تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

المتربصين لقتل حمامة السلام بقلم م/ محمود جودات علي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/11/2005 2:57 م


من الذي ينتف ريش جناحي حمامة السلام السوداني هذه الحمامة البيضاء بعد أن حلقت فوق سماء السودان وحملقت بها عيون الشعب السوداني وبعضها زرفت الدمعات فرحا وأخرى ترورقت من حلاوة البهجة والسعادة أن يكون السلام حقيقية يعيشها السودان بعد حلم.

يولد السودان بتاريخ جديد والحمامة تحلق بأمال وأماني الشعب وتحمل في جناحيها أمنيات المستقبل وأحلام الاجيال القادمة في سودان مشرق متحضر وشعب يهنأ بالحب والسلام.

توقع الناس أن سحر السلام سيكون أسرع من سحر الكجور في علاج أمراض السودان التي استعصت على حكمائها زهاء النصف قرن ولكن يبدو أن الحمامة التي حلقت في سماء السودان الآن مشتبه إصابتها بحمة الطيور ولربما طيورا جارحة جدا ظلت تستدرج الحمائم لأفتراسها وتمرست في درس خصومها وكيف تغرس مخالبها في موضع القوة متى تقضي عليها وأين .

أن كان الدكتور جون قرن قد مات بفعل فاعل فأن شعبيته الضخمة التي هزت الخرطوم يوم استقباله حيث لم تستطع الجماهير السودانية حبس مشاعر حبها العميق تجاه هذا البطل القومي وكان ذلك متوقع إلا أنه لم يكن بالقدر التي كانت به تلك المظاهرة والحشود الغفيرة هي التي ارهبت خصومه ووعلي الفور همت في نسج مؤامرة للتخلص من هذا الزعيم العظيم الذي لم ينعم عرش السودان به أكثر من 21 يوما وأما أن كان جون قرنق قد مات بفعل غضب الطبيعة كما قيل فأن ذلك أيضاً عين كل حاسد لم يصلي على النبي عليه أفضل الصلاة والسلام هي التي أصابت زعيم غالبية الشعب السوداني ومهندس السلام.

ولن تستريح النفوس من هكذا تساؤلات حتى تثبت نتائج التحقيق الذي قد طال أنتظاره الحقائق وتنزاح غمة الشك والتوجس بين أفراد الشعب السوداني فأن ثبت بأن الدكتور قد غدر به فأن الحمامة قد تعرج إلى الأرض وربما لن تستطيع السير حتى على أقدامها وذلك لأن جذور الشر مازالت تنبت على أرض السودان وأن هناك كثر من الذين يتهافتون نحو نتف ريش الحمامة خلسة حتى لا تستطيع التحليق ومن ثم هناك من يتربص بها وبيده مقناص شوزن أو قردينا أو مدية مصدية ذلك شأن شخصيات النظام الحاكم ومنفذي البرامج الخبيثة ضد المواطن ووحدة الوطن ما انفكت تراودهم أحلامهم الجهنمية ومازالت العنصرية زهرة زاهية في أبصاهم ويأكلون التراث أكلا لما ويحبون المال حبا جما فهم عن الحق صم بكم عمى فهم لا يرجعون فظلوا طول سنين يعمهون يمارون الناس كما لو نزل عليهم وحي من السماء يفتيهم في العدل غير الذي يعرفه الناس وهم كالذين أمروا أن يعبدوا الله سبحانه وتعالى فأصروا أن يبعدوا الطاغوت.

أن تأثير غياب زعيم الحركة د. جون قرنق الذي أدي إلى تأرجح كفة الميزان بعد أن كانت كفته هي الراجحة وضح ذلك جليا في مسرحية أقتسام السلطة حيث استطاع صقور الانقاذ من تكوين حكومة هولامية ( حكومة الوحدة الوطنية ) هيمنت فيها كوادر الانقاذ على جل الحقائب السيادية في محاولة لسحب البساط تدريجيا من تحت أقدام الشريك الجريح ( الحركة ) وهذا الكلام لا يعني من ناحيتنا التقليل من شأن وقدر رجالات الحركة وعلى رأسهم اللواء سيلفا كير الرجل الهادي والهدوء لدي الرجال يعني الحكمة والفكر العميق ( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر إلا أولوا الألباب ) الأية 268 سور البقرة.

