![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
أبو نمو وادي [email protected]
في احدث مقال للأستاذ المحامى / عبد الرحمن حسين دوسة في مواقع الإنترنت المختلفة قبل أيام أشار إلى انه رغم الصراعات السياسية المستمرة في تاريخ السودان منذ الاستقلال ، إلا أن الأطراف المتصارعة دائما تنأى بنفسها عن " ثقافة الاغتيالات السياسية" ، لما لهذا الأسلوب من تبعات لا يستطيع أحد أن يتنبأ بمدى خطورة عواقبها وانه في حالة انتشارها عن طريق الفعل ورد الفعل فان الكل سيتأثر بها بلا جدال ، في دار فور وغير دار فور . إلا أن الأستاذ / عبدا لرجمن قد حذر في مقاله المذكور حكومة الإنقاذ من إصرارها على إدخال هذه " الثقافة " الغريبة على أهل السودان من بوابة دار فور وخاصة أن الاغتيالات التي تمت تحمل بعدا اثنيا واضحا لان كلها استهدفت شخصيات و ر موز لقبيلة معينة في دار فور ، وقد استند على قوله هذا بإيراد حالات اغتيال تمت في نيالا والفاشر ، آخرها حالة الأستاذ / إبراهيم جماع مدير بنك فيصل بالفاشر ، وانه في حالة استمرارها من المؤكد سيكون هنالك رد فعل من الأطراف المستهدفة للدفاع عن نفسها سواء كان على مستوى أفراد منفلتون يسعون للانتقام لذويهم أو رد عسكري على مستوى حركة تحرير السودان باعتبار أن هذه العمليات ما هي إلا أسلوب جديد من أساليب الحرب القذرة التي تمارسها الحكومة ضد الحركات المسلحة في دار فور ، هذا باختصار مضمون مقال الأستاذ / عبد الرحمن دوسة .
سوف ابدأ تعليقي من حيث انتهى الأستاذ عبد الرحمن و أقول انه في حالة استمرار هذا المسلسل من المؤكد سيكون هنالك رد فعل عنيف وعلى حكومة الإنقاذ أن تفهم أن في أساليب الحروب هنالك ما يسمى بالضربات الاستباقية التي ليس بالضرورة انتظار حادث اغتيال جديد حتى تبدأ الأطراف المتضررة بالرد العنيف . وعلى حكومة الإنقاذ يجب أن تفهم أيضا أن في كل طرف من أطراف الصراع في دار فور هنالك مجموعات متطرفة يحاول دائما العاقلون السيطرة عليها حتى لا يخرج الصراع من مساره الصحيح وحتى لا يقع الناس في الشراك المنصوبة لها من قبل العدو ، وقد ضربت حركة تحرير السودان حتى الان مثلا رائعا في ضبط النفس والسيطرة على المتطرفين حيث ترى دائما قلة متطرفة فيها ، أن الحركة لا بد أن تقاتل العدو بنفس الأساليب القذرة التي يستعملها والتي كانت السبب في المأساة الإنسانية الحالية ، بمعنى أن تضرب الحركة جيش الحكومة والمليشيات العميلة لها وتضرب قرى هذه المليشيا وأفراد أسرها وتنهب مواشيها بنفس الأسلوب الذي تحرق الحكومة القرى وتطلق يد الجنجويد للنهب والقتل والتشريد . إلا أن صوت العقل دائما هو الذي يسود باعتبار أن ما يفكر به المتطرفون هو الشرك الذي تنصبه الحكومة للحركات المسلحة حتى تغرق دار فور في بحر من الحروب القبلية . ولكن إذا كان الشهيد عبد الله أبكر(قائد جيش حركة تحرير السودان السابق ) وهو في اضعف حالاته قد قرر يوما دخول مدينة الفاشر كضرورة حربية لتدمير الطائرات الجاثمة على ارض المطار والتي كانت السبب في حرق القرى وتدمير مصادر المياه وقتل الأبرياء وذلك كنوع من الضربة الاستباقية وقد تحقق له هدفه بالفعل ، فما بال الحركة الان وهى في أقوى حالاتها ، وإذا استمر هذا المسلسل فان الرد سيكون هذه المرة بقرار من قيادة الحركة وليس من المتطرفين وذلك كهدف حربي استباقي لتوجيه ضربة موجعة لاهداف منتقاة بدقة وهى اجتثاث رؤوس الشر التي توجه " الأدوات " لتنفيذ الجرائم وهى بعيدة وسالمة في أبراجها العاجية ، وشخصيا لا احبذ أن يكون الاستهداف اقل من " رؤوس الحيات " في الفاشر ونيالا والجنينة ، لان استهداف أجسام الحيات " أفراد الجنجويد والأمن الذين ينفذون هذه الجرائم بتوجيه من هذه الرؤوس " يصب في خانة تنفيذ استراتيجية الإنقاذ لتوسع دائرة الحرب القبلية في دار فور ، ولان تنفيذ مثل هذه الأهداف لا يحتاج إلى اكتساح المدن كسابقة الفاشر ، فقط يحتاج إلى تكليف " حفنة " من الرماة المهرة لتتسلل إلى حيث تخبئ هذه الحيات وتقطع رؤوسها ، حتى إذا ما استوردت " حيات " بديلة من الخرطوم أو صعدت " أخرى " محلية ، سوف تعي هذه الأخيرة الدرس و تعمل على تعديل أساليب اللعبة ، ليس تأدبا أو رافة بالرعية ولكن خوفا من رؤوسها من القطع ، أرجو أن تكون الرسالة واضحة .
ابونمو وادى
الرياض – السعودية
الجمعة 4 نوفمبر 2005 م