ان سياسة اغتيال الابرياء من بنى وطنى داخل حرم منازلهم ووسط الشوارع هى سياسة الانقاذ وهى مرحلة من مراحل تنفيذ خطة الرئيس البشير. وكان قد اعلنها صراحة فى مدينة الفاشر حيث قال لا يريد احد من الانس او الجن حيا فى ولاية شمال دارفورومن ثم ينطبق ذلك على باقى ولايات دارفور تباعا. وقد اكده احد زبانيته وهو المدعو عطا المنان فى مدينة شعيرية، بعد الاحداث الاخيرة حيث قال ( يا زغاوة ابحثوا لكم كوكبا اخر لتعيشوا فيه ). ومن واقع سياسة اصحاب ملكية هذا الكوكب اما ترك دارفور والسودان بل الارض كله، والعيش فى المريخ او زحل او الشراب من كأس الموت. الذى اعد بخبث فى المعامل الجنجويدية بايدى امراء الحرب وخبراء الفتنة ( عطا المنان وعثمان كبر وجعفر عبد الحكم ) . بالاضافة الى ذلك فسوف تكون الملاحقة بسيوف الاغتيالات تطال حتى اؤلئك الذين بدول المهجر لانهم فى الكوكب ذاته .

والجدير بالذكر ان سياسة اغتيال قادة وابناء دارفور الرافضين للظلم والجاهرين بصوت الحق ليست بجديدة حيث اغتيل الاستاذ ابراهيم يعقوب (دارفورى ) وزوجته داخل منزلهما الكائن امام رئاسة جهاز الامن وامانة الولاية بمدينة الجنينة فى العام 1999 وكذلك الاستاذ احمد عبد الفراج مدير طريق الانقاذ الغربى قطاع زالنجى الجنينة . كما اغتيل فى هذا العام الاستاذة/ ابتهال داخل الحرم الجامعى وامام طلابها والشهيد عربى فى مدينة نيالا واخيرا الاخ جماع ونلاحظ ان القاسم المشترك بينهم انهم من الكوادر المؤهلة ،الشجاعة ، المدافعة عن حقوق اهلها ، وكم هم ارقوا اعين الجبناء من الانقاذيين فى بلادى ، كما انهم من الاثنيات المبغوضة والمرفوضة لدى المنتفعين من مجرمى الانقاذ حتى صاروا لا يطيقون رؤية عناصر تلكم الاثنيات فى وجه الارض.

اما الذى يحزننى كثيرا هو هذا الصمت الرهيب من تجاه الحركات المسلحة ومنبر ابناء دارفور وابناء دارفور المتربعين على كرسى السلطة وطلاب دارفور بالجامعات والمعاهد العليا او حتى مجتمع دارفور القريب من موقع الحدث . اين تلكم الثورات والمظاهرات التى كانت تضرم فى ناحية وكل مدينة لمجرد زيادة سعر رطل السكر او اعتقال طالب او طالبة من طلاب المرحلة الوسطى او الثانوية اين روح المناصرة الجماعية ضد الباطل .؟؟

حيث تعد الامر الى اغتيال الارواح البريئه مع وجود للقوات الحكومية جيش وشرطة وامن ودفاع شعبى وشرطة شعبية بالاضافة لقوات الاتحاد الافريقى .

وبتحليلى المتواضع اجد ان الانقاذ قد غرس بذرة القبلية فى السودان وخاصة دارفور وقمنا نحن برعايتها سقاية ونظافة لنحصد ثمارها تفرقة وتمترسا فى خندق القبلية. حيث اصبحت المناصرة والمواساة فى المصائب ياتى فقط من ابناء القبيلة تجاه افرادها . فكونا على المستوى الشعبى مجالس شؤرى القبائل فاصبح كل مجلس قبيلة يناقش امورا فى غاية الهوان تخص القبيلة بدلا من المنطقة او الاقليم والدولة. كما اصبحت الحركات تتشكل فى قوالب قبلية ضيقة. فمثلا حركة التحرير من حيث اهدافها ومبادئها لم تتغير او تتبدل ولم يختلف عليها اثنان طيلة هذه الفترة ،ولكن هانحن اليوم نتفرق الى حركة برئاسة منى واخرى برئاسة عبدالواحد على مفاضلات اثنية وتطلعات فردية وبذلك نكون قد فقدنا الوحدة والقوة والمناصرة الجماعية وسهل على العدو اغتيالنا فردا فردا، واثنية اثنية .كما بدأه الان .

فبالوحدة و قبول الاخربدافع وحدة الهدف لا بدافع وحدة القبيلة وبطرح اهداف قومية سامية ومقنعة للشعب عندها فقط تخرج شوارع الخرطوم شماله وشرقه جنوبه وغربه وتثور مدن دارفور كالبركان فى وجه الحكومة ومن قبل سوف تتحرك الحركات المسلحة بكل قطاعاتها لوقف الاغتيالات وقتل الابرياء والا فسوف تتواصل وتسهل الاغتيالات من قبل الحكومة وجنجويدها لحين ايجاد كوكب اخر اكثر امنا لاهلى بدارفور.

جمال عبد الرحمن ارباب

تحرير السودان

اسمرا