وما كانت الحركة أن تختار نأئباً لرئيسها ما لم تكون على يقين بقدرات ذلك الرجل على القيادة العسكرية والسياسية والجماهير السودانية تحسن الظن في أن القائد سيلفا كير النائب الأول لرئيس مكانه كما كان الدكتور جون قرنق في قوة التعامل مع الحكومة لإنفاذ بنود الاتفاقية كما يجب أن تكون .

وكمثال عن الحذر من الهدوء لدينا في غرب السودان تحديدا منطقة جبال النوبة ثعبان يطلق عليه الأهالي الأسم النوبي ( دقليرا ) لا يتعدى طوله نصف المتر في الغالب وهو مرقط باللونين الأسود والأبيض فهو يتموه على شكل الطبيعة التي يعيش فيها هذا الثعبان يتصف بالهدوء والسكينة وقليل التحرك ولكن إذا ما شعر بالتحرش من أي جهة فأنه لا يخطي الهدف ( العدو ) فأن لدغته تعني نهاية عمر الإنسان سمه سريع المفعول حيث أن الملدوغ به لا يعش أكثر من أربعة وعشرين ساعة لذلك يطلق عليه في بعض المناطق أبو يوم فحذاري أن يعتقد الناس أن الهدوء يعني الضعف ولدينا حكمة من أجدادنا تقول أن في المرونة قوة أعظم من الصلابة وضرب في ذلك مثلا المياه التي تجرف الأرض والنار التي تذيب الحديد والقوس الذي يطلق السهم والصبر عند الغضب.

نحن وكل أبناء الشعب السوداني المخلصين نعلم جلياً منهم وكيف وصلوا إلى الخرطوم؟ ونحيي فيهم وطنيتهم ونضالهم ونكرانهم للذات وتضحياتهم من أجل السودان الجديد.

