لا لدخول سياراتكم ... نعم لدخول المدرعات الكندية !
بقلم: د. بكري الصايغ
مدخل 1: عادة غريبة، يندر ان نجدها عند اي حكومة اخرى الا في الخرطوم. فمنذ ان استولت "الانقاذ" على السلطة في عام 1989، نجد، وان كل حكوماتها التي جاءت منذ ذلك الزمن في الثمانينات وحتى اليوم، تقوم دائما، وتحديدا قبيل قدوم اي مناسبة دينية (اسلامية كانت اومسيحية) باصدار غرائب القرارات الحكومية التي تنم عيها عن حقدها للجماهير وتتلذذ بتعذيبها بسادية مبالغة فيها.
مدخل 2: (للبرهان على ادعاءاتي) اقول، انه في ابريل من عام 1990، وقبيل حلول العيد، قامت الحكومة باعدام 28 ضابطا كبيرا وعدد اخر من الجنود. ولا اريد الدخول في السرد المطول حول هذا الموضوع، الذي غدا معروفا للقاصي والداني.
مدخل 3: في عام 1990، وبينما كان الاخوة الاقباط في السودان يحتفلون بعيد ميلاد المسيح عليه السلام فاجأتهم الحكومة باعدام بطرس، والذي جاء اعدامه تماما في يوم 24 ديسمبر، وهو اليوم الذي كان فيه الاخوة الاقباط في قمة سعادتهم. وهي الحادثة التي هزت المجتمع السوداني شديدا، خصوصا وان القتيل بطرس لم تتح له اي فرصة للدفاع عن نفسه اوحتى وجد الفرصة للادلاء باقواله. و الغريب في الامر، ان الرائد شمس الدين، ومعه صلاح كرار، اصرا على ان تعجل المحكمة العسكرية باصدار حكم الاعدام، حتى يتسنيا لهما تنقيذ حكم الاعدام وتماما في نفس يوم اعياد الاقباط!! لقد قامت الكنيسة بدفن المرحوم بطرس في كنيسة بالخرطوم، ولجأت الاسرة الى استراليا وما زالت بها حتى اليوم.
مدخل 4: في هذا العام (2005) وقبيل قدوم عيد الفطر المبارك بايام قليلة، فاجأت الحكومة...(الحقيقة انها لم تفاجئ احدا، فالكل كان يتوقع صدور قرار ما من الحكومة، ما من شأنه وان يعكنن مزاج الناس في العيد)، باصدارها لقرارين اثنين، اثارا ضحك الملايين... وغضب المغتربين. بل وان الذي اثار الاستغراب لدى كافة الاوساط المحلية والاخوة المغتربين، ان القرارين الحكوميين قد صدرا في يوم واحد... احدهما ضد المغتربين... والاخر لصالح "عسكرة" القوات الدولية بالسودان!!!
مدخل 5: ساقوم بنقل نص وفحوى القرارين، وتماما كما نشر بالصحف، وبدون ان اقوم باي اضافات او تعديلات او حذف او تطويل.
مدخل 6: المصدر: (http:// www.sudani.net)
مدخل 7: وهنا اطرح سؤالا للاخوة المندوبين عن الجاليات السودانية، والذين شاركوا في "مؤتمر المغتربين" ،والذي عقد موخرا في الخرطوم:
ما رايكم في قرار الحكومة، و الا يعتبر هذا القرار بمثابة "استفزاز" وتهرب من الالتزامات التي وعدت بها الحكومة تسهيل اجراءات دخول سيارات المغتربين؟
مدخل 8: يقال ان سبب منع دخول سيارات المغتربين للسودان يعود الى انه وهناك جهة اسلامية في الخرطوم تود تصريف عرباتها والتي ما زالت متراكمة بصالات البيع بالخرطوم، ولا تجد حتى الان اقبالا من الجمهورعلى الشراء، ولهذا رأت الحكومة وان تقوم بمساعدة (فروعها الاقتصادية الاسلامية) على حساب المغتربين،والذين عليهم - بحسب خطة الحكومة- وان يستغنوا عن عرباتهم في بلاد الغربة، وشراء سيارات اخرى بديلا عندها ... من اسواق الجبهة الاسلامية.
مدخل 9 هناك نكتة سودانية تقول... انه ما من حل اخر امام المغتربين وعرباتهم المكدسة بالموانى السعودية ودول الخليج، الا وان... يقوموا بعمليات "تزوير" في اوراق السيارات، واثبات انها... " مدرعات" !!! حتى يتمكنوا من ادخالها!!!
واخيرا جدا ... سؤال برئ للغاية:
هل توجد جهة اسلامية في الخرطوم، يمكنها ادخال سيارات المغتربين باعتبارها... مدرعات؟