قرأت اللقاء الصحفى الذى أجراءه صحيفة الشرق الأوسط مع السيد الفريق سلفا كير ميارديت , النائب الأول لرئيس الجمهورية و رئيس حكومة الجنوب وزعيم الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان فى الأول من نوفمبر الحالى.
ورد فى الربع الأخير من اللقاء على لسان النائب الأول " أن الرئيس عمر البشير شخصية مريحة ومتفهمة ولديها خبرة واسعة , ولم أشعر فى أى لحظة أننى أتعامل مع شخص غريب , فهو قريب وودود , وهو شريك حقيقى, ونحن فى رئاسة الجمهورية ومع الأخ الكريم على عثمان محمد طه نائب الرئيس الجمهورية نعمل معا فى تشاور وتعاون وثقة متبادلة, وملتزمون بالشراكة وبتحقيق نصوص إتفاقيةالسلام".
نعم لا شك أن الجنوبيين ربما يصفون الرئيس عمر البشير و نائبه الثانى بهذه الصفات الحميدة لشجاعتهما لإبرام إتفاقية السلام ووقف نزيف الدم فى الجنوب, لكن سيادة الرئيس نحن خارج القصر الرئاسى نتمنى أن تكون هذه الصفات حقيقية ودائمة دون أن نتفاجأ بقرارات جمهورية بأرقامها المختلفة أو إنقلابات عسكرية تلغى إتفاقية السلام, ومن وجه آخر لهذه العملة .
الرئيس عمر البشير وجه بصرف تعويضات للتجار الذين تضرروا من أحداث الخرطوم الأخيرة- الإثنين الموافق الأول من أغسطس الماضى عقب أغتيال الراحل المقيم الدكتور جون قرنق دى مبيور. هذا أمر محمود أن تعوض الدولة المواطن المتضرر لأى سبب من الأسباب بغض النظر عن مسباباته. لكن الأمر هنا يختلف ويحتاج إلى وقفة.
الرئاسة الجمهورية دون خجل تخصص التعويضات للمتضررين المنحدرين من الأصول العربية دون الجنوبيين وذوى الأصول الإفريقية الذين تضرروا أيضا فى تلك الأحداث المعروفة بأحداث الثلاثاء الكريهة -الثانى من أغسطس, و الذين قتل منهم أكثر من ألفين شخص , ونهبت قوات الأمن والشرطة و الجيش والدفاع الشعبى والمجاهدين ممتلكاتهم ومصادرتها بحجج وهمية مصطنعة, أنهم لا يمتلكون أوراق ثبوتية, فقراء, شماشة, حرامية من أين لهم هذه الممتلكات?!!!!
وهاهم يحاكمون ظلما فى جنح الليل فى ظل قوانيين التدمير العام ( النظام العام), و عشرات منهم يموتون يوميا من شدة التعذيب فى زنزانات الأمن العام و سجون الإنقاذ.
سيادة الرئيس
:
مازالت كرامتنا وحرمتنا تنتهك نهارا جهارا وهناك أشياء كثيرة مازالت تؤلمنا رغم توقيع إتفاقية السلام, رغم ثقتكم فى الرئيس عمر البشير وعلى عثمان محمد طه. أعطيك أمثلة بسيطة:
أولا:
أبنائنا وبناتنا, إخوتنا, أخواتنا, أمهاتنا وأبائنا مازالوا أرقاء فى أيدى قوات الجيش السودانى والدفاع الشعبى والميليشيات القبائل العربية الإسلامية والجلابة والتجار.
فكم يكون عدد الجنوبيين وذوى الأصول الإفريقية الذين إسترقهم مؤسسات نظام الإنقاذ
إذا كانت محافظة صغيرة مثل محافظة بيمنم (ألور - رووينق) من ولاية غرب أعالى النيل( بنتيو)
أسترق منها أكثر من مئاتين شخص .ثانبا:
أطفالنا الذين أختطفهم الإنقاذ بالقوة من أسرهم فى ضواحى المدن الشمالية ومناطق العمليات لتكون بهم الجيش الإسلامى الإنكشارى , مازالوا في معسكراتهم المتعددة فى أنحاء السودان و يضجونهم الآن فى حرب دارفور و الشرق. وخير المثال, الرئيس عمر البشير أختطف طفلين جنوبين.
ثالثا:
نسائنا وأطفالنا الرضع, اللائى تم القبض عليهن من قبل النظام العام بتهم صنع الخمورالبلدية ما يزلن معذبات فى سجون الإنقاذ بينما تمتلئ بيوت قادة بالخمور والمخدرات.
رابعا:
فى أحداث الخرطوم الأخيرة هناك خسارات بشرية جامدة فى صفوف الجنوبيين وذوى الأصول الإفريقية, وأعطيك مثالا آخر فى محافظة بيمنم وحدها قتل منها كثيرين ومازال أدناهم من المفقودين:
1- السيد أروب مونجلانق مريال دينق كير (فدوانجطيك - مجوان)
2-السيد ضواق مريال كور كير ( فكييج مجوان).
3- غلام السيد موريس بول مجوك داو الرائد فى أمن الجيش الشعبى لتحرير السودان ( فنقال - مجوان).
حتى الآن لم نسمع أن الحركة الشعبية وغيرها من أحزاب جنوبية قامت بحصر هولاء الأرقاء والمفقودين والمتضررين فى الأحداث الأخيرة بينما الريئيس عمرالبشير حصر أهلهم وعوضهم من عائدات نفط ويوارنيوم بيمنم و بنتيو.
سيادة الرئيس:
هولاء التعابة لم يرتكبوا جرما ضد الدولة ولم يرفعوا السلاح فى وجه الحكومات العربية الإسلامية فى السودان بل عقبوا بهذه العقوبات الشنيعة, مجرد أنهم ينتمون إلى المناطق التى تنحدر منها قادة ومقاتلى الجيش الشعبى لتحرير السودان .
كل هذه المعناة والتعذيب.
تحدث والحركة الشعبية شريكة حكومة الوحدة الوطنية وتتخذ الرئاسة الجمهورية القرارات بعد موافقة سيادتكم نيابة عن المهمشين.
سيادة الرئيس:
أعلم جيدا أن طريقة السلام ليست مفروشة بالزهور بل هناك عقبات كثيرة تحتاج لإزالة و قد تأخذ جل وقتكم, لكن سيادتكم ألتمس أن تبدأ تحرير السودان من تحرير هولاء المهمشين الذين من أجلهم قدمنا أكثر من مليونين شهيدا, حتى يستحق قادة الحركة الشعبية هذه الألقاب البريقة المقدسة قبل قادة الإنقاذ.
عاشت الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان رمزا للعدالة و السلام والمساواة والوئام.
وليم ملوك مجاك داو - ملبورن أستراليا