علينا أن ننتظر الأيام القادمة ونشهد بقية السيناريوهات في تقسيم الثروة وتنفيذ بقية بنود الاتفاقية ويراودنا الشك بأنها قد دخلت في مصفاة الإنقاذ للتقطير لا سيما في ما يخص اتفاقيتي جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق التي قد يعتبرها البعد اصبحت نسيا منسيا وأن الأوراق قد تطايرت مع حادثة وفاة الدكتور جون قرنق لأن هذان الملفان اتفاقية جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق كانا في عهدة قرنق شخصياً وأنه لم يألو جهدا بأن ضحى بالكثير من أجل دفع قضايا شركائه في النضال وتضمينها بصدق وأمانة في كامل اتفاقية السلام حيث نصت الاتفاقية ما نصت عليه من الحقوق والواجبات لكل طرف فيها وكان قرنق قد تعهد شخصيا بتنفيذ بنود الاتقاقات كما هي ولكن سوء حظ النوبة رحيل قرنق اربك مشاعر أبناء شركاء النضال ( النوبة وجنوب النيل الأزرق ) وقد يكون لذلك أثار سالبة على سير العملية السلمبة لا يأمن طرفا الاتفاقية في الحركة أن النظام الحاكم من طرف حكومة الانقاذ سيوفي بوعده دون أن تكون قيادات الحركة أكثر ندية ومدافعة عن كامل بنود الاتفاقية بدون تقديم المزيد من التنازلات لأن الاستمرار في تقديم أي تنازلات لا يصب في المصلحة العامة أنما يعني مصلحة الحكومة وذلك يفضي في نهاية المطاف مكاسب تستطيع بها حكومة الانقاذ إنجاز مخططاتها وتصدر مواقع القوة والسيادة مما يعني إختلال لموازنة الفكرية والسياسية والاستمرار في الهيمنة وهضم حقوق الأخرين وطمس الهويات والعمل على تجسيد الدواعي التي من أجلها كانت الحرب العنصرية والفقر والجهل والمرض وتنشط مساع تجسيد الهوبة العربية للسودان كما نسمع ما يشبه الفزورة في بيت من أنشودة تزاع على تلفيزيون السودان ( من قلب إفريقيا أرض العروبة ) متى كان للعرب أرض في إفريقية؟ بل العكس أن العرب في الحقيقة أقاموا أوطانهم على أرض إفريقيا أخشى أن تكون مادة الجغرافية في المنهج السوداني قد حذفت إلا لما قال المتحدث قولته ( من قلب إفريقيا أرض العروبة ) ناهيك عن الخرطوم عاصمة الثقافة العربية 2005م **** نقول أن هذه الترهات والاهازيج ما هي إلا نماذج مسيسة لغرض إبقاء الحرب العنصرية مشتعلة بين ممن ينسبون أنفسهم للعروبة والأفارقة أهل أرض نأمل أن يتعامل السودانيون مع العرب بأخوة وصداقة في أحترام متبادل والمحافظ عل الكيان السوداني بكل تكويناته والعمل على تطويرها حتى نجد للسودان مكانة في الفلك العربي أو العالمي فالإعلام شأنه شأن كافة مؤسسات الدولة السودانية التي تم العبث بها خصخصتها وبيعها لولاة النظام فلابد للشريك الحاكم ( الحركة ) يتدخل لإنهاء الواجهة االإعلامية المزيفة وأن يكون لها وجود فعال يغيير السياسية الاعلامية الجائرة الموجهة قصراً والتي تتبناها حكومة الانقاذ في توظيف كوادرها لبث سياساتها وعلى الشريك أي الحركة أحداث تغييرات جذرية ملموسة في الإعلام السوداني القومي يحسها المواطن السوداني في كل مكان من أرض السودان كثمرة من ثمار السلام عملا للوصول إلى هوية أعلامية بقومية سودانية محترمة يقدرها المشاهد في كل مكان من العالم بدلا من أن يكون الإنسان السوداني أداة سخرية وإستهزاء من قبل بقية وسائل الاعلام العربية والسبب الرئيسي هو أن الإعلام السوداني يحاول عبساً ان يجعل صورته عربية كما اعتمدت وسائل الاعلام العربية أن تجعل المذيعين والمذيعات الذين يظهرون على شاشات تلفازها ذوي البشرة البيضاء على الرغم من أن في موطنهم عدد كبير من ذوي البشرة السمراء ( السود ) ولكنهم محرومون من الظهور على شاشات التلفاز في بلدانهم ولربما ذلك من أجل راحة النظر أو الوجوه الناعمة لها أثر نفسي طيب ولكن في تلفاز أوغندا أو نيجيرية أو غيرها من الدول الإفريقية لم نجد أي من المشاهدين قد اشتكى من المذيغين والمذيعات الذين يظهرون على شاشات تلفاز بلادهم فلابد من تحييد وسائل الإعلام وجعلة تجسيدا لهوية الوطن بكافة مجتمعاته وبجميع مشاربهم وألوان طيفهم وأن يكون الإعلام متاح لكل مواطن قادر على الأبداع والعطأ بدلا من أن يسيطر عليه ثلة من أبناء الخرطوم والجزيرة.

وكحل مؤقت يجب أن تنشأ هيئة مشتركة مهامها الأساسية ضبط مسيرة واجهة الإعلام السوداني .

