اكتب هذا المقال المختصر و انا اعلم جيدا ان معظم ابناء النوبة ان كانوا فى الداخل او الخارج مستاؤون جدا من الوضع السياسى للحركة فى جبال النوبة الذى لا يسير بوتيرة و ايقاع الحركة فى الجنوب و ربما النيل الازرق. و لكنهم ساكتون على ذلك و لكنى اقول لهم ان الساكت عن الحق شيطان اخرس.
لقد كنا نعتقد بان قيادة الحركة فى جبال النوبة ستتحرك بقوة نحو مدينة كادقلى حاضرة الولاية للسيطرة عليها بعد التوقيع على الاتفاق و فرض وجودها فيها بعد العمل المميز الذى قام به شباب الحركة المستنير و مهد بذلك ارضية صالحة لانتشار الحركة، الا ان حركة الحركة نحو مدينة كادقلى قد كانت بطيئة و غير فاعلة مما يعنى بذلك بانها قد تنازلت طواعية عن مدينة كادقلى لصالح المؤتمر الوطنى و ذلك يعنى ان المؤتمر الوطنى سيشدد قبضته على حاضرة الولاية ان تعاملت الحركة فى الاقليم بتقاعس و دون اكتراث.
فقد كان على قيادات الحركة فى جبال النوبة الاقتداء بقيادات الحركة فى الجنوب عندما تحركت بقوة زاحفة نحو مدينة جوبا حاضرة الاقليم الجنوبى و وضع يدها و احكام السيطرة عليها تمام، و لكن الوضع فى جبال النوبة كان يختلف تماما خاصة بعد اختفاء قائد الحركة فى جبال النوبة عن مسرح الاحداث السياسية بدون اسباب واضحة و احدث بذلك فراغا سياسيا لم يوجد من يملأه تاركا الحبل على القارب.
ان التعيينات التى قامت بها الحركة فى جبال النوبة لممثليها فى البرلمانين القومى و الولائى تخلو تماما من ابناء مدينة كادقلى بينما المؤتمر الوطنى قد قام بالتركيز على ابناء مدينة كادقلى دون غيرهم و لاول مرة فى تاريخه فى تعيينهم فى البرلمان القومى على وجه التحديد و قد ذهب المؤتمر الوطنى الى اكثر من ذلك عندما ركز على عائلة واحدة و ذات كفاءة و خبرة عالية و اختيارهم فى البرلمان القومى دون اكتراث الى غيرهم . و ان قارناهم بممثلى الحركة فى البرلمانين القومى و الاقليمى نجد ان ممثلى الحركة هم الاضعف على الاطلاق من بين كل البرلمانيين على المستوى القومى ان استثنينا منهم نفر قليل لا يعد باصابع اليد، مما يعنى ان الحركة فى جبال النوبة قد تعاملت مع هذا الملف بسذاجة شديدة و ربما دون مشورة و لم تستفد من دروس الماضى-و ما خاب من استشار-عند اخيارها للبرلمانيين بالرغم من انها تمتلىء بالكوادر الجامعية فى مختلف التخصصات و الدرجات العلمية الرفعية فى البكلاريوس و الماجستير و الدكتوراه، و لكن الشىء المحير هو لماذا ركنت الحركة فى جبال النوبة الى هذا الاختيار الهزيل فى البرلمانين المركزى و الولائى مع استبعاد ابناء منطقة كادقلى كلية من القائمة.
ان تاريخ نضال الشعوب يجب ان يقرا من الاسطر و الصفحات الاولى و ليست الاخيرة. فابناء كادقلى لهم القدح المعلى فى التحاق النوبة بالحركة و هم اول من دفع دمه ثمنا رخيصا للنضال فى جبال النوبة بل هم السباقون على الاطلاق بالالتحاق بالحركة و قد فقدت كادقلى على اثر ذلك خيرة ابنائها و اكثرهم حنكة ودراية فى العمل السياسى و التنظيمى. فابناء كادقلى الذين تم تصفيتهم بواسطة الجبهة الاسلامية لالتحاقهم بالحركة فى ايامها الاولىلا يمكن ان تتغافلهم قيادة الحركة فى جبال النوبة بهذه السهولة و تتخطى ابناء كادقلى و لا تمثلهم فى البرلمانين المركزى و الولائى. و نتيجة لهذا التجاهل و التصرف المقصود اعلنت مجموعة مؤثرة جدا فى العمل السياسى فى كادقلى بل على مستوى جبال النوبة عامة انضمامها لحزب المؤتمر الوطنى و هذا ما سيهدد المكاسب التى تحصل عليها النوبة فى اتفاقية السلام الموقعة بين الحركة الشعبية و حزب المؤتمر الوطنى.
و لكن قبل فوات الاوان و استفحال الامر و انفلاته نقول لقيادات الحركة الحالية فى جبال النوبة التحرك بسرعة و احتواء هذا الوضع الشاذ قبل فوات الاوان، و الا فصدقونى ان مصير الحركة فى جبال النوبة الى زوال ان استمرت الامور كما هى عليها الان!!!!!!!!!
اللهم هلا بلغت فأشهد على ذلك و هذا منى للتأريخ.
ابوطالب تيلك تيو
واشنطون دى سى.