الا رحم الله الشهيد نصر الدين يوسف الذى استشهد فى يوم الاحد الموافق 6/11 /2005 بالاراضى المحررة بدارفورحيث انقلبت سيارتهم فى حادث يأسف له المرء ولكنها مشيئة الله . وكانوا فى عودتهم من مأمورية الوفد الوفاقى الى قرية ( حسكنيتة ) مقر اقامة المؤتمر حيث قدموا رسالة للاخ منى اركو مناوى والمؤتمرين مفادها عدم اقامة المؤتمر قبل خلق جوء من الوفاق الجماعى واشراك كافة الاعضاء والقطاعات لكى تظل الحركة موحدة قوية ومعه قادة الحركة المناضل احمد عبد الشافع ، بحرالدين باسى الملقب ببحرالنور، عبد الحكيم ادم ، محمد عثمان ورفاق كرام . وباستشهاده فقدت الحركة رقما نادرا من الارقام النضالية الفذة حيث دعم الحركة منذ نشأتها بالمال والراى السديد وعندما استفحل امر الخلاف بين رئيسها وامينها رحل تاركا عمله ليعالج جرح الحركة الاليم فكان لدوره القدح المعلى فى ان تدخل الحركة مفاوضات ابوجا ( الدورة الخامسة) موحدة حتى وقعت اعلان المبادئ فى الخامس من يوليو 2005 ليتواصل عطاءه مدرارا عقب المفاوضات حيث شارك فى لجنة الوفاق التى ضمت كل من القادة ابراهيم احمد ابراهيم ، سليمان ادم موسى ، محمد صالح رزق الله ، عبد الحفيظ مصطفى ، محمد التجانى الطيب ، وشخصى الضعيف . والتى كونها السيد نائب الرئيس خميس عبدالله فى ابوجا حيث قامت اللجنة بصياغة النظام الاساسى واللوائح فى ابوجا ثم انتقلت الى طرابلس الغرب لتجلس مع السيد الرئيس والامين فى اكثر الاجتماعات صعوبة حيث توصلنا الى نقاط جيدة كان يمكن ان تخرج بالحركة الى بر الامان لولا رفضها من قبل الامين العام فصار الطريق مسدودا.
فجاء الاخ الشهيد نصرالدين فى ذلك الاجتماع الذى ضم اللجنة حزينا مكسور الجناح واذكر له تلك الدمعات الحزينة التى بللت خديه حيث بكى بكاءا شديد فقام الاخ محمد التجانى الطيب يصبره ويخفف عنه وكان ذلك فى فندق المهارى .. اجل اذكره وتلك الكلمات كان يرددها وهو يبكى ( على ماذا ولماذا نختلف ونتنازع و لانتفق واطفالنا ونساءنا وشيوخنا فى العراء يفترشون الارض ويلتحفون السماء)..
عاد بعدها نصرالدين الى السعودية وعدنا نحن الى اسمرا الا ان روحه الوفيه ارقته من المنام على ملذات ارض الله المباركة ليلحق بالوفد اخيرا فى ابوجا مارا باسمرا التى قضى فيها يوما وحدا ثم الى دارفور ليشارك للمرة الاخيرة من عمر حياته فى لجنته الحبيبة لجنة الوفاق والوحدة الى قرية ( حسكنيتة ) بشرق دارفورليوحد الحركة واهل دارفورفى جسم واحد فقط من اجل اؤلئك اللاجئيين والنازحين ..ولكن هيهات هيهات. و كأنّ الله عز وجل اراد لمعدن هذا المناضل الا يكون بين اشقاء الامس وفرقاء اليوم واعداء الغد.
الا رحم الله اخى وحبيبى ورفيق دربى فى النضال نصرالدين يوسف واسكنه فسيح جناته وشفى الجرحى محمد عثمان ، بحرالدين باسى ومن معهم من رفقاء النضال .
والى ذلك الدرب سائرون...
جمال عبد الرحمن ارباب
تحرير السودان
اسمرا