في بعض أقاليم وولايات السودان توجد محطات إذاعة ضعيفة جدا لدرجة أن بثها لا يغطي نصف المنطقة التي انشئت فيه ولكثير من المواطنين لا يستطيعون التقاط موجاتها فيديرون الموجة إلى إذاعة أم درمان ذلك يعني عدم فعالية الخصوصية الفكرية والثقافية لأي دائرة إعلامية وأن الإعلام كآلية فعالة له دور بالغ الأهمية في إزالة الحواجز الثقافية بين مختلف شعوب السودان مما سيعزز أواصر المحبة بين الناس ويدفع بالوحدة إلى االتحقيق وأن مواطني تلك الأقاليم والولايات يحدوهم الأمل ومن خلال الأماني في تحقيق السودان الجديد أن يستمتع بوسائل إعلامية متطورة من محطات إذاعة واستديوهات التلفيزيون وصحف يومية ومجلات بسياسة مغايرة لما نشهده في الإعلام السوداني الآن من تشوهات مخلة بالثقافة السودانية الأصيلة حيث الفضائية السودانية تبث برامج ركيكة لا ترقى إلى مستوى فهم الإنسان السوداني ولا تكافيء عمر التليفزيون السوداني لكونه من أقدم محطات التليفزيون في لإفريقيا والوطن العربي.

يطمح السودانيون بان يشهدوا تقدم في الإعلام السوداني وترقية الأداة بكل مستوياته وأن يتواجد في جميع مدن السودان ويعمل بكفاءة متوازنة تبث من مناطقهم ( الجماهير ) كل المواد المنتجة محلية أو المدعومة قوميا ويغطي بثها كل القطر السوداني نريد أن يشاهد مواطني بورتسودان أقصى الشرق برامج تلفيزيون الجنينة في أقصى غرب السودان ومواطني نمولي يشاهدوا يرامج تلفيزوبن حلفا والعكس بالعكس

أن النهج العنصري في البث الإعلامي له انعكاسات سلبية خطيرة بخاصة في عقول النش حيث يصور لهم فكرهم بأن هذا العنصر المتظاهر من البشر هم اعلى درجة من غيرهم .

وعدم الرضى بالقومية السودانية هي أم المصائب التي تزكي نيران الفتن والحروب وإذا استمر هذا الفيروس ينخر في عقول أولئك المستعربين الذين يميلون ذات اليمين حينا وذات الشمال حينا أخر دون علاج ناجع أن السلام برمته لا يعني شيء وقد يوعد السودان إلى ما هو اسوأ من الحرب بين الشمال والجنوب والطامة الكبرى ولن تنتهي الحال بفصل الجنوب عن الشمال والظن باستقرار الشمال واحتراب الجنوبين فيما بينهم كما يزعم بعض المنظرين ولكن قد تكون حرب الشمالين فيما بينهم اشد ضرواة عن الحروب السابقة في حين قد يستقر الجنوبيون في وطنهم الوليد بدعم ومباركة من الدول الغربية والصديقة وتدفق التقنيات الغربية إلى الجنوب مما سيساعد ذلك الجنوبيون على الإستقرار والتقدم والإزدهار في أمنة ورفاهية وهنا تلعب المصالح دورها حين تخيب أمال الشعوب فأن الأقدار لها حصة من التاريخ والعلامات الفارقة هي حسم الصراعات لصالح الأقوياء كما جرت العادة هذه الأيام وقبل أن تحدث كل هذه المتغيرات على النوبة وأبناء النيل الأزرق سوا أن كانوا في الحركة أو خارجها التعاضد والتأزر مع كل أبناء السودان المخلصين الحادبين على وحدة السودان من أجل تحقيق حلم الجماهير العريضة والذي نادى به زعيم الحركة الشعبية دكتور جون قرنق طيلة سنين نضاله لتغيير كل السودان القديم ومعالجة علاته إلى سودان جديد معافى يتمتع فيه كل مواطن بكافة حقوقه التي يكفلها له الدستور .

وحتى لا تموت الحمامة من جرا الظمأ والجوع على كل أطراف الاتفاق المثابرة على إطعامها وسقايتها ويتمثل ذلك في صون الاتفاقية وحمايتها من الخروقات

م/ محمود جودات علي e-mail:[email protected]



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved