ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
هل صحيح دولة باسم الزغاوه ات ام هو الغول والعنقاء بقلم حسين اركو مناوى
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 9/11/2005 2:44 م
المزايدات السياسية ظاهرة سيكلوجية تعانى منها المجتمع اينما كان وهى من اجل تحقيق غايات لا تخدم سوى تطلعات شريحة بعينها فى المجتمع ونادرا ما تنتعش بورصة المزايدات دون ان تضطرب الاحوال وتختل الموازين ليصبح الحق باطلا والباطل حقا ففى هذة الايام بدأت تنتعش سوق اوراق الافك والتضليل فى السودان باكذوبة تسمى دولة الزغاوة الكبرى ومن الملاحظ ان هذة المزايدات تتارجح من وقت لاخر . احيانا تعلو وتنتعش واحيانا تتكسد وتنخفض حسبما الظرف السياسي الطارئ فى السودان ودائما يبلغ مداها فى اللحظات التى تكون مصالح سماسرة الافك فى مأزق حقيقى. حينئذٍ يلجا اصحاب المصلحة الى اسلوب اشرنا الية من قبل فى مناسبات اخرى وهو الاسلوب الذى اسميه لعبة التناقضات المتمثل فى استخدام الدين والعرق لحراسة بوابات السلطة والثروة وهى لعبة قذرة ليس للاسلام ولا للعرق فيها ناقة ولا جمل انما من اجل ثروة ياكلونها اكلا لما وسلطة يحبونها حبا جما وويل لمن يقترب من هذة البوابات والا حرباً لا هوادة فيها بشتى الوسائل. ان اكذوبة دولة الزغاوة الكبرى ما هى الا واحدة من الاسلحة التى تتخذ من اجل التهويل والتخويف فى معركة دون معترك .... ليس ثمة دولة باسم الزغاوة اتٍ ولكن تجار وسماسرة الاعلام يعزفون على هذا الوتر فى سعى لإثارة ودغدغة عواطف اهل دارفور خاصة والسودان عامة بغية زرع الشكوك والوهن فى نفوس اهل دارفور حتى يتسنى لهم من احكام الطوق حول الثورة التى عجزت كل اجنحة الرعب والدمار المنتشرة مابين سماء دارفور وارضها على المقارعة .... كأن لسان حالهم يقول مادام اسلوب الشجعان قد افلس فى المواجه فلماذا لا نبحث عن سلاح اخر علّ وعسى يكون لنا ترياقاً من السم الذى نتجرعه من اهوال دارفور ، فكان اسلوب الخسه والخبث والجبن بفرية اسمها دولة الزغاوة الكبرى . .. نعم هى اكذوبة وفرية واسطورة وتهويل بل وزوبعة فى فنجان والامر ليس جديد على اهل السودان ولكن هذة المرة جاء على وتيرة غير مالوفة وبشكل اكثر مما سمعه اهل السودان مرات ومرات وهى مجرد حرب نفسية واداة للتشويش مثلما حدث فى فرية دولة الاماتونج التى كان يزعمون دكتور قرنق يسعى لها ولكن بعد عشرون سنة من السمسرة والمتاجرة والترويج اتى الينا دكتور قرنق بلحمة وعظمة الى الخرطوم وفاجأ العالم بان حبة للسودان الموحد فوق حب الجبان للروح وحينها اخرست كل ابواق الافك والترويج ... هى نفس الابواق التى تطنطن من وقت لاخر بكذبة دولة البقارة الكبرى وحتى هذه الحظة لا اثر لهذة الدولة لا كبرى ولا صغرى . قبل عام او ما يزيد اطل علينا عبر الفضائة السودانية احد ابناء دارفور الذين استبدّ بهم الدهر ليطأطئ رأسه فى عمالة مكشوفه تحت وطأة اغراءات السلطة والدينار ليسرد لنا قصة من نسيج خياله عن دوله اسمها دولة الزغاوة الكبرى تمتد لتشمل شاد، افريقيا الوسطى والسودان وزعم أن هذة الدولة خططت لها قبل عقود والان يتولى تنفيذها كل من دكتور شريف حرير ومنى اركو وفى ذات السياق كتبت سهيله زين العابدين حماد فى صحيفة الخليج بتاريخ الجمعة 8ابريل 2005م مقال ذكرت فيه بان كل من الاستاذ سليمان مصطفى ورجل الاعمال ادم يعقوب رحمهما الله وباشمهندس على شمار كانوا ورا ء فكرة سطوة الزغاوة على السودان وتشاد وعلى ذات المنوال وقبل ايام وعلى حسب لقاء قيل اجراه مراسل لجريدة الوطن مع منى اركو جاءتنا الجريدة بنبأ عظيم فيه يقول بان منى اركو له إستراتيجية اقامة دولة الزغاوة الكبرى..