المنتدى الفكرى للإتحاديين بالدوحة – نداء الوطن (3)
الحمدلله الذى أتم علينا نعمة الصيام والقيام فى الشهر الفضيل ، وبلغنا العيد السعيد ، وبهذه المناسبة ينتهز أعضا المنتدى الفكرى الاتحادى بالدوحة هذه السانحة لتهنة زعيم الحزب ورئيسه سيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى ، حفظه الله ورعاه ، والتهنئه موصولة لجماهير الحركة الوطنية السودانية ، وعلى رأسها جماهير حزبنا العتيد العريق ، بصفة خاصة وجماهير الشعب السودانى الابى بصفة عامة .
فى الايام القليلة الماضية تم الاعلان عن موافقة التجمع الوطنى الديمقراطى بالمشاركة فى حكومة الوحدة الوطنية بشقيها التشريعى والتنفيذى على قاعدة أنها حكومة إنتقالية تعد العدة لقيام حكومة ديمقراطية منتخبه وهذا هو المرجو منها والمنتظر ، وبهذا يكون الحزب الاتحادى الديمقراطى قد عاد مجددا إلى السلطة التى صام عنها ستة عشر عاما كاملة ، هى سنوات حكم الانقاذ ، ومن قبلها ستة عشر عاما أخرى عجاف ، قاوم فيها بشرف نظام مايو البائد حتى عودته للسلطه بعد أبريل المجيد 1985 م ، ومن قبل ستة سنوات قاوم فيها نظام جنرالات عبود حتى إكتوبر المجيد بالتضامن مع كل القوى الوطنية السودانية ، ومن قبل هذا وذاك كان نضاله الشرس منذ فجر الحركة الوطنية حتى تحقق الاستقلال المجيد فى 1/1/1956 م ، حيث رفع زعيم الامة الخالد السيد إسماعيل الازهرى علم الاستقلال ، والذى لامنا الكثيرون على التطرق عليه بإستمرار فى كتاباتنا ، ونحن فى المنتدى الفكرى الاتحادى ننتهز هذه الفرصة وبمناسبة مشاركة حزبنا فى الحكومة الانتقالية ، ووجود طرف إتحادى آخر فى الحكومة بزعامة الشريف زين العابدين الهندى - والذى نهنئه بالعيد السعيد – أن نكرر النداء الشهير الذى سبق وأن نادى به الحكومة الانتقالية بزعامة سوار الذهب فى العام 1986 م ( أن أعيدوا لنا علمنا علم الاستقلال رمز البلاد وعنوان سيادته ) ذلك العلم الذى رفرف على رؤوس صانعى الاستقلال والذى قاتل تحته جند جيشنا الباسل فى جميع معارك التحرير ، قبل أن تعتدى عليه طقمة مايو البائدة ، وتستبدله بهذه الخرقة البالية التى لانحس تجاهها بالولاء ولا تعبر عن تاريخنا وأمجاد أمتنا السالفة ، فالنداء موجه إلى زعيم الحزب ورئيسه السيد الميرغنى وإلى السيد الشريف زين العابدين الهندى وإلى الرئيس البشير ونائبه الاول السيد سلفا كير ، لان يعيدوا لنا علمنا بألوانه الثلاثة (الازرق – الاصفر – الاخضر ) الذى أحببناه ، وهكذا أحبه جميع شعب السودان .
الموضوع الثانى الذى تطرق إليه المنتدى بشكل مفصل هو موقف الحزب فيما يتعلق بقانون الانتخابات السابق والذى يطلق عليه نظام ( الحر المباشر ) والذى نعتقد أنه نظاما إقصائيا يلغى ويقصى دور الاقلية حتى ولو حصلت على 49% رغم أهميته فى البناء والممارسة الديمقراطية ، والدليل على ذلك فى آخر إنتخابات برلمانيه بعد إنتفاضة أبريل كان الحزب الاتحادى الديمقراطى الاكثر جماهيرية من حيث عدد الاصوات ويليه فى ذلك حزب الامة ثم الجبهة الاسلامية إلا أن النتيجة فى عدد المقاعد البرلمانية كانت مختلفة تماما بل كانت معكوسة حيث كان الحزب الاكثر جماهيرية يأتى فى المرتبة الثانية من حيث عدد المقاعد والبالغة (67) مقعدا ، بينما حصل حزب الامة على (101) مقعد رغم تفوق الاتحادى عليه فى عدد الاصوات ، زد على ذلك أن هذا النظام (الحر المباشر ) أتاح الفرصة لبعض النواب للدخول إلى البرلمان بعدد (2000) صوت فقط ، بينما سقط بعض المرشحين رغم حصولهم على مايقارب (7000) صوت أضف إلى ذلك أن نظام الحر المباشر أجاز العمل بنظام دوائر الخريجين الملئ بالثغرات مما أدى إلى دخول عدد (28) نائب إلى الجمعية التأسيسية كان لهم الدور الاكبر فى تعطيل أعمال البرلمان ورفض إتفاقية الميرغنى قرنق للسلام والتعجيل بإنهاء العهد الديمقراطى ، والموضوع كبير ولكن نوجز مقترحنا بالحلول لقيادة الحزب فى الاتى :
أن يتبنى الحزب نظام (القوائم الانتخابيه ) المسمى بالتمثيل النسبى عند حواره مع الحكومة فى إيجاد الآليات المناسبة لتطبيق النظام الديمقراطى ، ومن إيجابيات هذا النظام يضمن تمثيل كل حزب فى البرلمان حسب حجمه الجماهيرى ، بالاضافة إلى ذلك يتيح هذا النظام لكل حزب أن يرشح فى قوائمه المقتدرين والكفاءات من أعضائه حيث نلاحظ فى نظام الحر المباشر أن الاحزاب تكون مضطره فى كثير من الاحيان إلى ترشيح أعضاء للبرلمان لاسباب جهوية أو قبلية فى بعض الدوائر ، وفى حالة تبنى الحزب لهذا المقترح فإن المنتدى على إستعداد لارسال دراسة مفصلة عن هذا الموضوع لمكتب رئيس الحزب .
