الصحفى / سعيد مراد
سأل رجل شاعرأ عربيا :
- يارجل .... لماذا تقول ما لا يفهم ؟
فأجاب باسما :
- ولماذا لا تفهم مايقال ؟
لقد ترددت كثيرا فى الرد على كلام لا معنى له ؛ فلا هو بمقال ولاهو بتحفة أدبية تشتمُّ منها حكمة الكاتب .... ، بل يذكرك بكلام العاشق الخجول الذى أربكه ظهور معشوقته فنسى ما أعده لها من " كلام غزل معسول لذيذ " وبات يخرف مغمغا بطلاسم أرهقت الحبيبة فغادرته وهى ترمقه بنظرات الأسف والإستخفاف ، لينفطر ماتبقى من أجزاء قلبه على حب من جانب واحد .
وبعد أن أفرغت تبسماتى ضحكا وقهقهة ... ، قررت أن أتواضع فأرد على عزيزنا " فراس " ، ناصحا إياه أن يقرأ أولا بعض أخطائه علَّه يعيد كرَّة التعلُّم من جديد عودة إلى السنة الأولى من المرحلة الإبتدائية ؛ فقد أرهقنى وأتعبنى وأتعب القارئ الذى ضلت أصابعه عن غير قصد ، فأنفتح له " المقال أو مايسمى بالمقال ... أو سمه ما شئت "...
1- السطر السادس : يتغبط : وربما كان يقصد " يتخبط "
2- يمنة ويسرى :
قال الشاعر :
شاعت الفرحة فيها والمسره
وجلا الحب على العشاق سره
يمنة مل بى على الماء ويسره
إن للجندول تحت الليل سحره
3- قال صاحبنا ؛ بكتابته تراجيدية المبنى : " ناسيا أن كل مشاكل السودان ناجما من أمثاله " والحقيقة أن صاحبنا العزيز يحتاج حلا ناجعا لمشكلته فى التأنيث
والتذكير ...
4- "فمثل هذا الذى يصوم عن الحق ويفطر على الباطل ، لا يمكنه ( لاحظ التأنيث والتذكير ) لا يمكنه قدراته العقلية والحقد التراكمى "
وهذه هى المرة الأولى التى أسمع فيها عن الحقد التراكمى والحسد الوراثى .... ، ألم أقل لكم ؛ أضحكنى الجهل والجهل يضحك ..
5- ثم قال صاحبنا جملة غريبة جدا :
" والكلاب الضالة لا يجيدون حتى النباح فقط .... الإفتراس ....نهشا بأجساد ضحاياهم لإشباع شهوة إستمرؤها "
فربما كان يقصد :
" والكلاب الضالة لا تجيد " ... ومع ذلك فإن صدر الجملة لا يرتبط بعجزها إن كان لها عجز .. ، على أية حال أرجو ممن حفي بمعناها أن يبينها لى ففى بعض الأحيان " لا أفهم مايقال " .
واستمر صاحبنا فى آلآمه المكبوتة ، والتى أبت لغته العربية الركيكة أن تخرجها إلى النور فقال :
" لما قاموا به "الجنجو" من تقتيل و اغتصاب وحرق " وما نقموا منهم إلأ أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد " ، ولا أعلم علاقة بين الآية الكريمة وبين ما استهله قبلها
، ربما أوجد عزيزنا سببا جديدا من أسباب الحرب فى دارفور وهو " إيمان إلمهمشين بالله العزيز الحميد " ، ولكنى أحذره ، فربط حرب دارفور بالدين قد لا يخدم قضية إرهابيى دارفور .
على أية حال ، فإن الأخطاء كثيرة ، ولقد أشرت كثيرا إلى هذه المشكلة التى يعانى منها خطاب الإرهابيين فى دارفور ، فهو يكشف عن تدنى سقفهم العلمى ، وأتساءل :
ألم تسطع دورات الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل التى عقدت لتكديرهم على إتيان ثمارها لفك عقدة ألسنتهم ؟؟؟؟؟
ثم أن عزيزنا نواس ، والذى غلى الدم فى عروقه ، لم يفرق بين الدول الهامشية ، والتهميش المزعوم فى دارفور ...
فالدول الهامشية كما سلف القول : هى الدول التى ليس لها نفوذ سياسى أو إقتصادى أو عسكرى ، لا على المستوى الدولى ولا الإقليمى . ولا علاقة لهذا ، ياصديقنا العزيز ، بالتهميش المزعوم فى دارفور أو أمبدة أو الديم ، فلماذا لا تفهم ما يقال ؟
وأخيرا أحيط " معاليك " علما ، بأنه ليس من بلاغة الخطاب والخطابة السياسية أو العسكرية ؛ أن يقرن القول بالدعاء ، ويدع الانسان بالشر دعاءه بالخير وكان الانسان عجولا .