يالها من الشجاعة !!! كيف شق هذا المراسل الذى لم يذكر اسمه طريقة عبر رمال دارفور المتحركة وتلالها المتقدة ووهادها الملتهبة الى بقعة هم يحسبونها مثلث برمودا {يغطّس حجر } كل من يحاول الاقتراب منه . على ذمة كل هذة الافادات الصحفية والاعلامية نتسأل من هم هؤلاء الزغاوة ؟ هل هم تتر قادمون بقيادة هولاكو ام هم ياجوج وماجوج من كل حدب ينسلون بهذا العدد حتى يكتسحوا افريقيا من وسطها الى شمالها ؟ .. يا لها من السخرية الم يكف الضحك على العقول ؟ الم يحن الوقت لنقف مع النفس صادقا ولو لحظة واحده لكى نتحرر من الاوهام التى ظللنا نخلق منها الغول والعنقاء ؟ الاتهام الموجه ضد كل من الاستاذ سليمان مصطفى ورجل الاعمال ادم يغقوب رحمهما الله لايحتاج منا جهد كبيرا لاثبات بطلانه لان الرجلين انتقلا الى رحمة الله وكل منهما لا يقل عمره عن سبعين عام وهى فتره كافية لاختبار وطنيتهما ولا اعتقد ان هناك شخص يفكر كما يزعم هذا الاعلام الساذج فى اقامة دولة ما من قبل اربعين سنة ولا نجد لمثل هذا الشخص فى ادبياته وحركاته وسكناته اى اثر للدولة المزعومة والرجلان قد ادركتهما المنية ولم نعثر لهما حتى الان اى شى مما يروجه الاعلام الكاذب . الذى نعرفه عن الاستاذ سليمان مصطفى رحمه الله اعطى كل وقته وجهده فى اقامة دولة اسلامية على رؤيته الخاصة فى السودان واذا شئتم اسألو رفقاء دربه فى السياسة امثال دكتور الترابى ويس عمر امام فلم نسمع يوما بان الاستاذ سليمان مصطفى يتحدث فى اى مناسبه رسمية او شعبية عن الزغاوة ناهيك عن دولتهم المزعومة والرجل يعرفه اهل السودان ربما اكثر منى فكان فوق النظرة القبلية الضيقة وكيف يتحدث الرجل باسم القبيلة وفى ان واحد يطمح فى تحقيق الاممية الاسلامية فضلا عن ان الرجل كان يتمتع بجرأة نادرة لا توجد حتى عند الدكتور الترابى اذاً ما الذى يمنعه طيلة حياته السياسية التى امتدت الى نصف قرن او ما يزيد ان يجهر بدولة يزعمون انه يسعى لها كما يجهر اليوم عبدالرحيم حمدى بدولته العنصرية المحددة بحدودها الجغرافية وتقاطيعها العرقية او كما يصرح بها الطيب مصطفى عن دولة الشمال النيلى. اما رجل البر والاحسان ادم يعقوب اعتقد اعماله الخيرية تكفينا من ان نبحث حججا للدفاع عنه فالرجل لا اظنه من الطراز الذى يحكى عنه فى سوق السمسرة الاعلامية لان ما قدمه من الاعمال الخرية من المدارس والمساجد والتبرعات العينية كانت جلها خارج نطاق اهله الزغاوة وهذا يكفى بان الرجل لا يميز بين زيد وعبيد من الشعب السودانى . الحديث عن باشمهندس على شمار يتطابق كماً ونوعا مع ما قلناه فى المرحوم سليمان مصطفى وهما من مدرسة واحدة . اما السهام الموجهة ضد الدكتور شريف حرير لا يخرج من كونه حربا على افكاره التى ظل يقدمها فى اصدارته المختلفة وهى عبارة عن حقائق حول نشاة الازمات فى السودان والرجل فى نضاله من اجل السودان الموحد الذى يسع الكل سار خطوة بخطوة مع كثير من اولئك الذين يحملون نفس الافكار وفى مقدمتهم مولانا محمد عثمان مرغنى والراحل دكتور قرنق والسياسى المخضرم منصور خالد والقائد عبد العزيز خالد وابن دارفور المشهور احمد ابراهيم دريج وكثر فدكتور شريف وقف مع هؤلاء شامخا فى خندق واحد لتصحيح الاوضاع فى السودان . فلماذا اذاً يتهم هو بالذات دون غيره من هؤلاء بالعنصرية ؟ وليعلم الجميع ان الرجل خرج من السودان عند بواكير نظام الانقاذ فى ظروف استثنائية كما جاء فى قول الشاعر: تركت موطن ابائى على مضض ... مما تجرعت من هم وويلات مطابقا لهذا القول خرج دكتور شريف على مضض عندما قدم عسكر النظام فى السودان بدفن اهله احياء فى مقبرة جماعية ما بين بلدة الشعرية ومدينة نبالا وحينها جهد دكتور شريف كل الجهد لكى تاخذ العدالة مجراها ضد الجناه ولكن للاسف هو الاخر اصبح هدفا فلذا فضل ان يقاتل من الخارج وهنا نترك الحكم للناس ما اذا كان الرجل من دعاة العنصرية ام لا . اذاً طالما الاعلام فى هذه الايام من شدة الهلوسة والتخبط وصل الى درجة نبش القبور لتجعل من رفاتها مصدرا للبعبع والتهويل فى مواجهة قضية دارفور فكيف ينجو من كان يده على الزناد من اجل دارفور الجريح ....ها هى سوق المزايدات بدت مضطربة للقاية لانها مهمومة فى اصطياد فريسه اسمه منى اركو مناوى باعتباره راس الرمح فى قضية دارفور ، فبدات تقول كل شى خارج العقل والمنطق فى لاشى عن منى اركو فنسمع تارة انه كان قنصلا لدولة تشاد لدى ليبيا او انه دفع مهرا قدره سبعون ناقة لزواجه وسبعون ناقة هذه لم يدفعها الاولون بما فيهم ملياردير ادم يعقوب فهى تكون بدعة لاتقبلها عادات وتقاليد قومه وهو فى الاصل لا يملك سبعين ناقة ليقدمها مهراً فهو مجرد دعاية للتشويش واخيرا الصقوا فرية دولة الزغاوة الكبرة بالرجل زورا وبهتانا . لسنا هنا بصدد الدفاع عن الرجل فى شخصه لانه هو نفسه قادر على ذلك وكان لديه تصريحات علنية قبل ايام تدحض كل ما جاء فى هذه الفبركة الاعلامية ولكننا بصدد قضية فيها فقد الكثيرون الاخلاق والمصداقية والضمير نعم رغم ان الحرب فى دارفور لم تتجاوز اربعة سنوات وهى مدة قصيرة ولكن شدة الحرب وضرواتها وشدة تفاعل المجتمع الدولى والاقليمى والمحلى مع القضية بات كل شى واضح فى هذه القضية واى فبركة اعلامية خارج هذا السياق لا تشبع ولاتغنى حتى عند البلهاء من الناس واذا كان فى نفس منى اركو كما يزعم الاعلام المدسوس ادنى فكرة عن ما يسمونها بدولة الزغاوة الكبرى فلا يمكن بائ حال من الاحوال ان تصمد مثل هذه الفكرة عند الرجل وتظل خفية فى وسط هذه الضراوة والتفاعل التى دفعت بامثال عبد الرحيم حمدى بافشاء كل كل مافى جوفه من الاسرار قبل ان ياتى اليوم الذى تبلى فيه السرائر وفى موتمر نهارا جهارا وبنفس القدر لوكان لمنى اركو مثل هذه الفكرة لاخرجها مرغما تحت وطاة التفاعل الحاد للقضية على صعيد الميدان وعلى الاصعدة الدولية والاقليمية دون ان يأتى الخبر عبر جريدة الوطن ومن مراسل نكرة لم يذكر اسمه ولا المكان الذى إلتقى به ولكان اليوم عرف الناس اين موقع منى اركو من القضية ومن يحمل فى نفسه مثل هذه الفكرة العنصرية البغيضة فهو بالتاكيد يغرد خارج السرب وسيجد نفسه يبنى ويهدم قصورا من الرمال بلا جدوة وسيتبرأ منه كل اهله الزغاوة وعلى راسهم كاتب هذا المقال . ولنفترض ان منى اركو يحمل مثل هذه الفكرة العنصرية فى نفسه الى درجة يصرح بها فى الاعلام هل يعقل كل الطيف القبلى الذى انتظم معه فى المؤتمر الاخير بحسكنيتة بهذا القدر من السذاجة وفيهم من هو اكثر منه علما ودراية وخبرة فى الحياة والسياسة واكبر منه سنا فضلا عن ان الرجل ليس هو بقيصر ولا كسرى فى مؤسسة حركة تحرير السودان فالحركة لها مؤسساتها الدستورية والتنفذية والتنظيمية فمن الصعب ان يصوب منى بهذه البساطة قضية دالرفور كما يشاء لخدمة تطلعاته او قبيلته والا تساقط كما تتساقط ورق التوت .
الافاضل سودانيز اونلاين ارجو نشر هذا المقال وشكــــــــراً