تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

متى نصحو ... ؟؟؟ بقلم: صلاح شكوكو

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/25/2005 9:03 م

متى نصحو ... ؟؟؟
( صلاح شكوكو )

ترى الى أي مدى يمكن ان نثق بما يجري حولنا وبما هو مفروض اليوم من اجندة يجب ان نقبلها بصدر رحب .. اذ ما إنفك الأعلام يغلفها ويسوقها ويحشد وسائله لتوسيع رقعة انتشارها وتأثيرها علينا ؟

المسألة في حقيقتها تتعلق بما بلغه الأعلام من مرتبة توجت اطوار البشرية وتجاربها عبر ثلاث حقب مختلفة لتشكل اهم مختبرات الأعلام الدولي في العصر الحديث .. وهي الحربين العالميتين والصراع الشيوعي الرأسمالي عبر ماعرف بحقبة الحرب الباردة وبين ذلك كانت الحروب الأقليمية .. الدولية الثلاث الأشد ضراوة وهي :- حرب فيتنام وحرب الخليج الثانية وحرب يوغسلافيا .
هذه الأحداث الكبرى التي اثرت في العالم وغيرت كثيرا من المصائر والأعتبارات والموازين يضاف لذلك مارافقها من اندلاع معرفي / معلوماتي / اتصالي / هـذه كلها خرجت بأعـلام ( غربي ) لايكفي ان نقول انه على درجة عالية من المهنية والأحتراف بل يجب القول انه اعلام لايمكن الثقة به إطلاقا ولا التعامل معه بأي درجة من الحيادية !
هذا مايتفق عليه حشد من المهتمين بالإعلام خاصة الغربيون منهم .. لأن هذا الأعلام المراوغ المحتال كما يسميه ( ليونارد تيل ) يطوق اليوم عقول البشرية ويتكالب لتقرير مصيرها مع الساسة ويفكر بالنيابة عنها ويلاحقها في ليلها وفي نهارها ويتتبع عاداتها وحتى طرق نومها .. وهو اعلام ( المتلاعبين بالعقول ) كما يقول العالم ذائع الصيت (هربرت شيللر ) .

اما الأعلام النامي ( الأعرج ) في اغلب بلدان الجنوب فما زال متقوقعا ويخدم أهدافة المحلية العقيمة بل لا يكاد يستطيع مواجهة هذه الهجمة الإستعمارية الثقافية التي تواجهه بإسم العولمة . لذا فإن إعلامنا مطوق بذلك الأعلام غير الموثوق به .. ينهل من الأعلام الدولي ويتوكأ عليه وعلى كالاته المختلفة (الأسوشيتدبريس) و(رويترز ) و( ا ف ب ) وبدونهما قد لا يساوي شيئا .

اذن فإن خطابنا الإعلامي ليس إلا فقاعات وعواصف هوجاء لا ينقطع غثاؤها ويتصاعد مدها اليوم وهي تدور حول إتجاهات محددة ( يمينية متشددة و براجماتية سافرة وعولمية مدججة بالحديد والنار ولا ترى غير نفسها في مرآة نفسها الأمارة ) فهي كل هذا وفيها ايضا من صنمية وفردانية الشيوعية ملمح جديد .

الاعلام العولمي الجديد يسعى الى أن يوحد البشرية ثقافيا يطمس هوية الشعوب ويلغي الخصوصية ويريد للمجتمعات ان ترتدي زي الأمبراطورية الموحد وتتعلم عادة واحدة وتمارس عادات وتتعلم ثقافة واحدة وتنسخ ثقافة جديدة وهي الخضوع للغرب ، خاصــة ( إسرائيل ) .. بل ربما لن يخيرونا في ذلك ، إذ أنهم سيحملون لنا العصى ..

مرارا وتكرارا يؤكد رموز المشهد الأعلامي في وجهته السياسية المعقدة الراهنة ابتداءا من اعمدة شبكة قناة فوكس العتيدة وانتهاءا بنيويورك تايمز ولوس انجلس تايمز ، حشد يبدأ بتوماس فريدمان ولا ينتهي بالقس المتشدد روبرتسن مقدم البرامج المعروف هناك .

هذه الأجندة الجديدة غير منسجمة مع المشهد الراهن لواقع عربي / اسلامي لايراد له ان يخرج من متون الأستشراق الى الأبد .. اذن .. هذا الأعلام غير الموثوق به ثقة مطلقة والمراوغ والمحتال هو اليوم اكثر مضاءا وتغلغلا عبر الترجمات العربية الفورية للغث والرديء مما يلفظه الآخر يضاف لذلك تطوع منابر فضائية معروفة لتطبيع صورة الأسرائيلي وادخاله في حوار ليس مع الساسة بل مع الأسرة العربية عبر ما يعرف بخطوط الهواتف المفتوحة للحوار المتحضر والبريء ..

وغاب .. بل مات حارس البوابة العربي والأسلامي عن تتبع هذا الفيض الهائل وظهر حارس للبوابة العربية من نوع آخر يقرأ سطورهم وكلماتهم حتى لا تجرح السيد بل يراقب حسن سيرتهم وسلوكهم وغاب الرقيب المسلح بسلاح القص والحذف والمنع وانتقل بكل صلاحياته الى تتبع ابناء الوطن ليفاقم قلقهم وحتى رعبهم عبر المنع والملاحقة والتخوين والتهجير وتدبير المكائد .

قصة اعلامنا العربي والأسلامي ايها السادة وسط مانشهد اليوم تحتاج الى قول كثير وفعل كثير ولكن حسبنا الآن اننا نشعر بالقلق .. وربما سنقف مكتوفي الأيدي .. أو ربما نناشد المجتمع الدولي .. أو ربما ننام كأهل الكهف في مغارة الإعلامت حتى يأتي يوم لن نعرف فيه كم لبثنا ولا كم كان عددنا ولا حتى كم عدد كلابنا الباسطة اذرعها بالوصيد .

----------
ملء السنابل تنحني بتواضع ...... والفارغات رؤوسهن شوامخ
----------------


صلاح محمد عبدالدائم ( شكوكو )
[email protected]

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved