فى بعضها ولكنها ايجابية فى معظمها . الحراك المذكور اظهر مقدرة الحركة فى العمل المخابراتى المضاد وكذلك التواصل الشعبى ومخاطبة الجماهير وازالة اى خلافات او مشاكل قد تكون عالقة سواء كان على مستوى القيادات العسكرية او القيادات الاهلية فى المناطق المذكورة وذلك توطئة لمشاركة الجميع فى المؤتمر المرتقب .
من الجهات التى تلقت ضربة قوية من هذا الحراك وبل اربك عملها وخططها هو جهاز الامن السودانى والذى رغم المجهود "الشيطانى " الذى بذله مبكرا لاجهاض قيام المؤتمر الا انه فشل فشلا زريعا . من المجهودات الهدامة التى بذله جهاز الامن لاجهاض المؤتمر هو حشد الجنجويد فى وقت مبكر وشن هجوم واسع على طول شريط كتم – عين سيرو – ابو قمرة – ام مراحيق – خزان اركورى - ..الخ ، ونهب مواشى الاهالى وتشريدهم وذلك رغم سريان وقف اطلاق النار ، وكل ذلك لاشغال قوات الحركة وجرها الى معارك جانبية مرة ، ومواجهات فى عمق المنطقة مرة اخرى ، ظنا منه ان مؤتمر الحركة سيقام فى مكان ما فى تلك المناطق وبالتالى ستفشل الحركة من اقامته فى ظل عدم الاستقرار التى يصاحب المعارك والمناوشات .
شخصيا لا علم لى ولم احرص على معرفة مكان انعقاد المؤتمر على وجه الدقة حتى كتابة هذا المقال (مساء يوم الاثنين الموافق 24/10/2005 ) ، حيث انى اعتذرت لعدم تمكنى من الحضور ولكن المؤكد ان موقعه ليس فى اى بلدة من بلدات " المنطقة الجغرافية شمال وادى كتم " حسب اشارة التقرير الامنى لموقع " دار فور نيوز " حسبما يتم ذكره ادناه ، كما ان المعلومات الاكيدة التى بطرفى الآن تشير الى ان موقع المؤتمر مؤمن بحراسة غير عادية يجعل من الصعب وبل من المسحيل التفكير بالنيل من المؤتمرين من اية جهة معادية ، حتى " ولو كان الجن الاحمر ذاته " ، حسب تعبير احد القادة المكلفين بحراسة الموقع !!
هذا الفشل فى تحديد موقع المؤتمر من قبل جهاز الامن السودانى طوال الفترة الماضية (رغم الحركة الدوؤوبة لقيادات الحركة على طول وعرض دار فور لاعداد الجماهير للمؤتمر ) جعل الجهاز يستسلم فى النهاية ويقر بالفشل ويكتب تقريرا ملفقا بتاريخ 24/10/20050م من الفاشر ، بعنوان " خفايا الايام الاخيرة قبل المؤتمر " وينشره فى الموقع الجديد التابع لجهاز الامن والمسماة : دار فور نيوز
هذا التقرير اعد بعناية فا ئقة ليتزامن ظهوره مع انعقاد المؤتمر الثانى لحركة تحرير السودان كنوع من الحملة الاعلامية المناهضة لقيام المؤتمر ، لعله يأتى بما عجز عنه قوات الامن والجنجويد من العمل المتواصل طوال اسابيع عديدة لعرقلة قيام المؤتمر ، وبالتالى لا يخفى على اى قارئ الادعاءات المغرضة والمفبركة ضد احد رموز الحركة والذى يحسب له دائما التماسك العسكرى الميدانى لقوات الحركة - السند الاستراتيجى لاى مفاوضات جادة لنيل حقوق دار فور كاملة - وهو الاخ/ منى اركو مناوى ، الامين العام للحركة ، كنوع من ممارسة اغتيال الشخصية (Character assassination ) حسبما يرد لاحقا من ادعاءات .
ملخص التقرير الامنى المذكور هو ان منى اركو يسعى من خلال الاصرار على اقامة المؤتمر ومقاطعة المفاوضات الاخيرة فى ابوجا ، يسعى الى ازاحة عبد الواحد من رئاسة الحركة وتنصيب نفسه محله وذلك من خلال تمكين اهله الزغاوة فى قيادة الحركة ليكونوا عونا له . ويدعى التقرير انه من الجانب الاخر ان عبدالواحد محمد احمد نور يسعى للحصول على المزيد من القيادات التى اخذت تتساقط عن منى اركو وتتجه بالولاء له وان بعضهم قد توجه للانضمام الى مناطق سيطرة مؤيدى الرئيس عبدالواحد . وقد وقع كاتب التقرير فى فخ سوف يكشف الايام القليلة القادمة اما عن سذاجته او عن كفاءة مخابرات الحركة للتمويه وتضليل اجهزة مخابرات النظام عندما قال ان " وادى كتم هو فاصل جغرافى بين مؤيدى هذا الجناح او ذاك ، ففى الضفة الشمالية توجد بقايا القوات التابعة لمنى اركو بعد ثورة وتمرد القبائل عليه ، ويوجد فى الضفة الجنوبية من الوادى المؤيدون القدامى والجدد لرئيس الحركة "
ويتابع التقرير عملية اغتيال الشخصية ضد المناضل منى اركو ، ولكن هذه المرة بغباء يكشف عن سطحية كاتبه ، عندما قال ما معناه ان منى قد تلفظ بعنف وهدد ملوحا بسلاحه الشخصى بتصفية المنشقين وذلك امام المعسكرات التى اعلنت التمرد عليه والانضمام الى الجناح الاخر .
من السهولة بالطبع تفنيد مجمل ما جاء بالتقرير حسب النقاط التالية :
اولا : فيما يختص بالاصرار على اقامة المؤتمر ، فالمعروف ان هذا الامر هو رغبة جامحة لجماهير الحركة وخاصة القيادة العسكرية والجنود فى الميدان وان منى اركو يسعى بحكم موقعه القيادى فى الحركة وبالتضامن مع غالب قيادات الحركة العسكريين والمدنيين الآخرين الى تحقيق هذه الرغبة الجماهيرية وذلك لغرض تنظيم الحركة وتأسيسها على اسس صحيحة لتكون قادرة على انتزاع حقوق دار فور ، واذا كان الامر فقط هو رغبة منى اركو لتنصيب نفسه رئيسا فما بال العشرات من اعضاء الحركة الذين اتوا من مختلف انحاء العالم وما بال المئات الذى جازفوا واتوا من الداخل ، منهم السياسيون والاعلاميون وحتى بعض البرلمانيون من ابناء دار فور المشهود لهم بالوقوف بعناد ضد صلف الانقاذ منذ قيام هذه الثورة . اما موضوع القبلية والركون اليها فهى بضاعة قديمة وبائرة استغلها نظام الانقاذ وبنى عليها كل سياسات فرق تسد ضد اهل دار فور .
ثانيا : اما ادعاء التقرير بان عبد الواحد يعمل على استقطاب قيادات انسلخت من منى اركو وان بعضهم قد توجه بالفعل الى المواقع التى تسيطر عليها قوات عبدالواحد . فيحق لنا ان نسأل من هم هذه القيادات الذين انسلخوا وانضموا الى عبدالواحد واين مواقع قواته ؟ واذا كان البعض قد خان ما ائتمنته الحركة من مال واصول ولحق بعبد الواحد فى ابوجا مدعيا الانسلاخ من منى اركو لاخفاء جريمته ، فما هو وزن هذا القائد وما تأثيره فى الميدان واين هم المؤيدون القدامى والجدد من القادة العسكريين لعبدالواحد ؟ نقول بكل تأكيد لا شئ . والسؤال الاهم هو اين هذه الاراضى التى يسيطر عليها عبدالواحد ؟ هل هى فى قمة جبل مرة الشاهقة ذات المناخ الطيب ، حيث يجلس فيها ويلعب " ورق الكتشينة " كلا من " القادة " قدورة وطرادة على مدار الساعة ؟!
ثالثا واخيرا : اما عن ادعاء التقرير عن تلويح منى اركو مهددا بسلاحه الشخصى عندما خاطب معسكرا للمنشقين ، كيف يخاطب قائد ويلوح مهددا بسلاحه من تمردوا وخرجوا عليه ؟ ايعقل بالمتمرد ان يستقبل قائده السابق ويستمع اليه بأدب جم وهو يصب جام غضبه عليه ويهدده بالتصفية ملوحا سلاحه الشخصى ؟
الحقيقة التى صعبت على كاتب التقرير فبركتها هى ان اهالى من ادعوا الانشقاق على منى اركو قاموا بدعوته الى مناطقهم لزيارتهم حتى يثبتوا له ان هؤلاء الخونة لا يمثلونهم وانهم مع الحركة قلبا وقالبا وانهم ذاهبون الى المؤتمر .
ابونمو وادى
الرياض – السعودية
24/10/2005
--------------------------------------------------------------------------------