الموضوع الثالث الذى ناقشه المنتدى هو أن أجهزة الاعلام الحكومية (الرسمية) مسخره بالكامل لصالح حزب المؤتمر الحاكم حيث تتم تغطية جميع نشاطات الحزب اليوميه فلو صرحت (عنزة) من المؤتمر الوطنى فى منطقة من القطر لأوتى بتصريحها كاملا غير منقوص بالصورة والصوت مدعوم بهتاف الجماهير بينما نجد الزيارات الرسمية للحزب الشريك وبقية أحزاب البرنامج الوطنى وعلى أعلى مستوى لاتتم تغطيتها إلا بالنذر اليسير والمغتضب ، كما يتم إستقلال أجهزة إعلام الدولة الرسميه فى التبشير والتجسيم والدعاية والاستقطاب للحزب الحاكم دون غير ه من الشركاء ، وهذا الوضع لابد من إعادة النظر فيه ومعالجته بشكل يحفظ للجميع حقوقهم .
والموضوع الرابع الذى نقاشه المنتدى العقوبات التى تم تجديدها على السودان من قبل الادارة الامريكية والتى كانت قد وعدت بإلغائها فور توقيع إتفاقية السلام وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ، إلا أنه من الواضح أن الحكومة السودانية وتحديدا حزب المؤتمر قد تسبب فى تجديد هذه العقوبات بسبب إستمراره فى نهجه التسلطى بالسيطره على جميع الوزارات والاجهزة الحكوميه ذات الثقل فى حكومة الوحدة الوطنية ، بالاضافة على إستمراره فى نهجه الاقصائى وسلوكه الشمولى فى إدارة الدولة ، حيث استطاع أن يجبر شريكه الثانى فى السلام بالتخلى عن وزارات بعينها ، اجمع المراقبون على ان السبب يرجع الى عدم ثقة الحكومة فى شركائها، وعليه نرى ان على الحزب اللجوء الى تحالف اكثر ايجابية مع الحركة الشعبية من اجل الحصول على برنامج عمل حكومى يرتكز على الثوابت التى سبق الاتفاق عليها باتفاقيات اسمرا وغيرها للوصول للبلاد الى حكومة ديمقراطية منتخبة وتحقيق الوحدة الوطنية والسلام فى جميع ارجاء البلاد. وتجنيبها مخاطر التدخل الاجنبى والحروب الاهلية.
الموضوع الخامس الذى ناقشه المنتدى هو وجود حوالى ثمانية مليون سودانى فى انحاء المعمورة جلهم هاجر بسب البطش والتشريد والقهر والاقصاء والفقر والجوع وجل هؤلاء من ابناء السودان المثقفين المتعلمين الوطنيين اصحاب الكفاءات اغلبهم يمثلون جماهير الحزب الاتحادى الديمقراطى، وعليه يرى المنتدى ان تتم دراسة وافية لمعالجة اسباب الهجرة والمساعدة الطوعية لهؤلاء للرجوع للبلاد. هذا على المدى المتوسط اما على المدى القريب فيجب ان يتم استصحاب هذا الموضوع فى النقاشات الجارية فى الفترة القادمة لاجراء الانتخابات القادمة على المستويين الرئاسى والبرلمانى لكيفية ممارسة هؤلاء لحقهم الانتخابى. ولا يفوتنا فى هذا المقام التركيز على اختيار الاشخاص المناسبين لهذا الحوار. حيث ان الشخصية الاتحادية التى شاركت فى اعداد قانون الانتخابات بعد الانتفاضة رغم تقديرنا لها الا انه قد وافق على الكثير الذى كان يجب عليه رفضه (التفاصيل متاحة لدى المنتدى فى حالة طلبها من القيادة).
واخيرا ورغم الاعلام القوى الموجه لجماهير الحزب لتحريضهم على ارغام القيادة بعدم المشاركة فى الحكم فى هذه المرحلة الا اننا نجزم بان صوت العقل الذى اعملته القيادة فى المشاركة كان هو الاصوب. وعليه نحن الاتحاديون الديمقراطيون فى المنتدى الاتحادى لا نقول لسيادة الزعيم الميرغنى اذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون. ولكن قولنا لكم ياسيادة الرئيس انك لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك ما تخلف احد منا ، نجالد دونكم ذات اليمين وذات الشمال ومن امامكم ومن خلفكم لا نضع سيوفنا فى اغمادها حتى ينكشف الغبار وتنجلى الحقيقة بيضاء من غير سوء وترتفع رايات الحرية وتتحقق الديمقراطية والوحدة الوطنية، ونحن معكم على ذلك حتى ترى منا ما تقر به عينك او نهلك دون ذلك.
عاش السودان وعاش حزبنا العتيد العريق قائدا لمسيرة العمل الديمقراطى ومرشدا للحياة السياسية فى السودان.
المنتدى الفكرى للحزب الاتحادى الديمقراطى - الدوحة
عباس عمر على
[email protected] e.mail:
جوال: 5393544 0974