تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

رفع القبعة من رأس النائب الأول تزامن العقوبات الأمريكية مع زيارة سلفا..!! بقلم قراءة: ضياء الدين بلال

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/11/2005 2:09 م

رفع القبعة من رأس النائب الأول

تزامن العقوبات الأمريكية مع زيارة سلفا..!!

قراءة: ضياء الدين بلال

[email protected]

صعب على البعض إدراك حقيقة أن قائد الحركة الشعبية سلفاكير ميارديت عندما يزور الولايات المتحدة الأمريكية الراعية الفعلية لاتفاقية السلام، لا يزورها كنائب أول لرئيس جمهورية السودان، ولو حمل في حقيبته رسالة من الرئيس البشير أو وضع على وجهه( ابتسامةقومية)، تجمع بين منصبي نائب الرئيس ورئيس الجنوب.. فهو ذهب لواشنطون كرئيس لحكومة الجنوب فقط لذلك لم يغادر الى هنالك من مطار الخرطوم عبر القاعة الرئاسية، ولكن لتوضيح طبيعة مهمته اختار التحرك من جوبا ثم نيروبي ومن هنالك اتخذ طريقه لأمريكا، تاركاً خطاب الرئيس البشير للتعبير عن حكومة الخرطوم ومناقشة هموم علاقتها بأمريكا.. ومفرغاً نفسه للحديث عن الجنوب وبطء إنفاذ الوعود الداعمة..!!

وعندما تزامن تجديد العقوبات الأمريكية الصادرة تجاه حكومة الخرطوم منذ 1997 مع الزيارة الأولى التي يقوم بها سلفاكير بعد تقلده مواقع الراحل جون قرنق.. في وقت ظن الكثيرون أن زيارة سلفا ستكون مناسبة لرفع العقوبات.. عندما تزامنت العقوبات مع الزيارة اعتقد البعض أن الإدارة الأمريكية لم تقدر الرجل ولم تكرمه بمنحه مكسباً دبوماسياً رفيعاً بأن ترفع العقوبات عن الحكومة التي يقتسم شراكتها مع آخرين ويتقلد منصب نائبها الأول.. ومضى آخرون في اتجاه أن سلفاكير لم يبذل مجهوداً كبيراً في إقناع الإدارة الأمريكية برفع العقوبات.

تزامن تجديد العقوبات مع الزيارة كان رسالة مقصودة في ذاتها، مرسلة للشق الأيمن في حكومة الوحدة الوطنية (المؤتمر الوطني) وهي رسالة مزدوجة من الإدارة الأمريكية ومن سلفاكير كذلك؟!!

...............

...............

تريد الإدارة الأمريكية أن تقول عبرها إن على المؤتمر الوطني ألا يتخذ من الحركة الشعبية ستاراً واقياً يمتص ما يسدد إليه من ضربات دبلوماسية نتاج ممارسات سياسية سابقة لم تسقط بالتقادم.. والمؤتمر الوطني كونه منح وزارة الخارجية للحركة الشعبية ذلك لا يغير أساليب التعامل معه ولا يسقط خيار العصا.. التي ستستخدم في هذه المرة مع حكومة الخرطوم وستدخر الجزرة لحكومة الجنوب.. وسيكون الدور الأساسي للشق الأيسر (الحركة الشعبية) داخل حكومة الوحدة الوطنية أن تحتفظ لنفسها بقدر من الحياد يجعل البقاء في وعاء واحد أمراً غير مستحيل.. وكما تفيد الرسالة بأن وجود الحركة داخل الحكومة لايدفع ضرراً عن الخرطوم، فهو كذلك لا يستجلب نفعاً لها..!!

والرسالة التي تريد أن ترسلها الحركة الشعبية عبر هذا التزامن (الزيارة والعقوبات) انها لا تزال تحتفظ بالكروت الدولية التي كانت في السابق تستخدمها في مواجهة النظام والآن تستخدمها في الضغط عليه.. للتسريع بالاتفاقية التي وصفها سلفا بأنها تسير ببطء.. كما يراد لهذه الكروت أن تكون ضمن أوراق الحركة وهي تتفاوض حول حدود الجنوب وقضية أبيي وإدارة العاصمة القومية. وقد يكون التزامن صفعة مؤجلة أرادت الحركة توجيهها للشريك رداً متأخراً على ذهاب وزارة الطاقة إليه دون رضاء منها..!!

وكما يجيد المؤتمر الوطني التحرك بفاعلية وتأثير أكبر في الداخل مما يتاح له من إمكانات وما توفر له من ظرف زمني طوال الستة عشر عاماً في تقوية صلاته وصناعة دوائر تأثيره في الشمال والجنوب.. فالحركة الشعبية تريد استثمار علاقاتها الخارجية للحد الذي يحفظ توازن علاقتها في حكومة الوحدة الوطنية، ولا يشعرها بالعجز عن المسايرة السياسية..!!

والحركة الشعبية الآن تتحرك على ثلاثة مسارات رئيسية، وهي تتعامل مع متطلبات الفترة الانتقالية:-

1) المسار الأول عبر حكومة الجنوب حيث السيطرة شبه الكاملة.. وهي مشغولة هناك بترتيب الأوضاع في جميع مناحيها، بصورة شبه مستقلة عن الخرطوم.

2) المسار الثاني حكومة الوحدة الوطنية حيث تكتفي هنالك بمشاركة أقرب للحياد وأبعد عن المواجهة والصدام الى حد إبقاء الشراكة حية وان كانت لا ترزق!

3) المسار الثالث الحركة الشعبية (القطاع الشمالي) وهو كذلك شبه مستقل عن المسارين الآخرين وهو مسار أقرب للعمل المعارض يحتفظ للحركة بعلاقاتها مع قوى المعارضة في النقابات والاتحادات والطلاب ويقود هذا المسار عبد العزيز آدم الحلو.. وإدارة المسارات الثلاثة تقوم على المعادلة التي أطلقها الراحل جون قرنق عندما قال إن الحركة الشعبية ستكون مشاركة للمؤتمر الوطني ومتحالفة مع التجمع الديمقراطي..!!

ويبدو أن الخطأ الأساسي الذي وقع فيه المؤتمر الوطني وهو يقتسم الوزارات مع الحركة الشعبية أنه عول كثيراً على ما هو محلي ولم يعط الاعتبار المقدر لأهمية وخطورة المؤثرات الخارجية. فقد ظن المؤتمر الوطني أن توقيعه على اتفاقية السلام يعني ضمنياً تراجع الحملة الخارجية عليه، وأنه بمقدوره أن يسيطر على الأوضاع في الداخل وأن يترك الحركة الشعبية تتحدث نيابةً عنه، وأن يكون دورها منحصراً على دعم حكومة الوحدة الوطنية..!!

بعد تزامن العقوبات مع زيارة القائد سلفاكير لأمريكا وفي معيته الدكتور لام أكول وزير الخارجية.. يبدو أن الشريك الأيمن (المؤتمر الوطني) سيسعى لتدارك تقديراته الخاطئة، وسيسعى لفتح قنوات اتصال خارجية لا تمر عبر الحركة الشعبية أما أن يتم ذلك عبر تفعيل دور وزيري الدولة بوزارة الخارجية علي كرتي والسماني الوسيلة بصورة شبه مستقلة عن دكتور لام أكول.. أو أن تطلق حركة دكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس (وزير الخارجية السابق) بحيث يتحرك في مساحة أكبر من المساحة الاستشارية.. أو أن يحدث الاثنان معاً..!!

فقد بات واضحاً أن المدخل الأمني عبر التعاون في محاربة الإرهاب والتعاون بكل أوجهه في هذا المجال لم تكن عوائده بقدر ما أنفق بحيث أن يقابل ذلك التعاون بمنح سياسية.. وقد اعتبر الدكتور بهاء الدين حنفي الدبلوماسي الرفيع أن أكبر خطأ وقعت فيه الدبلوماسية السودانية في تعاملها مع الولايات المتحدة الأمريكية أنها لم تتعامل بفلسفة التعاطي (خذ وهات).. وأنها لم تستثمر ملف التعاون على مكافحة الإرهاب للحصول على مكاسب موازية.. فهي قامت بتقديم كل شئ ثم جلست تستجدي المقابل.. وكسنجر قال من قبل للسادات (إن أمريكا لا تدفع ثمن مايهدى إليها)..!!

تزامن «العقوبات مع الزيارة» يتطلب إعادة قراءة أوراق سلفاكير مرة أخرى فالرجل الهادئ الكتوم يخبئ تحت قبعته ما هو جدير بالاكتشاف..!!

üüüü


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved