لم تكن اجهزة استخبارات وامن عصابة الانقاذ وحكومتها لتتوقع هذا النجاح الباهر والمخرس لالسن المرجفين في المدن والقري, فصارت تهضرب وتتخبط كالذي اصابه الشيطان بشيئ من المس, وملات صفحات جرائدها وشبكات الانترنت بكل ما هو غث وزبد في محاولات يائسة للتشكيك في قوة شرعية المؤتمر , وليزيدوا نار الفتنة والشقاق بين ابناء دارفور استعارا كما هو عهدهم دائما .فراحوا يشيعون بان هناك صداما وشيكا بين "جيش عبدالواحد" الرئيس السابق للحركة, وجيش مني ,الرئيس المنتخب الحالي. وهذا انما حلمهم ومبتغاهم الذي ما فتئوا يحلمون به , ولكن هيهات هيهات لهم ذلك , لانه وببساطة متناهية ليس هناك من جيش للحركة غير جيش واحد بقيادة القائد حقار حتي في اوج الخلاف بين مني وعبدالواحد. لان جيش الحركة ظل بمناي عن الاستقطاب الذي كان , ولولا بيان القائد حقار الشهير والذي فيه جمد نشاط الامين العام انئذ مني اركوي وعزل فيه الرئيس ,وقتها, عبدالواحد, مما يدل علي وحدة الجيش التحريري. اذا ,اي حديث عن جيش لعبدالواحد او اي شخص اخر لا يعدو الا ان ايكون اماني وتمنيات ومحض افتراء,والا فنحن في انتظار هذه المعركة التي هي فقط في خيال امثال سلمي التجاني العميلة الامنية المعروفة.
اما البيانات المعاكسة لنتائج المؤتمر و التي ملات صفحات الانترنت ,والتي لاتحمل مرجعية موثوقة او ذات مصداقية, فهي نابعة من ذات المصدر للاخبار الكاذبة من جهازي الامن والمخابرات لعصابة الانقاذ والمعروفة بالكذب منذ اول ثانية من عمرها حين قال امينها لرئيسها الراقص "اذهب انت الي القصر وانا الي السجن" ثم ظلوا يكذبون بانه لم يكن الامر كذلك الي ان اعترفوا بعد انشقاقهم الشهير وطلاقهم البائن وفراقهم الغير وامق.
ويبدو ان عصابة الانقاذ واجهزة استخباراتها وامنها وصحافتها لا يقراون التاريخ, ولا يستفيدون من التجارب الماضية, لانهم لو كانوا كذلك ,لكانوا اخذوا الدروس والعبر من تعاملهم مع الحركة الشعبية لتحرير السودان والراحل جون قرنق. فقد حاولوا باسلوبهم التشكيكي والتفريقي هذا شق صف حركة قرنق, فمرة اشتروا ذمم امثال رياك مشار ولام كول حتي ادخلوهم معهم في الحكومة, واشاعوا بان قرنق مريض بالسرطان فظهرت الاكذوبة وراينا قرنق اكثر عافية من كثير منهم , وحاولوا شقضوا علي جيش قرنق بالاستعانة بفاولينوا ماتيب وجيش الرب, وكان كل مساعيهم هذه والتي لا نعلمها , باءت بالفشل الذريع , وفي النهاية وجدوا انفسهم مجبورين لكي يجلسوا مع الاقوي والكثر حضورا ميدانيا حتي تقاسموا معهم السلطة والثروة ولو اتت حشفا وسوء كيلة.وكان مصير الاشخاص والحركات الفقاعية التي ارادوا بها النيل من حركة قرنق, كان مصيرها التهميش والنسيان. فبالله اين فاولينوا وجيشه؟ واين لام كول ؟ عاد الي الحظيرة اخيرا ( والعرجاء لمراحها , كما يقول المثل), واين جيش الرب حليف الامس؟ صار مطاردا من قبل الحكومة اليوغندية والسودانية معا( واليك اعني واسمعي يا جنجويد, فلكم نفس المصير مع الانقاذيين).
فللاخ عبدالواحد وما تبقي له من انصار لشخصه (لمارب ذاتية ضيقة) نقول لهم بانه من الغفلة وعدم الحكمة الارتماء في احضان هذا النظام الذي لا محالة سيحاول استغلال الفرصة واستمالتهم وربما مدهم بالسلاح والرجال ليحاربوا اخوتهم في حركة التحرير بهدف تضييع قضية دارفور وامعانا في استراتيجية "فرق تسد" التي طالما اتبعها الانقاذيون منذ ان جاءوا الي السلطة .ولا بد من ان يلتف الجميع تحت القيادة الجديدة والشرعية , والا مصيرهم مصير من كانوا ادوات في يد النظام لفظتهم بعد ان ادوا دورهم كما ذكرنا سابقا .
محمد احمد معاذ
البحرين