تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

بأى حال عدت يا عيد بقلم عاصم الحاج

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/11/2005 2:07 م

فى البدء السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته كل عام و انتم بخير و اعاد الله علينا وعليكم العيد السعيد بالخير والبركات والسلام.
السلام تلك الكلمة التى أصبحت بعيدة المنال كالنجوم تراها و لا تسطيع أن تلمسها. أنّ السلام ضاع منا منذ زمن بعيد و ذلك عندما ضاع الحنان بفقد الام الغالية منذ عقد من الزمان ونيف.إفنقدناها و المرء لا يستطيع فراق أمه فى كل الأوضاع , و بينما نحن نعيش أسوأ صدمة ورغم السنوات العشر فقد كانت الفاجعة عظيمة و الألم متواصل.
و بعدما يسئنا من هذه الحياة و ما فيها من واقع ما نعيشه من ظروف صعبة أكرمنا الله بفرصة لاخينا سامى الحاج فى قناة الجزيرة. فصدقونى ان قلت لكم لا أنا و لا هو و لا أى فرد كان يتصور ان تاتى هذه الفرصة و التى اعتبرناها هبة من ذهب .فبدأنا نرسم لأنفسنا لوحات الأمل الوردى ونبنى بيت الأحلام بلا إدراك. وبينما كنا نعيش هذه الاحاسيس الحلوة فى هذه الأثناء مرض الوالد و ظل طريح الفراش لسنوات. وبينما كنا ندعوا الله ان يحفظ لنا أبينا و أخينا الذى حمل عن والده همومنا و لم يبخل عليه باعانة مادية كانت أو معنوية.
من وسط هذه الأحداث المتسارعة جاءت صدمة لا بل مأساة حرمتنا الإستقرار و نثرت ما بقى من عقد الاسرة المغلوبة على أمرها و هدمت بيوت الأحلام التى يبدو أنها بنيت من رمال على شاطئ السراب .
ما يمثله سامى رقم مهم فى أسرته الكبيرة والتى يمثّل فيها العمود الفقرى وكذا أسرته الصغيرة, زوجته الصابرة والتى أضناها الهجر فالهجر اكثر قساوةً من الطلاق , فهى تلهث بلا وعى وراء كال من يستطيع و من لا يستطيع مساعدتها فى حل مشكة زوجها, تبكى تارة و تصبّر نفسها بذكر الله تارة أخرى وكذا محمد الصغير والذى تركه وهو لم يكمل ربيعه االثانى فحرم الإبن القاصر من حنان والده فى زمن أشد ما يحتاج فيه الإبن لأبيه.
أما نحن فلقد فقدنا الإحساس بكل ما هو جميل ومفرح و اصبح الحزن رفيق صحونا و نومنا وتلونت حياتنا بلون رمادى مذبذب لا إلى هؤلاء و لا هؤلاء.
أما العيد فلا طعم له او لون ولا رائحة . لا بل طعم الحسرة ولون الألم و رائحة الإحباط.
لا نريد ان ندخلكم معنا فى عالمنا الملئ بالحيرة والاسى . عالمنا الذى يصارع الإحساس بالضياع والنهاية فى حرب ضروس لا تعرف الهدنة. حرب دخلناها بدون ذنب و بلا إرادة. حرب تجسد كل معانى الهم المتواصل و الإرهاب النفسى لقرابة الأربعة و أربعين شهراً. شهور عندهم كعقود من العذاب و الحرمان. هناك فى جزيرة هى اسوأ ما يصل إليه الإنسان فى هذه الأرض أللّهم إلا القبر
ياتى عيد و يذهب آخر ونحن نحاول التظاهر بالفرحة او حتى مجارة الإحساس بالعيد. وفى أحد الأعياد ونحن على هذه الاحوال مات ابى يقبض على حسراته من حال إبنه البكر والذى لم يبخل عليه بشئ و حمل عنه المسؤولية.
يأتى العيد الثامن و سامى فى الاسر ونحن نسمع أسئلة محمد إبنه الصغير عن أبيه. أسئلة تقتلع الصبر بلا إدراك.أين بابا ؟؟؟ أريد بابا؟؟
و تجيبه أمه المسكينه بما تستطيعه: ابيك سافر . ولكنه يسأل احياناً:لماذا لا يعود ابى؟؟وتاتى الإجابة من ارض العذاب: بابا يريدك أيضاً و يسأل عنك سؤال الولهان, بل صار يحلم بضمك وتقبيلك.
من هنا يا أخى من قلب الوطن نبارك لك العيد ليس لتفرح فإننى اعرف ان الفرح اصبح مفردةً صعبة المنال ولكن فقط لكى تتذكر ما مضى من أيام إنسانتك الكاملة و تتصبر بالامل ان تعود كما كنت قبل سنين.
أما نحن فليس فى اليد بد غير دمعات يبللن أجفاننا و آلام ما فتئت تعتقلنا مع من هم خلف أسوار
غواتناموا.
كلمات بعثها ألينا من هناك ربما هى ما تبقى لنا و له على ظهر هذه البسيطة
رمتنى الأقدار بالأهواك من كل صو ب + و أدركنى الوسواس من حيث لا أدرى
سأصبر حتى يعلم الناس بأننى+ صبرت على شئ أمرّ من الصبر
و ما حيلتى فى الأمر هذا كله إلاَ أننى+ أفوّض أحوالى إلى صاحب الأمر
شقيق الصحفى السودانى المعتقل لأربعة سنوات بدون تهمة /سامى الحاج
عاصم الحاج

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved